أخبار

شهادات أواخر العمر لناجين من إنتفاضة وارسو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وارسو: شكلت الذكرى الخامسة والستون للعصيان الذي اندلع في الاول من آب/اغسطس 1944 على المحتلين الالمان في وارسو فرصة قد تكون الاخيرة لبعض الناجين لتقديم شهاداتهم للاجيال المقبلة.

وقال احد هؤلاء المحاربين القدامى وسط حشد توجه السبت الى صرح في واحدة من حدائق العاصمة "بعد خمس سنوات وفي الذكرى السبعين للثورة لن يكون هناك سوى حفنة صغيرة منا".

ومن اصل 32 الف مقاتل نجوا من الملاحقات بعد التمرد، لم يبق سوى حوالى 3500 على قيد الحياة ليتحدثوا عن نشوة المعارك التي استمرت 63 يوما وكانت نهايتها مأساوية، لتبرير خيار التمرد الذي ادى الى مقتل مئتي الف مدني بايدي النازيين.

وبدأ جيش الداخل وهو المنظمة السرية للمقاومة غير الشيوعية في بولندا، التمرد الذي كان محاولة لاقامة سلطة بولندية قبل وصول القوات السوفياتية، عند الساعة 17,00 من الاول من آب/اغسطس 1944.

ولا يتم احياء ذكرى هذا العصيان رسميا الا منذ 1989 سنة انهيار النظام الشيوعي.

وقال يوليان كولسكي (80 عاما) الذي انضم الى جيش الداخل عندما كان في الثالثة عشرة من عمره والتحق بمجموعة عسكرية خاصة فيه ان "اليوم الاول كان حزينا وسادته الفوضى".

واضاف ان "قنبلة يدوية الصنع كان يحملها صديقي انفجرت قرب بطنه. طلب منا قتله واضطررنا لوضع حد لآلامه".

وتابع "في اليوم الثالث استقبلنا كمنقذين في حي زوليبورز. كان الجميع يحيوننا. شعرنا بنشوة وشاهدنا العلم البولندي يرفرف"، مؤكدا ان "هذا الشعور استمر شهرين كاملين".

وكان شبان اصغر سنا يريدون المشاركة في القتال ويتم توجيههم في اغلب الاحيان الى مهمات نقل رسائل.

وقال ماريان شلوسارشيك (87 عاما) الذي اختار لنفسه اسم "زاريمبا" خلال الثورة انه "قبل عشر دقائق من بدء التمرد، جاء فتى يبلغ من العمر 16 او 17 عاما وقال لي +خذني معك+. قلت له +انت صغير جدا+". لكن هذا اليتيم بقي مع المتمردين.

وتابع شلوسارشيك "من اللحظات الاولى رأيته يصاب برصاصات في الصدر اودت بحياته لكنه تمكن من القتال خمس دقائق خلال العصيان".

وخاض العصيان الذي تم الخطيط له منذ 1940 حوالى خمسين مقاتل غير مجهزين بشكل كاف بالاسلحة.

وقال كولسكي الذي يعيش اليوم في الولايات المتحدة ان العصيان "كان حتميا بعد خمس سنوات كنا فيها عبيدا نعامل بشكل اسوأ من الحيوانات وبعد ان قمنا بكل الاستعدادات للعصيان وتأهلنا لذلك".

واضاف "اذا كنا قد قاتلنا ضد الالمان وضد السوفيات في ذلك الوقت فلأن هدفهم واحد (...) ازالة بولندا".

اما الحلفاء، فقد قال كولسكي انهم "لم يكونوا يريدون اغضاب الحليف الروسي وقدموا لنا دعما رمزيا".

لكنه اضاف ان "الطيارين البريطانيين والبولنديين بالتأكيد، والاستراليين والجنوب افريقيين قدموا لنا مساعدة كبيرة بالتحليق على علو منخفض وبخسائر كبيرة في الطائرات لكن تشرشل اوقف ذلك".

ووصل الجيش الاحمر الى ابواب وارسو في الخريف وانتظر ثم دخل في 17 كانون الثاني/يناير 1945 العاصمة التي تحولت الى دمار. وكانت حكومة موالية للشيوعية اقيمت في لوبلين (شرق).

واكدت هالينا سيكوفسكا كومارنيكا (85 عاما) التي كان اسمها الحركي "ساس" انه "في ظل النظام الشيوعي كانوا يطلقون علينا نحن اعضاء جيش الداخل اسم +الاقزام الرجعيون الذين يسيل لعابهم+".

ويذكر ماريك بيرغر (73 عاما) وهو نجل قائد في المقاومة قتل في 1943 بان احتفالات صغيرة "غير رسمية ولكن غير ممنوعة" تنظم في هذه الذكرى منذ 1968.

وقال مارسين سفيشيتسكي (54 عاما) رئيس بلدية وارسو السابق ان "روح وقوة الانتفاضة كانت دافعا لولادة +تضامن+" في اشارة الى الحركة الديموقراطية البولندية التي ادت الى سقوط الشيوعية.

واضاف "في هذا الاطار، تمكن العصيان من تحقيق هدفه النهائي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف