هولبروك يبدأ إجتماعاته في باكستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيشاور، نيويورك، إسلام آباد: بدأ المبعوث الاميركي الى افغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك في اسلام اباد الثلاثاء مباحثاته مع المسؤولين الباكستانيين القلقين من تبعات الهجوم الاميركي في افغانستان على بلادهم، كما افاد مسؤولون.
واوضح البيت الابيض ان المبعوث الاميركي الخاص الى المنطقة سيبحث في زيارته "سلسلة من المواضيع الاقتصادية والامنية"، ولا سيما اوضاع حوالى مليوني نازح فروا من الهجوم الواسع النطاق الذي شنه الجيش الباكستاني على مقاتلي حركة طالبان في شمال غرب البلاد.
وافاد مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني ان الاخير بحث هذه المسائل مع هولبروك صباح الثلاثاء.
ومن المقرر ان يلتقي هولبروك بعدها الرئيس آصف علي زرداري ورئيس اركان الجيش الباكستاني اشفاق كياني ورئيس جهاز الاستخبارات الباكستانية الواسعة النفوذ الجنرال احمد شوجا باشا.
ومن المتوقع ان يستغل المسؤولون الباكستانيون هذه اللقاءات لعرض مخاوفهم من فرار مقاتلي طالبان من افغانستان المجاورة الى باكستان، بسبب الهجوم الواسع النطاق الذي تشنه القوات الاميركية في جنوب افغانستان منذ مطلع حزيران/يونيو.
وقال مسؤول باكستاني كبير طالبا عدم الكشف عن هويته "سوف نثير القضية مع المسؤول الاميركي لان لدينا مخاوف" من هذه المسألة.
وباكستان هي على غرار افغانستان حليف للولايات المتحدة في "الحرب على الارهاب" التي شنتها الاخيرة عقب الاعتداءات التي تعرضت لها في 11 ايلول/سبتمبر 2001. ولكن العلاقات بين الجارتين شهدت خلال السنوات الفائتة توترات كثيرة، حيث يتهم كلا البلدين الآخر بعدم فعل ما فيه الكفاية للقضاء على المقاتلين الطالبان المتمركزين على طرفي الحدود غير المضبوطة باحكام.
وهذه الزيارة التي تستمر يومين هي الثانية لهولبروك الى باكستان في غضون سبعة اسابيع.
قصف مواقع طالبان
إلى ذلك قال مسؤول عسكري باكستاني الاربعاء ان مقاتلات باكستانية قصفت مواقع للقائد الاساسي لطالبان باكستان بيت الله محسود واوقعت اربعة قتلى في صفوف رجاله، في المنطقة القبلية شمال غرب البلاد.
واضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ان الغارات الجوية استهدفت مساء الثلاثاء معسكرين مفترضين للمتمردين في منطقة سرواكي جنوب وزيرستان قرب الحدود الافغانية حيث معقل جماعة محسود.
وقال "قصفت طائراتنا قاعدة للمتمردين في غورغوري ومعسكرا لطالبان في سرواكي. تم تدمير الهدفين، وقتل اربعة متمردين" من جماعة محسود.
ولا يمكن التاكد من صحة هذه الحصيلة من مصدر مستقل في هذه المنطقة القبلية النائية البعيدة عن سيطرة الحكومة والتي تتمتع بشبه حكم ذاتي.
ووصفت الولايات المتحدة الاميركية محسود المتهم بتنظيم العديد من الهجمات الدموية في البلاد، بانه صلة وصل اساسية لتنظيم القاعدة في المناطق القبلية ورصدت 5 ملايين دولار مقابل رأسه.
وكان الجيش الباكستاني اعلن منذ نحو اكثر من شهر عن اطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في جبال وزيرستان الجنوبية الا انه اكتفى حتى الان بالغارات الجوية او بترك الجيش الاميركي يقصف المنطقة بواسطة طائرات من دون طيار.
باكستان تعارض توسيع العمليات الأفغانية في كابول
إلى ذلك قال مسؤولون في أجهزة الاستخبارات الباكستانية أن اسلام اباد تعارض توسيع نطاق العمليات العسكرية في أفغانستان المجاورة، مما يخلق انشقاقاً جديداً في تحالفها مع واشنطن بالتزامن مع وصول آلاف الجنود الاميركيين الى المنطقة.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية اليوم الأربعاء عن مسؤولين باكستانيين أن إسلام أباد أبلغت إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما أن مقاتلة جنود المشاة الأميركيين لمسلحي حركة طالبان في جنوب افغانستان سيجر هؤلاء الى عبور الحدود الى باكستان، مما قد يؤدي الى إشعال اقليم بلوشستان المضطرب. وأوضح المسؤولون الباكستانيون انه ليس لديهم ما يكفي من القوات لنشرها في بلوشستان لمكافحة مسلحي حركة طالبان من دون كشف حدودها مع عدوها الهندي اللدود، معتبرين أن الحوار مع طالبان يصب في مصلحة باكستان الوطنية اكثر منه القتال. وشدد المسؤولون الباكستانيون انهم ما زالوا يضعون الهند على رأس أولوياتهم، معتبرين أن مشكلة مقاتلي طالبان يمكن حلها بالتفاوض.
وألمحوا الى إمكان ان تبقى حركة طالبان في أفغانستان على المدى الطويل من الحلفاء المحتملين لباكستان كما كانت في الماضي بمجرد مغادرة القوات الأميركية للأراضي الافغانية.ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما إحباطها من تركيز السلطات الباكستانية على حركة طالبان في اراضيها، والتي تشكل تهديداً للحكومة، على حساب المسلحين الذين يقاتلون الاميركيين في أفغانستان ويروعون الهند.