ديسكين: القرضاوي يمول نشاطات لحماس في القدس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تل أبيب: قال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يوفال ديسكين إن الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي، المقيم في قطر، يمول نشاطات لحماس في القدس الشرقية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ديسكين قوله خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية اليوم الأحد إن القرضاوي خصص مبلغ 21 مليون دولار لشراء مباني وإقامة بنية تحتية لنشطاء حماس في القدس. وأضاف ديسكين أن السلطة الفلسطينية وأجهزة الأمن التابعة لها تعمل تقوم بنشاط واسع من أجل إحباط عمليات بيع أراض فلسطينية إلى اليهود وبخاصة في القدس الشرقية.
وتأتي اقوال ديسكين في أعقاب الكشف اليوم عن أن جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية، والتي يمولها رجل الأعمال اليهودي الأميركي إرفين موسكوفيتش، والتي تعمل على إقامة بؤرة استيطانية مؤلفة من 20 وحدة سكنية في موقع فندق "شيفارد" في ضاحية الشيخ جراح في القدس الشرقية والمحاذية للبلدة القديمة. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن وزارة الخارجية الأميركية استدعت السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن وقدمت له احتجاجا على المشروع الاستيطاني وطالبت بأن توقف الحكومة الإسرائيلية هذا المشروع الاستيطاني. كذلك طالبت بريطانيا إسرائيل بوقف إقامة البؤرة الاستيطانية الجديدة في الشيخ جراح.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى افتتاحه اجتماع الحكومة صباح اليوم المطلب الأميركي والبريطاني، معتبرا أن "القدس الموحدة هي عاصمة الشعب اليهودي في دولة إسرائيل وسيادتنا على المدينة ليست قابلة للتقويض". وقال نتنياهو إن "سياستنا هي أنه بإمكان سكان القدس شراء شقق في جميع أنحاء المدينة، وهذه كانت سياسات جميع حكومات إسرائيل ولا يوجد منع للعرب من شراء بيوت في غرب المدينة ولا يوجد منع لليهود من بناء أوشراء شقق في شرق المدينة فهذه سياسة المدينة المفتوحة".
واضاف نتنياهو أن "إسرائيل لا يمكنها أن توافق على فكرة أنه لا حق لليهود بالشراء أو البناء في كل مكان في شرق القدس ولا يمكننا الموافقة على حكم كهذا في شرق المدينة". واستطرد "بإمكاني أن أتخيل ماذا كان سيحدث لو أن أحدا ما اقترح أنه ليس بإمكان اليهود العيش أو الشراء في ضاحية معينة في لندن أو نيويورك أو باريس أو روما، وبالتأكيد كانت ستطلق صرخة دولية في هذه الحالة، ولذلك فإنه لا يمكن الموافقة على حكم كهذا في شرق القدس".
وتطرق وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان إلى الموضوع واستدعاء أورن إلى وزارة الخارجية الأميركية قائلا "إنني أحاول أن أكون لطيفا" ووصف الطلب الأميركي بوقف إقامة البؤرة الاستيطانية في الشيخ جراح بأنه "مستغرب". وأضاف ليبرمان أن "توجد عائلات عربية كثيرة تبني بيوتا في ضاحيتي نافيه يعقوب والتلة الفرنسية (وهما ضاحيتان استيطانيتان في شمال القدس الشرقية)، ولم أسمع أبدا ملاحظة حول هذا الامر ليس من الولايات المتحدة ولا من أوروبا". وتابع أنه "لا يعقل أن نميز ضد مواطنين يهود في القدس بالذات ومنعهم من البناء".
من جانبه قال رئيس حزب شاس ووزير الداخلية إلياهو يشاي "إنني أفهم أن للإدارة الأميركية سياستها لكن لا توجد أية جهة في العالم بإمكانها وقف البناء في القدس وأنا واثق من أن الأميركيين سيفهمون بعد أن يتم التوضيح لهم أن أعمال البناء تجري بموجب القانون" وأنه "لا يوجد أمر كهذا أنه يحظر البناء في القدس". وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم أن وزارة الخارجية الأميركية سلمت السفير الإسرائيلي في واشنطن، عندما استدعته، رسالة مفادها أن على إسرائيل التوقف فورا عن الإعداد لبناء البؤرة الاستيطانية في منطقة فندق "شيفارد" في الشيخ جراح.
