أخبار

تغيير ثوري لوجهة نظر روسيا حيال حروب العصر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

موسكو: قال مسؤول بوزارة الدفاع الروسية لوسائل الإعلام إن وزارة الدفاع قررت تخفيض عدد الدبابات في الجيوش الروسية إلى ألفي دبابة. ولأن القوات المسلحة الروسية تضم 23000 دبابة حاليا فإن معنى هذا الخفض الكبير تغيير ثوري لدور الدبابات التي يُنظر إليها بأنها عصب القوات البرية، في حروب عصرنا الحديث وحروب المستقبل.

وتبين من تحليل مجريات حروب العصر الحديث كالحرب الأميركية على العراق مثلا، أن الدبابات كسلاح مستقل قائم بذاته لم تلعب الدوري الرئيسي فيها بينما تبين خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 أن بإمكان المدافعين تدمير أو تعطيل الكثير من دبابات القوات المهاجمة حيث أصابت الصواريخ والقنابل التي أطلقها مقاتلو حزب الله من قذائفهم "كورنيت" و"ار بي جي 29"، أكثر من أربعين دبابة إسرائيلية. أما حرب حلف شمال الأطلسي على يوغسلافيا فلم تستخدم القوات المهاجمة فيها الدبابات لأنها أحرزت الانتصار من خلال الغارات الجوية والقصف الصاروخي. ولا تلعب الدبابات دورا يذكر في الحرب الجارية في أفغانستان حاليا.

وفي ما يخص العملية الحربية التي شنتها القوات الجورجية على الناس العزل وجنود قوات حفظ السلام الروسية في أوسيتيا الجنوبية في عام 2008، فربما أمكن لدبابات القوات المهاجمة، وهي من طراز "ت-72"، أن تحقق النجاح بفضل ما أدخل عليها من تعديلات وتحسينات، لو ساندتها مروحيات مقاتلة وحمتها وحدات من المشاة وهو ما لم يحصل، فتمكن جنود الدبابات الروس من إيقاف الدبابات الجورجية المهاجمة وتدمير الكثير منها. ويُفترض أن يكون من أعدوا خطة تخفيض عدد الدبابات في الجيوش الروسية قد أخذوا في الاعتبار هذه التجارب.

وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من 200 دبابة من طراز "ت-90" و"ت-80" و"ت-72" شاركت في المشروع التدريبي الكبير الذي نفذته وحدات من القوات الروسية في جنوب غرب روسيا مؤخرا والذي عرف باسم "مناورات القوقاز 2009". إلا أن القيادة السياسية - العسكرية العليا الروسية قد استقر رأيها - غالب الظن - على أن روسيا لم تعد تحتاج إلى هذه الوفرة من الدبابات. ولعل السبب هو أن روسيا لم تعد في واقع الحال تهيئ جيوشها لخوض حروب واسعة النطاق، وهي الحروب التي يُعتقد أن السلاح الصاروخي النووي يحمي روسيا منها، وباتت تركز على إعداد جيوشها للتعامل مع نزاعات حربية إقليمية محدودة النطاق يلعب فيها السلاح الجوي ووحدات من المشاة بحجم كتيبة، الدور الرئيسي.

ومما يقتضي "تسريح" أعداد كبيرة من الدبابات ضرورة التخلص من التنوع في أطرزة الدبابات الذي ورثته روسيا عن الاتحاد السوفيتي والذي يجعل صيانة وتصليح الدبابات "غير المتجانسة" أمرا صعبا. وبالنسبة لمصير الدبابات "المسرّحة" فقد يحال بعضها إلى أفران مصانع الحديد والصلب ويدخل البعض الآخر إلى مستودعات الاحتياط وتعرض أخرى للبيع إلى بلدان بعيدة كقبرص والهند وكوريا الجنوبية والجزائر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف