محادثات أميركية اردنية لاحياء عملية السلام

واشنطن:الجهود المبذولة لاحياء عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية كانت في مقدمة المواضيع التي تمت مناقشتها خلال اجتماع عقد اليوم بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الاردني ناصر جودة في مقر وزارة الخارجية الاميركية.

كررت الوزيرة كلينتون عقب اللقاء ان "الولايات المتحدة ملتزمة بتحقيق سلام شامل على أساس حل الدولتين" لافتة الى "اننا نعمل مع الاسرائيليين والسلطة الفلسطينية والدول العربية على اتخاذ الخطوات اللازمة لجعل ذلك ممكنا". وتوجهت كلينتون بالشكر لجودة "لقيادة الأردن العمل مع غيره من الدول العربية لدعم السلام قولا وفعلا".

من جهته قال وزير الخارجية الاردني ان "انهاء الصراع العربي الاسرائيلي هو المدخل الوحيد الذي يمكن عبره أن تعالج بصورة جماعية التحديات والمشاكل في المنطقة". واضاف ان الهدف يجب أن يتمثل بالسعي قدما لاستعادة ما كنا قد توصلنا اليه في أواخر العام 1990 على النحو المتوخى من خلال عملية مدريد وما بعدها.

وقال ان شكل الدولة الفلسطينية المستقبلية ووضع الحدود لسلام شامل اصبحت امورا واضحة. واكد جودة ان "جميع الدول العربية ودول العالم الاسلامي اعتمدت المبادرة العربية للسلام في العام 2002 وفي كل قمة عربية جرى تأكيد الاعتراف العربي الجماعي بتلك المعايير والالتزام الجماعي بها أيضا" مضيفا انه "في العام 2009 قال كثيرون ان الوقت حان لكي تقوم اسرائيل بالخطوة المقابلة".

واضاف ان منطقة الشرق الأوسط شهدت في الماضي زيادة ربما في السعي من جانب الأطراف الى بلورة تدابير لبناء الثقة وأساليب لادارة الصراع بما فيها تدارس مفرط للترتيبات الانتقالية "وربما كان ذلك على حساب الوصول الفعلي الى نهاية اللعبة".

واستذكر الوزير جودة مقولة كان يرددها جلالة الملك الاردني عبدالله ويقول فيها انه "كان هناك الكثير من العمليات والقليل جدا من السلام" ليؤكد ان الوضع لم يعد قابلا للاستمرار طويلا. وشدد على القول "ان ما هو مطلوب الآن وما يحتاج له أكثر من أي وقت مضى هو تحقيق السلام".

واضاف ان اعادة بناء الثقة هي من بين التدابير التي بعثت ثقة الناس في المفاوضات و هناك حاجة الآن لايجاد بيئة مؤاتية لبدء المفاوضات.

كما شدد الوزير الاردني على ان استمرار النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الأراضي المحتلة من فلسطين "ليس فقط غير قانوني وغير شرعي ولكنه لا يساعد ايضا على استعادة الثقة اللازمة أو توليد هذه البيئة".

واكد ان غير ذلك من التدابير التي تتخذها اسرائيل من جانب واحد في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية مثل هدم المنازل وعمليات الاخلاء والحفريات حول وتحت الاماكن المقدسة لمعظم المسلمين والمسيحيين "كل ذلك غير مقبول". وختم الوزير جودة داعيا الى وقف البيانات التحريضية من كلا الجانبين.

وفي النهاية توجهت الوزيرة كلينتون بالشكر للجهود التي بذلها الأردن للمساعدة في بناء دولة ذات سيادة في العراق "وخاصة على المساعدة التي قدمها للاجئين العراقيين". وأضافت "نحن نعمل لمساعدة الحكومة العراقية لعودة العراقيين الذين غادروا بلدهم ويرغبون الآن في العودة الى ديارهم والى أن يكونوا جزءا من العراق الجديد ونحن ممتنون لكرم الضيافة الأردنية".