أخبار

تهديد الحرب يخيم على طرق الطاقة الجورجية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باشكوي:يتدفق اكثر من 800 الف برميل من نفط بحر قزوين الخام عالي الجودة يوميا الى البحر المتوسط اسفل هذه القرية الجورجية التي تقع على بعد 42 كيلومترا من اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي. وتمثل باشكوي اقرب نقطة يمر بها خط انابيب باكو-تفليس-جيهان الذي تقوده شركة بريتيش بتروليم (بي بي) للاقليم الذي تسانده روسيا مما يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها المستثمرون في الرهان على جورجيا كممر للطاقة الى الغرب. وخط الانابيب هذا هو احد الخطوط العديدة التي تمر بالمنطقة.

واثارت الحرب التي استمرت خمسة ايام في اغسطس اب الماضي بشأن اوسيتيا الجنوبية الاعصاب بخصوص تدفق النفط والغاز. ويسوق المحللون الخطط الحالية لتوسيع خط باكو-تفليس -جيهان كدليل على ان اسوأ المخاوف لم تكن في مكانها. لكن بعد مرور عام على الحرب ومع استمرار المواجهة بين الجانبين بشأن الحدود المتوترة وعدم وجود علامة على عملية للسلام فان مخاطر تجدد الاعمال القتالية لا تزال كبيرة. وقد يؤثر ذلك التهديد على المشروعات المستقبلية خاصة خط نابوكو لانابيب الغاز الذي تسانده الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. يبلغ طول الخط 3300 كيلومتر وسينقل الغاز من بحر قزوين والشرق الاوسط الى اوروبا بحلول عام 2014.

ويسترجع القرويون في باشكوي التي تقع على مسافة 110 كيلومترات غربي العاصمة الجورجية رؤية الطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر الروسية المقاتلة من طراز ام اي-24 خلال الحرب وفرار الناس من القتال. وتقول كيتينو ديفدارياني (45 عاما) وهي امينة مكتبة مدرسية "لا نزال نفكر في احتمالية حرب اخرى مع روسيا." وسألت صحفيا زائرا "هل تعتقد ان الحرب ستبدأ". وقالت ديفدارياني انها تأمل ان يبنى خط نابوكو قريبا من القرية مما سيوفر دعما تشتد الحاجة إليه في المنطقة الريفية الفقيرة حيث هجر بعض القرويين منازلهم بحثا عن العمل في مكان اخر.

والهدف الاساسي من مد خط نابوكو هو خفض اعتماد اوروبا على روسيا في احتياجاتها من الطاقة لكن تحيط به منذ فترة طويلة مشكلات تتعلق بالامداد والتمويل وقالت كيت هاردين رئيسة ابحاث روسيا وبحر قزوين في مؤسسة كامبريدج لابحاث الطاقة ومقرها الولايات المتحدة ان الاتفاق الذي توصلت اليه دول من الاتحاد الاوروبي وتركيا في 13 يوليو تموز بشأن نقل الغاز وكان بمثابة انفراجة بالنسبة لانشاء الخط "يوضح الثقة في جورجيا كممر للنقل." غير أن حربا جديدة من شأنها ان تجدد الشكوك في امكانية مد نابوكو الذي لا يزال يتعين عليه تأمين امدادات الغاز من اذربيجان. واثر عدم الاستقرار في جورجيا بالفعل على تفكير اذربيجان بشأن الجهة التي ستبيع لها الغاز حيث تنظر باكو حاليا الى روسيا كبديل جذاب.

وقالت انا جيلينكوفيتش الباحثة بمؤسسة اوراسيا جروب الاستشارية "ليست لدينا خريطة بعد لخط الانابيب ونتيجة لذلك لم يدر نقاش حتى الان بشأن كون جورجيا دولة عبور." واضافت "اذا ضمن كونسورتيوم نابوكو الامدادات من اذربيجان وبدأت مناقشات انشاء خط الانابيب بطريقة جادة فساعتها يمكن مناقشة جورجيا كدولة عبور محتملة... اعتقد انه يمكن اثارة هذه القضية (عدم الاستقرار في جورجيا) في تلك المرحلة." وتمر بجورجيا خطوط انابيب كبرى تغذي اوروبا بنفط وغاز بحر قزوين من بينها باكو-تفليس-جيهان ونظيره خط الغاز باكو-تفليس-ارضروم. كما توجد بها ثلاثة موانئ كبيرة على البحر الاسود وهي باتومي وبوتي وسوبسا التي تتعامل مع النفط الخام ومشتقاته.

وافسدت الحرب التقدم الذي احرزته جورجيا منذ "الثورة الوردية" عام 2003 لجذب استثمارات الى الجمهورية السوفيتية السابقة في عهد الرئيس الموالي للغرب ميخائيل ساكاشفيلي. وسحقت روسيا هجوما جورجيا على اوسيتيا الجنوبية التي نفضت عن نفسها حكم تفليس في اوائل التسعينات عقب انهيار الاتحاد السوفيتي شأنها في ذلك شأن اقليم ابخازيا المتمرد على البحر الاسود. وسيطرت القوات الروسية لفترة وجيزة على بوتي ولايزال الاف من الجنود الروس في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية اللذين يبعدان نحو 50 كيلومترا عن تفليس من اقرب نقطة فيهما.

واغلق خط باكو-تفليس-جيهان اسبوعين وقت اندلاع القتال العام الماضي بسبب انفجار في تركيا لا علاقة له بالحرب ولم تلحق اضرار بالخط خلال الصراع. لكن قنابل سقطت على بعد 15 مترا من خط انابيب باكو-سوبسا التي كانت بي. بي بصدد اعادة فتحه انذاك بعد عامين من اغلاقه بغرض الصيانة وسيطرت القوات الروسية على طريق شرق-غرب السريع الرئيسي واصابت انفجارات خط السكك الحديدية الرئيسي الذي يستخدم ايضا في تصدير النفط الاذربيجاني.

لكن هاردين قالت في رسالة بالبريد الاليكتروني ردا على اسئلة ان التأثير الفوري للحرب لم يتجاوز تعطل مؤقت في صادرات النفط والغاز اذ تعطلت وحول مسارها لفترة وجيزة فيما كان التأثير طويل الامد على النقل اقل من اسوأ التوقعات. وعدلت اذربيجان مسار بعض نفطها من جورجيا الى روسيا. ووافقت الشهر الماضي على بيع كمية متواضعة من الغاز تبلغ 500 مليون متر مكعب الى روسيا اعتبارا من 2010. وقالت شركة جازبروم الروسية العملاقة التي تديرها الدولة انها حصلت على اولوية شراء الغاز من المرحلة الثانية من حقل شاه دينيز الاذربيجاني الذي تعلق عليه اوروبا امالا كبيرة في امداد نابوكو بالغاز.

ويقول محللون ان اذربيجان تريد تنويع خياراتها بالنسبة للصادرات في ظل عدم الاستقرار في جورجيا ومحاولتها موازنة المصالح السياسية بين الشرق والغرب. ومما يسلط الضوء على التفاعل بين مصالح الطاقة والنزاعات المتعلقة بالاراضي في القوقاز تسعى باكو ايضا للحصول على دعم موسكو في نزاعها مع ارمينيا حليفة روسيا بشأن اقليم ناجورنو قرة باغ المتمرد المدعوم من ارمينيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف