أوباما ذو الأصول الإفريقية يبدأ رحلة تاريخية للقارة السوداء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إجتمع مع البابا بندكتوس السادس عشر في الفاتيكان للمرة الأولى
أوباما ذو الأصول الإفريقية يبدأ رحلة تاريخية للقارة السوداء
غانا، وكالات: وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما ـ أول رئيس أميركي من أصل إفريقي ـ إلى غانا في أول زيارة له كرئيس إلى دولة إفريقية غير عربية. وتم إختيار غانا بسبب سجلها الديمقراطي، حيث يتوقع أن ينتهز أوباما الفرصة للدعوة إلى نشر الديمقراطية في جميع دول القارة. كما تضمن جدول رحلته التي تستغرق 24 ساعة زيارة قلعة كانت تستخدم في تجارة العبيد. وقد انتشرت الملصقات التي تحمل صورة أوباما وزوجته ميشيل في أنحاء العاصمة أكرا حيث يترقب سكانها وصول ضيفهم بفارغ الصبر. وطار الرئيس الأميركي إلى غانا على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس ا" بعد انتهاء أعمال قمة الثمانية الكبار في إيطاليا والتي شارك فيها وزيارة للفاتيكان.
سلاسل للمفاتيح ومظلات
وقد لحن الموسيقيون في غانا أغاني خاصة بمناسبة هذه الزيارة، وواضح ـ كما يقول ويل روس مراسل بي بي سي في أكرا ـ إن الملايين يتشوقون لرؤية أوباما، إلا أن هذا لن يتوفر كثيرا. كما نزل الناس إلى الشوارع يحتفلون بالرقص وقرع الطبول في المدينة المطلة على البحر. وشملت التذكارات التي تم صنعها لتخليد الزيارة سلاسل مفاتيح وأكواب قهوة ومناديل ومظلات تحمل صور أوباما والرئيس الغاني جون أتا ـ ميلس.
وفيما ألقى الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون خطبة في مئات الآلاف من الغانيين حين زار البلاد قبل نحو عقد من الزمان، فإن الإجراءات الأمنية بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001 أشد بكثير، ولن يتمكن من حضور لقاءات أوباما إلا المدعوون فقط كما يشير مراسلنا. وكان أوباما قد زار إفريقيا من قبل حين كان عضوا في مجلس الشيوخ الأميركي، حيث زار كينيا مسقط رأس والده في آب/أغسطس عام 2006.
و يبدأ برنامج الزيارة الرسمي للرئيس الأميركي اليوم السبت ويشمل إجراء محادثات مع مضيفه رئيس غانا وإلقاء خطبة في برلمانها. وقد تم نشر الآلاف من رجال الشرطة في شوارع المدينة وأغلق عدد من شوارعها الرئيسة. وعلقت مدينة كيب كوست الواقعة على بعد 160 كيلومترا غرب العاصمة أكرا تشييع الجنازات بسبب زيارة أوباما المقررة إلى قلعة العبيد فيها.
وقالت آما بينييوا دو وزيرة الحكم المحلي لوكالة الأنباء الفرنسية "لقد حظرنا الأنشطة المتعلقة بتشييع الجنازات في كيب كوست لأننا نريد أن نرحب بالرئيس الأميركي التريب اللائق به، الأموات يمكن دفنهم فيما بعد لكن أوباما هنا لمرة واحدة وعلينا تركيز كل اهتمامنا عليه".
ويعلق الناس في أنحاء إفريقيا آمالا كبيرة على باراك أوباما، بسبب أصله الإفريقي من ناحية ولكن أيضا بسبب الشعار الذي اطلقه في الانتخابات "نعم، نستطيع". وتأتي زيارة أوباما بعد ساعات من تعهد قادة الثمانية الكبار بتوفير مليارات الدولارات لدعم الزراعة ـ المصدر الرئيس للدخل في العديد من الدول الإفريقية.
غير أنه لن يكون من السهل أمام أوباما أن يحقق ما حققه سلفه جورج بوش كما يقول مراسل بي بي سي، فالمناخ المالي مختلف الآن والبرامج الممولة من الولايات المتحدة كتقديم الدواء للمصابين بفيروس الإيدز تواجه تحديات جديدة.
