الصحف الإسرائيلية: آلاف الإسرائيليين أصيبوا بإنفلونزا المكسيك..اليمين يعود للتظاهر في الميادين

نضال وتد من تل أبيب: وقعت وفاة مواطن إسرائيلي أمس الأول بمرض أنفلونزا المكسيك، وقع الصاعقة في إسرائيل، لا سيما بعد أن حذرت وزارة الصحة الإسرائيلية رسميا من أن آلاف الإسرائيليين أصيبوا بأنفلونزا المكسيك، داعية المواطنين إلى اتخاذ جوانب الحذر وعدم التردد عند أي عارض ، بالتوجه لإجراء الفحوصات الطبية ، وقد احتل هذا الموضوع بطبيعة الحال الصدارة في اهتمامات الصحف الإسرائيلية، لكنها تناولت أيضا عودة اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى التظاهر في الساحات والميادين، واصفا حكومة نتنياهو بأنها تخون مبادئ أرض إسرائيل. كما تناولت الصحف في عددها اليوم، التحول "الإيجابي" في الموقف الأميركي، وخصوصا فيما يتعلق بالقبول بالمطلب الإسرائيلي بتحديد موعد أقصى للحوار مع إيران، من جهة، وتوجيه الضغوط نحو العالم العربي ولفلسطينيين في مسألة الاستيطان، في ظل ما وصفته الصحف الإسرائيلية بخيبة أمل الإدارة الأميركية من الدول العربية لرفضها تقديم بوادر حسن نية لإسرائيل (في مجال تطبيع العلاقات) نزولا عند طلب إدارة بوش. وفي الشأن الداخلي اعتبرت الصحف أن نجاح نتنياهو بتمرير قانون "موفاز" كان نجاحا مصحوبا برائحة نتنة تزكم الأنوف ، لما سبقه من تسويات واتفاقيات بين نتنياهو وشركائه في الائتلاف، وخصوصا في ظل "تراجع فرسان الإدارة النزيهة والسياسة النظيفة" عند رموز في الليكود، مقابل الاحتفاظ بالمقعد البرلماني والمنصب الوزاري.

آلاف الإسرائيليين أصيبوا بأنفلونزا المكسيك

قالت يديعوت أحرونوت إن المعطيات الرسمية في وزارة الصحة الإسرائيلية، تشير إلى إصابة 1500 إسرائيلي بمرض أنفلونزا المكسيك، لكن هذه المعطيات لا تعكس الوتيرة المثيرة للقلق لانتشار المرض في أنحاء الدولة. ونقلت الصحيفة عن مدير قسم صحة الجمهور في وزارة الصحة الإسرائيلية، د. إيتمار غروتو قوله: لا نعرف بالضبط عدد المصابين بالمرض في إسرائيل، لكن تقديراتنا تشير إلى أن الآلاف قد أصيبوا به لغاية الآن. ويشير جهز تشخيص الأمراض التابع للمركز الوطني لمراقبة الأمراض_ الذي يعتمد بشكل أساسي على التقارير والمعطيات التي تزوده بها عيادات صناديق المرضى- هذا الأسبوع إلى ارتفاع في الإصابات بأمراض شبيهة بأنفلونزا المكسيك. وقد امتلأت أرقة صناديق المرضى والمستشفيات في الأيام الأخيرة بالمواطنين الذين توجهوا للعيادات لإجراء الفحوصات بعد أن ظهرت عندهم أعراض المرض.

وقال طبيب عائلة للصحيفة إن الأطباء غير قادرين، في العيادات المحلية على مواجهة الضغط الطبي للمراجعين، وأنه يعين يوميا العشرات منهم، وكلهم يحملون نفس الأعراض الأولية للمرض وهي: الحمى العالية، السعال وآلام الحلق". وقالت الصحيفة إنه على الرغم من ذلك إن عددا كبيرا من الأطباء الذين توجهت إليهم يهدئون من روع الجمهور قائلين إنه في أغلب الحالات يتضح بعد الفحص أن الحديث يدور عن حمى عادية، لكن كثيرا من الأمهات القلقات على أبنائهن يقمن بطلب الحصول على دواء "تيمبلو" لمواجهة المرض ويقمن بإعطاء الدواء لأبنائهن دون سبب وجيه".

وأشارت الصحيفة إلى أن عشرات الإسرائيليين يرقدون في المستشفيات، بعد أن ثبتت إصابتهم بالمرض، وأن غرف الكطوارئ في المستشفيات الإسرائيلية تتحدث عن ضغط كبير وهائل لمراجعين يحملون أعراضا شبيهة بأعراض أنفلونزا المكسيك.

وفي هذا السياق أشارت الصحف الإسرائيلية الأخرى إن أن وزارة الصحة الإسرائيلية ألزمت مدير عام معهد الطب الشرعي في إسرائيل، البروفيسور يهودا هيس، بلزوم بيته وعدم مغادرته، بعد أن تبين أنه لم يتخذ كافة وسائل الحذر اللازمة عند تشريحه، أمس الأول لجثة الإسرائيلي الذي توفي بسبب مرض أنفلونزا المكسيك.

