دعم الحكومة الصومالية يربك الاسرة الدولية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اديس ابابا: يؤكد خطف المستشارين الفرنسيين الثلاثاء في مقديشو خطورة اي شكل من اشكال التدخل في الصومال والصعوبات التي تواجهها الاسرة الدولية في دعم الحكومة الانتقالية الصومالية في شكل فاعل.
ويبدو حل المعادلة الصومالية منذ سنوات مستحيلا. فالحكومة تحتاج الى دعم دولي قوي لارساء سلطتها في البلاد التي تشهد حربا اهلية مستمرة منذ 1991 لكن كل تدخل اجنبي يؤدي الى اتحاد الخصوم الصوماليين ضده.
وقال خبير في القضايا الصومالية طلب عدم كشف هويته ان "تدخلا اجنبيا كبيرا على الارض الصومالية سيؤدي على الفور الى تعزيز الترابط بين مصالح كل الاطراف مع رفض كل الاجانب".
وقد حدث ذلك في التسعينات مع فشل تدخلي القوات الاميركية والامم المتحدة. ولقي الجيش الاثيوبي المصير نفسه خلال تدخله من نهاية 2006 الى مطلع 2009.
وتشكل القوة الاجنبية الوحيدة الموجودة في الصومال حاليا وهي بعثة السلام التابعة للاتحاد الافريقي التي تضم جنودا اوغنديين وبورونديين، المشكلة نفسها.
فمنذ انتشارها في 2007 في مقديشو، تتعرض هذه البعثة لاعتداءات وهجمات منتظمة بقذائف الهاون يشنها المتمردون الاسلاميون.
والاسبوع الماضي، شاركت هذه البعثة مباشرة في المعارك وتصدت لهجوم على الرئاسة مستخدمة الدبابات.
وفي اديس ابابا، قال مسؤول كبير في الاتحاد طالبا عدم كشف هويته ان "جنودنا مارسوا حقهم في الدفاع عن النفس لتجنب ان يصبحوا بين طرفي كماشة. انه رد فعل على هجوم للمتمردين الذين كانوا يقتربون بخطورة من مواقعنا".
وفي مواجهة خطر انزلاق اي عملية برية، تخلى الغربيون حاليا عن كل تدخل مباشر في الصومال.
وقصفت الولايات المتحدة مرارا مواقع يختبىء فيها اعضاء مفترضون في تنظيم القاعدة بينما يقيم اسطول دولي هائل شريطا بحريا حول البلاد لمكافحة القراصنة الذين يهددون واحدا من الطرق الرئيسية للتجارة البحرية العالمية.
ولكن يبدو ان الاكتفاء بمكافحة القراصنة في البحر له حدود.
فقد ذكر رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو في نيسان/ابريل الماضي خلال مؤتمر للمانحين في الصومال بانه "اذا لم نعالج سوى العوارض (القرصنة في عرض البحر) وليس الاسباب العميقة اي انهيار الدولة والفقر، فسنفشل".
وعلى هذا الاساس يعتزم الغربيون والدول المجاورة للصومال تعزيز القوات الامنية التابعة للحكومة الانتقالية. لكنهم اصطدموا ايضا بصعوبات لا يمكن تجاوزها.
وقال الخبير في القضايا الصومالية ان "الولايات المتحدة سلحت قوات حكومية. وبعد اسبوع انتقل نصف هذه القوات الى الشباب (اسلاميون متطرفون) باسلحتهم واغراضهم".
وتعهدت فرنسا الربيع الماضي تدريب فوج للجيش الصومالي، اي نحو 500 عنصر، في جيبوتي.
ويفترض ان تبدأ دورة التدريب في ايلول/سبتمبر. لكن مع تدهور الوضع في مقديشو تم تسريع الاستعدادات وستبدأ الدورة في آب/اغسطس في جيبوتي.
وقال الخبير ان خطف "المستشارين" الفرنسيين اللذين تؤكد باريس انهما "في مهمة رسمية لمساعدة الحكومة الصومالية (...) في مجال الامن" يمكن ان يؤدي الى توقف هذا البرنامج.