أوباما إلتقى البابا للمرة الأولى
وكان التقى أوباما الذي شارك في قمة مجموعة دول الثماني بعد ظهر الجمعة البابا بندكتوس السادس عشر للمرة الأولى منذ انتخابه، وقال إنه يأمل في "علاقة قوية" بين الولايات المتحدة والكرسي الرسولي. وقال أوباما وابتسامة عريضة تعلو محياه في مستهل اللقاء "إنه شرف كبير لي. شكرا جزيلا"، وصافح بحرارة قداسة البابا.
وأبلغ الرئيس أوباما البابا أن قمة مجموعة الثماني التي شارك فيها في لاكويلا قرب روما كانت "مثمرة"، وذلك بحسب ما ذكره مصورون كانوا موجودين في بداية الاجتماع الذي استمر نحو أربعين دقيقة. وقد جلس الاثنان الواحد قبالة الآخر في المكتبة والتقطت لهما صور تقليدية. وقال أوباما لمضيفه "إنني متأكد من أنك تعودت على التقاط الصور، وأنا أيضا". كما حث أوباما البابا على مواصلة جهوده لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط.
وإثر لقائهما المغلق، قال البابا إنه "يصلي من أجل" أوباما الذي شكره مؤكدا أنه يأمل في "علاقة قوية" بين الدولتين. وبعد تبادل الهدايا، انضمت إلى اللقاء زوجة أوباما ميشال وابنتاه ماليا وساشا وثماني شخصيات من أوساط الرئيس الأميركي.
وكان الرئيس الأميركي وهو مسيحي بروتستانتي قد أعلن أنه "يتطلع بشوق" إلى هذا اللقاء ، علما أنه لم يتحدث مع البابا حتى الآن سوى هاتفيا بعيد انتخابه في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني بحسب أحد مستشاريه. ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية عن أوباما قوله خلال الزيارة، "قداسة البابا إنه شرف عظيم لي أن أكون هنا"، وأضاف "شكراً جزيلاً".
أوباما لا يستبعد خطوات إضافية ضد ايران
وقد قال أوباما الجمعة ان اتخاذ خطوات إضافية قد يكون ضرورياً إذا استمرت إيران في تحدي المجتمع الدولي بالنسبة إلى برنامجها النووي حتى الموعد النهائي للحصول على رد منها في 24 أيلول/سبتمبر المقبل. ونقلت وكالة "أنسا" الإيطالية عن أوباما قوله اليوم بعد اختتام اجتماع قمة الثماني في لاكويلا في إيطاليا "لن ننتظر إلى الأبد".
وكانت القمة أدانت عدم التزام طهران بالمطالب الدولية حيال برنامجها النووي إلاّ انها لم تكشف النقاب عن عقوبات جديدة، وقال الرئيس الأميركي ان القمة لم تكن تهدف إلى طلب عقوبات. وأيد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني كلام أوباما وقال في مؤتمر صحافي في ختام القمة ان إيران ليس لديها الكثير من الوقت للوفاء بواجباتها النووية. وأضاف "لا يمكننا بأي حال السماح لإيران باستخدام الأسلحة النووية".
وشكر رئيس الوزراء الايطالي أوباما لتوجيهه مجموعة الثماني نحو مواصلة الحوار مع ايران على الرغم من عدم امتثالها لمعاهدة عدم الانتشار النووي. وكان مجلس الأمن فرض ثلاث دفعات من العقوبات على طهران بسبب تحديها طلب تعليق تخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن يستخدم أيضاً لإنتاج أسلحة نووية. وقالت الولايات المتحدة اليوم انها ستعقد مؤتمراً في الربيع المقبل لوقف الانتشار النووي وجعل المواد النووية "الهشة" آمنة.
وكانت مجموعة الثماني أعربت في وقت سابق عن قلقها بسبب العنف الذي أعقب الانتخابات الرئاسية في إيران واحتجاز صحافيين ومواطنين أجانب. وأعطت مجموعة الثماني المفاوضات النووية مع إيران، فرصة حتى 24 أيلول/سبتمبر موعد القمة المقبلة للمجموعة في بيتسبرغ في الولايات المتحدة لحصول تقدم.