عباس: نحن مع المفاوضات ومطالب إسرائيل تعجيزية

رام الله: اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "القضية المركزية الآن هي بلا شك توقف إسرائيل التام عن أي نشاط استيطاني، أياً كان مُسمَاه". وقال في كلمة أمام مؤتمر دول عدم الانحياز المنعقد في شرم الشيخ وزعتها الرئاسة "إننا مع مفاوضات جادة، نعلم إنها ستكون صعبة ومعقدة، سنحتاج خلالها إلى دعمكم وتأييدكم، والمرونة من جانبنا لا تعني أبدا التنازل عن ثوابتنا الوطنية، فلا حل بدون قضايا القدس واللاجئين وغيرها من قضايا الحل النهائي"، حسبما نقلت عنه رئاسة السلطة.

وأشار عباس إلى أن "الاستيطان من أساسه غير شرعي، واستمراره سيحول تماماً دون قيام دولة فلسطينية مترابطة جغرافياً"، وتابع "في هذا المجال نُحيي موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإدارته، وكذلك أطراف اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي بأسره الذي يتحد الآن في مطالبته الحكومة الإسرائيلية بالإعلان الواضح عن تجميدها للاستيطان وقبولها بحل الدولتين كما نصت عليه خارطة الطريق وتوصيات مؤتمر أنابوليس"، على حد وصفه.

وقال رئيس السلطة "السلام المنشود يستند على مبدأ الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة"، ونوه بأن " الدول العربية قد أعلنت في قمة 2002 وكذلك الدول الإسلامية استعدادها للاعتراف بإسرائيل مقابل ذلك، ولكننا لم نلمس حتى الآن أي تجاوب حقيقي من قبل الحكومة الإسرائيلية، بل أن هناك مطالب جديدة تعجيزية لا يمكننا قبولها، أو القفز عن مقومات وقضايا الحل السياسي المطلوب لإنهاء الصراع" في المنطقة.

واشار في كلمته أمام مؤتمر دول عدم الانحياز الى انه "على صعيد وضعنا الداخلي، فإننا سنواصل العمل من أجل إنهاء حالة الانقسام المدمرة لمشروعنا الوطني"، وتوجه بالشكر إلى الرئيس محمد حسني مبارك "بفائق الشكر والتقدير على الجهود التي تبذلها مصر الشقيقة من أجل إنجاح الحوار الفلسطيني". وأعرب عباس عن الأمل بـ"التوصل إلى اتفاق يعيد الوحدة واللحمة بين شطري وطننا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبذلك ننتزع أيضا إحدى الذرائع التي تستخدمها إسرائيل للتهرب من تنفيذ الالتزامات المترتبة" عليها.

وشدد على "إن القدس في خطر حقيقي، حيث تتواصل وبوتيرة متسارعة عمليات تغيير معالمها، فالحفريات تجري في كل ركن من أركان المدينة المقدسة وتحت مختلف الذرائع والمسميات، وأخطر الحفريات تلك التي تجري تحت أساسات المسجد الأقصى، كما أن فرض الضرائب الباهظة ومنع الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين من البناء، إنما يهدف إلى إجبارهم على النزوح وترك المدينة"، على حد وصفه.