أخبار

البنتاغون أعد لحرب إلكترونية على النظام العراقي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إعداد عبدالاله مجيد: كشف تقرير جديد أن البنتاغون وأجهزة المخابرات الأميركية أعدت في عام 2003 خططا لشن هجوم إلكتروني على مؤسسات النظام العراقي السابق كان من شأنه ان يجمد مليارات الدولارات في ارصدة صدام حسين المصرفية ويعطل نظامه المالي قبل بدء الغزو الاميركي للعراق. كان المخطط يهدف الى حرمان الرئيس العراقي السابق من الموارد المالية اللازمة لشراء امدادات حربية ودفع رواتب جنوده وذلك في اكبر عملية تخريب الكتروني في التاريخ.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول كبير عمل في البنتاغون خلال اعداد المخطط السري للغاية ، قوله "كنا نعرف ان بامكاننا النجاح ـ فالأدوات كانت متاحة لنا". الهجوم الالكتروني لم يُنفذ قط لأن ادارة بوش كانت تخشى ان تتعدى آثاره وتداعياته حدود العراق وتخلق فوضى مالية في انحاء العالم تمتد عبر الشرق الأوسط الى اوروبا وربما حتى الولايات المتحدة نفسها.

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" ان الخوف من مثل هذه الأضرار التي تصاحب هجوم الكتروني على هذا النطاق يكمن في صلب النقاش المحتدم في مراكز صنع القرار حيث تسعى ادارة اوباما وقيادة البنتاغون الى وضع قواعد وتكتيكات تتعلق بالهجمات التي يُخطط لتنفيذها على الجبهة الالكترونية. وفي حين ان ادارة بوش كانت اول مَنْ درس جديا امكانية شن هجمات تستهدف شبكات الكومبيوتر فان ادارة اوباما اول مَنْ استحدث ادارة خاصة بالامن الالكتروني في البيت الأبيض للدفاع عن شبكات الكومبيوتر الاميركية واستهداف شبكات الخصوم. ومن المقرر الاعلان عن رئيس هذه الادارة في الاسابيع المقبلة ، بحسب "نيويورك تايمز".

مسؤولون كبار في البيت الأبيض ما زالت تؤرقهم مخاطر الأضرار غير المقصودة التي يمكن أن تلحق بالمدنيين والبنى التحتية المدنية نتيجة هجوم الكتروني يستهدف شبكات الخصم ومنظومات كومبيوتراته. واعترف ضابط كبير في البنتاغون بأن هذه المخاوف حاولت دون قيام الجيش الاميركي بتنفيذ عدد من المهمات المقترحة. ونسبت صحيفة "نيويورك تايمز" الى الضابط الذي طلب عدم ذكر اسمه القول "ان رادعا ذاتيا يثنينا اليوم لأننا في الحقيقة لم نجد اجابة حتى الآن في عالم الالكترونيات" بشأن الآثار الجانبية لهجوم الكتروني.

ورغم ان الهجوم الرقمي على النظام المالي العراقي لم يُنفذ في حينه فان الجيش الاميركي وشركاءه في اجهزة الاستخبارات تلقوا موافقة على تعطيل منظومات اتصالات الجيش العراقي وحكومة الرئيس السابق صدام حسين في الساعات الاولى من حرب 2003 واسفر الهجوم عن وقوع اضرار جانبية لم تكن محسوبة. الى جانب ضرب ابراج الهاتف الخلوي وشبكات الاتصال شمل الهجوم التشويش الالكتروني وتنفيذ هجمات رقمية على شبكات الهاتف العراقية. كما اتصل مسؤولون اميركيون بشركات اتصالات عالمية توفر تغطية هاتفية وخلوية فضائية للعراق من اجل تنبيهها الى ما سيحدث من تشويش وطلب مساعدتها في غلق قنوات معينة.

يعترف مسؤولون اليوم بأن الهجوم على شبكة الاتصالات عطل مؤقتا خدمات الهاتف في بلدان مجاورة للعراق تشترك معه في المنظومات الخلوية والهاتفية الفضائية. واعتبرت ادارة بوش ان مثل هذه الاضرار المحدودة اضرار مقبولة. ويقول باحث عسكري سابق ان حادثة اخرى وقعت في اواخر التسعينات عندما هاجم الجيش الاميركي شبكة اتصالات في سيبيريا وعطل خدمات منظومة اتصالات فضائية عدة ايام.

هذه الهجمات التي ما زالت مصنفة في عداد الأسرار الكبيرة تخضع اليوم للتمحيص وتقييم اضرارها الجانبية بالارتباط مع تحرك ادارة اوباما والبنتاغون لولوج مضامير جديدة على جبهة الحرب الالكترونية. وفي حين ان الهجمات الالكترونية لا تترك حفرا وانقاضا يتصاعد منها الدخان فان استهدافها شبكات الاتصالات ومراكز المعلومات يمكن ان تنجم عنه آثار تهدد الارواح نظرا الى ان شبكات الكهرباء وبنى اساسية حيوية مثل منشآت معالجة وتنقية الماء تُدار على نحو متزايد بمنظومات الكترونية.

تتضمن اتفاقيات جنيف وميثاق الأمم المتحدة الى جانب الممارسات المتعارف عليها ، قواعد تحكم العمليات القتالية بناء على تجربة قرون من تاريخ الانسانية الزاخر بالحروب والنزاعات. وتحدد هذه القوانين متى يكون خوض الحرب مشروعا وترسي قواعد للطريقة التي يجوز بها خوض النزاع. وتسري على الحرب الالكترونية قاعدتان تقليديتان من قواعد الحرب هما التناسب حيث لا يجوز لي الرد على صفعة تلقيتها منك بنسف بيتك ، والأضرار الجانبية حيث المطلوب من الجيوش ان تحد قدر الامكان من وقوع ضحايا بين المدنيين. يقول يقول البروفيسور جاك غولدسمث من كلية القانون في جامعة هارفرد ان الحرب الالكترونية تطرح قضية اشكالية من وجهة نظر قوانين الحرب. فان ميثاق الأمم المتحدة يحظر من حيث الأساس على الدول استخدام القوة ضد حرمة الاراضي الاقليمية أو الاستقلال السياسي لبعضها البعض. "وان السؤال عن ما هي الهجمات الالكترونية التي تُعد استخداما للقوة سؤال صعب لأن القوة ليست معرَّفة تعريفا واضحا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف