أمن الدولة المصرية تواصل تحقيقاتها مع قادة الإخوان

بتهم بناء شبكة لتمويل الجماعة، وإحياء التنظيم الدولي
أمن الدولة المصرية تواصل تحقيقاتها مع قادة الإخوان
نبيل شرف الدين من القاهرة:في ما اعتبره مراقبون للشأن الداخلي المصري بأنه يعد اتجاها لإحالة قضية "التنظيم الدولي للإخوان المسلمين" على المحاكمة في غضون أيام، أعلنت نيابة أمن الدولة العليا ضم ثلاثة من قيادات الجماعة المعتقلين في آذار (مارس) الماضي إلى قضية التنظيم الدولي المتهم فيها عبد المنعم أبو الفتوح، عضو مكتب الإرشاد، وعدد آخر من قادة الجماعة .

وأرجع المرشد العام لجماعة الإخوان في مصر محمد مهدي عاكف حملة الاعتقالات التي تشنها سلطات الأمن ضد عناصر الجماعة، والتي طالت أربعة من مكتب الإرشاد إلى ما سيجري العام المقبل من انتخابات تشريعية ثم الانتخابات الرئاسية في العام الذي يليه، والتي وصفها عاكف بأنها تعد من أهم وأبرز الأحداث السياسية في تاريخ مصر الحديث .

وقال عاكف في رسالته الأسبوعية للجماعة إن حملة الاعتقالات تهدف إلى إقصاء الجماعة، وانتقد الحملة قائلا إنها محاولة من قبل السلطة لتبرير ما أسماه سياسات "التحالف الأميركي ـ الصهيوني"، وزعم أن السلطات دخلت في خصومة مع شرائح المجتمع، ودعا الأحزاب والقوى المعارضة إلى توحيد جهودها لمواجهة ما سماه القمع الذي تمارسه السلطات لتمرير مخططات سياسية من شأنها تهميش دور المعارضة
من جانبه كشفت مذكرة جهاز مباحث أمن الدولة في مصر عن جانب من تفاصيل شبكة تمويل جماعة الإخوان من خلال تحويلات تأتي إليها من خارج البلاد عن طريق بعض شركات الصرافةrlm;، وتم القبض على عبدالمنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد والأمين العام لاتحاد الأطباء العربrlm;،rlm; وستة من قيادات الجماعة المسؤولين عن إدارة الحركة المالية المرتبطة بالتنظيم الدولي للجماعةrlm;، وبلغ حجم الأموال التي تم تحويلها من لبنان مليونين وrlm;700rlm; ألف يوروrlm;22rlm; مليون جنيه مصري لحساب أحد قيادة التنظيم في مصرrlm; .

شبكة التمويل
وتواصل نيابة أمن الدولة العليا في مصر تحقيقاتها مع قيادات جماعة الإخوانrlm;، بتهمة ممارسة أنشطة خارجية لإحياء التنظيم الدولي، وإيفاد عناصر الجماعة إلى الدول التي تضم تشكيلات وبؤراً في دول إسلامية وعربية وأوروبية وإفريقيةrlm;،rlm; وفتح قنوات اتصال مع القوى السياسية والحركات المتطرفةrlm; حول العالم .
وواجهت النيابة عبدالمنعم أبوالفتوح عضو مكتب الإرشاد بمذكرة الأمن التي تتهمه بأنه المسؤول عن وحدة الأنشطة الخارجية في التنظيم الدولي، والذي يدير حركة التمويل في تلك المرحلة مع قيادات الجماعة في الخارج وrlm;6rlm; آخرين من قيادات الجماعة كما جري الكشف عن التحويلات المالية والتي تتم للجماعة من بعض بؤرها وأجنحتها التنظيمية خارج البلادrlm;,rlm; ومنها شبكة لبنان حيث جرى تحويل مليونين وrlm;700rlm; ألف يورو في الفترة من أول مايو وحتىrlm;4rlm; مايو الماضي إلى إحدى شركات الصرافة في مصرrlm;، التي لم تخطر البنك المركزي أو وحدة غسل الأموال عن حجم التحويلات المالية التي تدخل في صندوق التمويل لحركة الجماعة في مصر .

ويرى مراقبون أن السلطات المصرية باتت تتبع استراتيجية جديدة تشمل حملة أمنية تستهدف أموال الجماعة، حيث تعتقل ممولين رئيسين وتجمد الاصول وتدهم المؤسسات التجارية التابعة لها، ويقول د. عمرو الشوبكي المحلل السياسي في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية في الأهرام "ما يحدث الآن أن الإخوان تجاوزوا الخطوط الحمراء والمساحة التي يمنحها النظام للمعارضة أو يتسامح فيها، فأصبح من المطلوب إقصاؤهم"، وأضاف "أدركت السلطات أن تكتيك الاعتقالات لم يثبت نجاعة حاسمة في هذا الأمر، ومن ثم فإنهم يتبعون أساليب جديدة"، على حد تعبيره .

تجدر الإشارة إلى أن سلطات الأمن المصرية تلقت إخطارا من وحدة إدارة أموال وتمويل الإرهاب في البنك المركزي يفيد ورود أموال من لبنان لعضو التنظيم أسامة سليمان على حسابه في أحد المصارف خلال الفترة من 1 إلى 4 حزيران (يونيو) الماضي، بلغت مليونين و 800 ألف يورو .

ويواجه المتهمون من أعضاء الجماعة عددا من الاتهامات من بينها غسيل الأموال المتحصل عليها من تمويل الإرهاب والانضمام إلى جماعة محظورة غير مشروعة الغرض منها منع مؤسسات الدولة من ممارسة عملها وتعطيل أحكام الدستور والقانون، وكان الإرهاب من وسائل تحقيق أهدافها وكذلك حيازة مطبوعات وأوراق تنظيمية تروج لفكر الجماعة المحظورة .