وأضافت أن رجل الأعمال اليهودي الأميركي إيرفين موسكوفيتش، الذي بادر إلى إقامة الحي الاستيطاني في جبل أبو غنيم في القدس الشرقية قبل عشر سنوات، كان قد اشترى الفندق في العام 1985 وتم تأجيره للحكومة الإسرائيلية ليصبح مقرا لوحدة حرس الحدود. يشار إلى أن فندق "شيفارد" يقع في منطقة تسمى ب"كرم المفتي" وموسكوفيتش الذي يسكن في ولاية فلوريدا الأميركية هو ممول جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية.
وقالت الصحيفة إن موسكوفيتش اشترى قطعة الأرض من أجل إقامة حي يهودي في إطار الخطة لإحاطة البلدة القديمة بأحياء يهودية استيطانية ومنع بذلك أية إمكانية لانسحاب إسرائيل من القدس الشرقية. كذلك أقام موسكوفيتش، وهو يهودي متدين وجمع ثروته من أعمال في مجال القمار والمراهنات ويملك عددا من الكازينوهات في الولايات المتحدة، حيا استيطانيا آخر هو "حي موسكوفيتش" في ضاحية رأس العامود في القدس الشرقية.
وكانت لجنة التنظيم والبناء في القدس صادقت قبل ثلاثة شهور على بناء 20 وحدة سكنية في موقع فندق "شيفارد" القريب من مبان حكومية إسرائيلية مثل المقر العام للشرطة الإسرائيلية ومقرات وزارات. وأضافت الصحيفة أن الطلب الأميركي بوقف المشروع الاستيطاني في الشيخ جراح جاء في أعقاب مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الإدارة الأميركية بالتدخل لوقف المشروع. وأكد مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية أمام أورن على أن البناء الاستيطاني في الشيخ جراح سيؤدي إلى تغيير طابع المنطقة من الناحية الديمغرافية وأنه ليس معقولا أنه في الوقت الذي تطالب فيه الولايات المتحدة إسرائيل بتجميد الاستيطان في القدس تبدأ إسرائيل بتنفيذ أعمال بناء في القدس الشرقية.
وادعى أورن أن أعمال البناء في "شيفارد" هي بناء خاص وصادقت عليه سلطات التنظيم والبناء في بلدية القدس وأن الحكومة الإسرائيلية لا يمكنها التدخل في قرارات مستثمرين من القطاع الخاص بعد حصلوا على تصريح بناء من البلدية. يذكر أن الكنيست سن قانونا في أعقاب احتلال القدس الشرقية في حرب العام 1967 يقضي بفرض القانون الإسرائيلي على القدس الشرقية وقرى عديدة محيطة بها التي باتت خاضعة لبلدية القدس.
وزعم أورن أمام المسؤولين الأميركيين أنه في السنوات الأخيرة تم شراء 250 شقة من قبل عرب في الأحياء اليهودية في القدس علما أن هؤلاء العرب هم من مواطني إسرائيل وليس من سكان القدس الشرقية. كذلك طالبت بريطانيا، التي تقع قنصليتها في القدس بالقرب من فندق "شيفارد"، الحكومة الإسرائيلية بإلغاء المشروع الاستيطاني في الشيخ جراح. وقالت يديعوت أحرونوت إن الأميركيين والبريطانيين توجهوا إلى رئيس بلدية القدس نير بركات طالبين إلغاء المشروع، لكنه ادعى أن تصاريح البناء قد صدرت وبصورة قانونية. وأضافت أن منطقة الشيخ جراح لا يوجد فيها بناء فلسطيني مكثف بسبب مصادرة إسرائيل للأراضي فيها منذ العام 1968.