محللون: حماس تتجه بخطوات نحو أسلمة قطاع غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
غزة: يرى محللون سياسيون فلسطينيون ان حكومة حماس تتجه بخطوات تدريجية و"منهجية" نحو "اسلمة" قطاع غزة عبر ترسيخ مبدأ تطبيق الشريعة الاسلامية لكن الحكومة تنفي ذلك وتؤكد اصرارها على احترام الحريات الشخصية. وقد اثار قرار رئيس مجلس العدل الاعلى التابع للحكومة المقالة بفرض الحجاب على المحاميات داخل قاعة المحكمة جدلا في غزة اذ اعتبرته نقابة المحامين وجهات حقوقية "تدخلا" في الحريات الشخصية.
لكن الحكومة المقالة اكدت على حرصها على "الحريات العامة للمواطنين وكلفت في هذا الاطار وزير العدل متابعة القرار الصادر عن رئيس مجلس العدل الاعلى بخصوص كسوة المحامين"، وفقا لبيان. ورأى المحلل السياسي ناجي شراب استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر ان حماس "حركة دينية تستند على الدين لذلك تبدأ بتطبيق اشياء صغيرة وتدريجية مدروسة لتصب في هدف كبير".
وعبر عن اعتقاده بان الهدف "البعيد لحكومة حماس هو أسلمة غزة"، موضحا ان "هذه الاجراءات التي تتخذها ترمي الى اسباغ طابع اسلامي على القطاع" الذي تحاصره اسرائيل منذ سيطرة الحركة عليه. واكد شراب في الوقت نفسه ان "حماس تدرك صعوبة اسلمة غزة وخصوصية الامر وان المحددات الاقليمية و الدولية لن تسمح بذلك"، مشيرا الى ان "الامر يعتمد على النموذج الذي ستقدمه حماس لمجتمع مسلم. وقال "هل سيكون هذا النموذج قريبا من النموذج التركي ام ستذهب الى ابعد من ذلك؟".
ولم يعبر المحلل السياسي طلال عوكل عن رأي مختلف بل قال ان "حماس تقوم باجراءات تدريجية لاسلمة المجتمع وتعزيز الثقافة و القواعد الاسلامية وهذه الاجراءات سياسة منهجية مقصودة من قبل الحركة". ولا يقلل عوكل من اهمية خطوات "مثل حملة نشر الفضيلة و قرار زي المحاميات"، مؤكدا ان "المساجد لها دور كبير ايضا في تعزيز هذه الرؤية بين الناس".
وتقوم وزارة الاوقاف التابعة للحكومة المقالة بتطبيق حملة اطلقت عليها اسم "حملة نشر الفضيلة" وتدعو الى تطبيق الشريعة الاسلامية في عدة مظاهر ابرزها حث الفتيات على ارتداء الحجاب والملابس المحتشمة ودعوة الذكور الى ارتداء ملابس محتشمة على شاطئ البحر. وقال عبد الله ابو جربوع وكيل وزارة الاوقاف المقالة ان الحملة "جاءت بدعوة من مجلس الوزراء الذي اقترح عمل مشروع لحماية المواطن فقمنا بعدة اقتراحات مع وزارة العدل من خلال ورشة عمل قمنا بها".
وتابع "كانت النتيجة ان خرجنا بلائحة قانونية لحماية الناس وطرحناها على مجلس الوزراء وحصلت على الموافقة". ولم يكشف ابو جربوع بنود اللائحة بالتفصيل، لكنه قال ان هذه الحملة "امر طبيعي لاننا مجتمع مسلم محافظ كاي بلد عربي اخر". واضاف ان "كل ما في الامر ان هناك افرازات للعولمة تمثلت بعضها في بعض العادات السيئة كانتشار المخدرات وازدياد نسبة المدخنين (...) وهذه الظواهر لم تكن من قبل ولكنها برزت بعد الحصار".
وتابع "نريد ان نعالج هذه الاشياء التي تضر بابنائنا وبناتنا". واكد ابو جربوع "اما بالنسبة للبحر فهو المتنفس الوحيد للناس بعد الحصار والناس تتكدس فيه بكميات كبيرة وهناك من تسول له نفسه بقلة الادب على اخواتنا او العكس من قبل البنات التي لا يوجد لديها حياء". واضاف "لذلك نحض على عدم الاختلاط ولبس الزي الذي يحفظ الحياء للطرفين وفي كل شاطئ شرطي من وزارة الداخلية لاستقبال اي شكوى من الجمهور وحمايتهم".
واكد ان "الحملة تلقى قبولا كبيرا لدى المواطنين". الا ان يوسف رزقة مستشار رئيس الوزراء المقال قال ان "كل ما تم تناوله مجرد اشاعات القصد منها الاساءة الى الحكومة". واكد انه "لا يوجد اي محاولة من خلال الحكومة لاسلمة غزة". واضاف ان "المحامية تستطيع ان تلبس ما تشاء ولكنها ملزمة بلبس رداء المحاماة فقط" اثناء العمل.