أنقرة تسعى لإستباق أوجلان في حل القضية الكردية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
انقرة: قد تعلن الحكومة التركية قريبا إجراءات جديدة من أجل حل المسألة الكردية لإبقاء هذا الملف في قبضتها، حيث ينتظر ان يتناوله زعيم التمرد الكردي عبد الله اوجلان في رسالة يوجهها في آب/اغسطس من زنزانته. وصرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء "بدأنا العمل على الموضوع، المسمى المشكلة الكردية، في جنوب-شرق او شرق البلاد، او المبادرة الكردية".
واعتبر المحللون ان انقرة تسعى الى استباق اعلان زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان في 15 آب/اغسطس "خارطة طريق"، بمناسبة الذكرى ال25 لانطلاق المواجهات المسلحة التي يشنها الانفصاليون الاكراد في تركيا.
ويمضي اوجلان عقوبة السجن مدى الحياة في سجنه في جزيرة امرالي (شمال غرب) منذ 1999، حيث يفترض ان يعلن عبر محاميه عن مقترحات ترمي الى نزع سلاح متمردي حزب العمال الكردستاني مقابل شروط، على غرار دستور اكثر ليبرالية، بحسب وسائل الاعلام.
ولم يصدر اي اعلان رسمي حول نوايا الحكومة، لكن المعلقين تحدثوا عن "ترقب كبير" منها حيال تصريحات اوجلان المرتقبة، بالرغم من ان حيزا لا بأس به من الراي العام التركي يعتبره "قاتل اطفال".
واكد المحلل السياسي روشان شاكر ان "الحكومة متيقظة لانها تدرك ان اوجلان قد يقترح خطة قابلة للحياة ويمكن ان يتقبلها حزب العمال الكردستاني، ما يعني السيطرة على زمام المبادرة". غير انه شكك في نجاح مقترحات زعيم المتمردين في حال اقترح هدنة مشروطة مع حزب العمال الكردستاني، عوضا عن التخلي بالكامل وببساطة عن النزاع المسلح. واضاف "اذا واصل استخدام حزب العمال الكردستاني كاداة لابتزاز انقرة، فلن تحظى +خارطة الطريق+ باي فرصة".
وعمد حزب العدالة والتنمية الحاكم المنبثق من التيار الاسلامي الى اتخاذ اجراءات ثقافية مهمة لصالح الجالية الكردية لمضاعفة حظوظ انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، فيما تحدث الرئيس التركي عبد الله غول في ايار/مايو عن "فرصة تاريخية" لحل النزاع الذي اسفر عن مقتل حوالى 45 الف شخص منذ 1984 ودمر المنطقة الاكثر فقرا في البلاد.
وتقدر البطالة في المحافظات الكردية بنسبة 50% من السكان في سن العمل. ويتوقع ان ترفض الحكومة مقترحات اوجلان الذي لم يعترف بها محاورا وقاد منظمة تعتبر ارهابية في نظر تركيا، والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. بالتالي اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان "المسألة الكردية ستحل في انقرة، لا في امرالي" حيث سجن اوجلان.
لكن معلقين نافذين على غرار رئيس تحرير صحيفة "حرييت" الواسعة الانتشار ارطورول اوزكوك باتوا يعتبرون اوجلان محاورا لا يمكن تجاوزه ويحضون انقرة على التصرف "بشجاعة". ومن المقرر ان تخفف السلطات التركية قريبا العزلة التامة التي يعيشها اوجلان، عبر نقل سجناء اخرين الى الجزيرة-السجن، عملا بطلب لجنة مكافحة التعذيب في مجلس اوروبا.
كما قد ترفع الحكومة بعض القيود المفروضة على استخدام اللغة الكردية، لا سيما العودة الى استخدام الاسماء الكردية التي حورت لتمسي تركية الطابع في قرى جنوب شرق البلاد، وتشجيع المتمردين على القاء السلاح عبر سلسلة من الاجراءات الاجتماعية، على ما يرغب الجيش الذي يواجههم بلا هوادة. والاسبوع المنصرم اعلن حزب العمال الكردستاني الذي اضعفته غارات الطيران التركي على قواعده الخلفية في شمال العراق انه مدد هدنته الى ايلول/سبتمبر.