اليمين يعود للتظاهر في الساحات للميادين

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة يسرائيل بوسط تقول إن نحو ثلاثة آلاف متظاهر من اليمين الإسرائيلي المتطرف شاركوا أمس في تظاهرة احتجاجية قبالة القنصلية الأمريكية في القدس، احتجاجا على سياسة الإدارة الأمريكية الحالية . وقد حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "إسرائيل لن تتراجع". وهاجم عضو الكنيست يعقوف كاتس( الاتحاد القومي) المبعوث الأمريكي الخاص، جورج ميتشيل مطالبا إياه "بالعودة إلى البيت". وهاجم كاتس أيضا رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أريئيل شارون قائلا "إن أرض إسرائيل تلفظ كل من يخونها، فقد لفظت أرض إسرائيل أريئيل شارون، وأولمرت، وهيرشيزون، وحاييم رامون، ودان حالوتس، وستلفظ أيضا بينيامين نتنياهو إذا واصل خيانة أرض إسرائيل". أما رئيس مجلس المستوطنات الإسرائيلية، داني ديان فحذر من "وجود خطر حقيقي يهدد سيادة شعب إسرائيل. على الحكومة أن تكون مخلصة لمنتخبيها، محبي أرض إسرائيل الكاملة".

في غضون ذلك هاجم وزير الأمن، إيهود براك، المستوطنين الذين قدموا التماسات لمحاكمة الضابط الذين شاركوا في عمليات إخلاء البؤر الاستيطانية. وقال براك" إن الجنود والضباط سيحظون بكل الدعم، وكل محاولة لتضييق خطواتهم وتحركهم ستلقى معارضة شديدة.

الجيروزاليم بوست: الهروب من الواقع

تحت هذا العنوان أنشأت صحيفة الجيروزاليم بوسط افتتاحية خاصة استهلتها بالقول: على ضوء الضغوط الثقيلة التي تمارسها واشنطن على القدس لتجميد البناء في المستوطنات، ورؤيا الرئيس أوباما للسلام في الشرق الأوسط، نشرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع تقريرا يبعث على القلق بشأن الوضع الاقتصادي الصعب لغالبية مواطني الدول العربية". " يحذر التقرير من أن كثيرا من العرب يعيشون في ظروف فقر مدقع. ووفقا للتقديرات فإن ملايين العرب يتقاضون أقل من دولارين في اليوم الواحد، وذلك على الرغم من أن 60% من احتياطي النفط العالمي موجود في الشرق الأوسط.

اظهر فحص خبراء الأمم المتحدة أن التصنيع والصناعة في العالم العربي تراجعت بشكل ملموس في العقدين الأخيرين : فإذا كانت هناك دول اعتاشت في الماضي من تصدير الصناعات التقليدية، فقد ظلت هذه الدول في عصر التكنولوجيا المتطورة والهايتك متخلفة في الوراء." ومضت الصحيفة تبدي قلقها على أوضاع الشعوب العربية ومستوى المعيشة في الدول العربية لتصل إلى رسالتها التي اعتبرت من خلالها أن "إسرائيل تمثل أفيون الشعوب العربية". وقالت الصحيفة في هذا السياق:

إن وسائل الإعلام العربية، الخاضعة لأنظمة الحكم، تجاهلت بأغلبها هذا التقرير. وقد تبنى عدد غير قليل من العرب، على غرار ما فعله الخبراء في الشؤون العربية في الغرب،على مر السنين الخط القائل بأن تطور الشرق الأوسط قد أحبط بفعل عوامل خارجية: شركات النفط الغنية، أساطين المال العرب، مشجعي "الحرب الباردة" التي دارت رحاها بين روسيا والولايات المتحدة، وبطبيعة الحال أيضا - وجود الدولة اليهودية في المنطقة.

وقد اقتبست صحيفة الإيكونوميست امرأة مصرية متعلمة تعيش في نيويورك شبهت إسرائيل "بأفيون العرب". إن معارضة وجود إسرائيل توفر لكثيرين من العرب مبررا لتجاهل التخلف السائد في تطورهم السياسي والاقتصادي. ويمكن أن نضيف إلى معادلة الأفيون هذه أن المستوطنات تحولت لتصبح كوكائين الفلسطينيين: إذ يملك أبو مازن الآن مبررا للامتناع عن الدخول في مفاوضات جادة حول إنهاء الصراع. إذ يعرف الجميع أن موضوع المستوطنات سيكون ذا صلة فقد عند الوصول إلى مرحلة ترسيم الحدود النهائية بين إسرائيل والدولة الفلسطينية.

حزب الله يسعى لتفجير انتفاضة شعبية

كشفت هآرتس النقاب عن أن إسرائيل تعتقد أن من شأن حزب الله أن يذهب باتجاه تصعيد التوتر على الحدود الشمالية معها، عبر نشاطات شعبية ، ومظاهرات يقودها مواطنون لبنانيون في المناطق الحدودية، على غرار الأحداث التي وقعت في الأسبوع الماضي. ويشاطر مسئولون في الأمم المتحدة إسرائيل في هذا التقدير. وقد نقلت وزارة الخارجية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، للبنان، عبر الأمم المتحدة رسالة شديدة اللهجة قالت فيها إن حكومة بيروت ستكون المسؤولة عن أي عملية تجري ضد إسرائيل. وأكدت إسرائيل إنه على الرغم من ضبط النفس الذي تحلى به الجيش الإسرائيلي، تجاه المسيرات التي قام بها مواطنون لبنانيون، إلا أن هذا الضبط للنفس لن يتكرر وستستخدم إسرائيل القوة إذا تكررت هذه النشاطات.

ونقلت الصحيفة أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتقد أن المسيرات التي جرت كانت بمبادرة محلية، ودون أوامر من بيروت، ولكن هناك تخوف من أن يبدأ حزب الله بالقيام بخطوات شعبية، على الحدود مع إسرائيل، وخصوصا عند "هار دوف" من أجل تصعيد التوتر الأمني. وقال مصدر سياسي للصحيفة إن حزب الله معني برد فعل إسرائيل يوجه ضد المواطنين المدنيين، يمكن الحزب من القيام برد فعلي عسكري ليعيد لنفسه صورة حامي لبنان.