أوباما يحث بيونغ يانغ على التوقف عن تطوير أسلحة نووية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واكاروزا: دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما الأربعاء كوريا الشمالية إلى وقف برنامجها النووي والكف عن تصرفاتها "الاستفزازية"، وذلك في اول تعليق له على التداعيات السياسية المحتملة للافراج عن الصحافيتين الاميركيتين اللتين كانتا محتجزتين في هذا البلد، وقال اوباما "قلنا للكوريين الشماليين ان هناك طريقًا لعلاقات افضل، وهذا الامر يقضي بأن يكفوا عن تطوير اسلحة نووية ويضعوا حدًا للسلوك الاستفزازي الذي انتهجوه".
وتابع الرئيس الاميركي في مقابلة مع شبكة "ام اس ان بي سي" الاميركية من انديانا (شمال) "نريد مصلحة الشعب الكوري الشمالي، نريد فقط ان نتاكد من ان حكومة كوريا الشمالية تعمل في اطار القواعد الاساسية للمجتمع الدولي، الامر الذي يعلمون انه متوقع منهم".
وكرر اوباما ان المهمة التي تولاها الرئيس الاسبق بيل كلينتون للافراج عن الصحافيتين الاميركيتين المحتجزتين منذ اذار/مارس في كوريا الشمالية كانت مبادرة بحت شخصية وليست اشارة الى تخفيف الضغط الدبلوماسي على النظام الشيوعي، وقال "كنا واضحين جدًا ان الامر يتصل بمهمة انسانية"، وذلك بعيد وصول الصحافيتين يونا لي ولورا لينغ الى الاراضي الاميركية.
هذا ويبدو ان الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون الى كوريا الشمالية جاءت ثمرة اربعة اشهر من المفاوضات والتحضير بهدف التوصل الى الافراج عن الصحافيتين الاميركيتين اللتين كانتا مسجونتين في هذا البلد. وقد روى مسؤولون اميركيون كبار طلبوا عدم كشف هويتهم الجهود الدبلوماسية المكثفة التي افضت الى اطلاق سراح الصحافيتين لورا لينغ ويونا لي اللتين اوقفتا في اذار/مارس وحكم عليهما في حزيران/يونيو بالسجن 12 عامًا مع الاشغال الشاقة لعبورهما الحدود الكورية الشمالية من دون اذن.
وكانت كوريا الشمالية التي تسعى الى كسب شرعية والتي اشتدت عزلتها على الساحة الدولية بعد تجربتها النووية واطلاقها صواريخ، قد طلبت تحديدا من بيل كلينتون القيام بهذه الزيارة. كذلك لعب آل غور نائب الرئيس السابق في عهد كلينتون واحد مؤسسي محطة التلفزيون كرنت تي في التي تعمل الصحافيتان لها، دور همزة الوصل بين عائلتي الشابتين والحكومة الاميركية.
وقد تريث بيل كلينتون ايضًا للحصول على ضمانة بأن زيارته تتمتع بفرصة للنجاح قبل ان يوافق على المهمة بحسب هؤلاء المسؤولين. وخلال زيارته القصيرة الى بيونغ يانغ اجرى بيل كلينتون اجتماعا استغرق ساعة وربع الساعة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الذي اضطر لمجابهته خلال سنواته الثماني في البيت الابيض لكنه لم يلتقه ابدا من قبل.
ثم تناول الرئيس الاميركي الاسبق العشاء خلال ساعتين معه بحسب المسؤولين الاميركيين الذين رفضوا الافصاح عما اذا كان كلينتون نقل معلومات عن احد الانظمة الاكثر غموضًا وسرية في العالم. والادارة الاميركية مهتمة خصوصًا بالوضع الصحي للزعيم الكوري الشمالي الذي كثرت الشائعات حول مرضه العام الماضي وحول تحضير نجله الثالث كيم جونغ اون لخلافته.
وفي منتصف تموز/يوليو اسرت الصحافيتان لعائلتيهما في مكالمة هاتفية ان بيونغ يانغ مستعدة للعفو عنهما ان توجه الرئيس الاسبق بيل كلينتون بنفسه الى هذا البلد لطلب الافراج عنهما. وفي اخر عطلة اسبوع من شهر تموز/يوليو طلب مسؤولون كبار في ادارة الرئيس باراك اوباما من كلينتون ان كان مستعدا للقيام بهذه المهمة.
ووافق كلينتون الذي ينشط اليوم في المجال الانساني لكن ان كانت مهمته تتمتع بـ"فرصة معقولة" لتتكلل بالنجاح، كما اوضح احد المسؤولين. وخلال هذا الوقت كانت ادارة اوباما تجري مفاوضات مكثفة في الكواليس عبر سفارة السويد في بيونغ يانغ، علما بان واشنطن وكوريا الشمالية لا تقيمان علاقات دبلوماسية.
وقال مسؤول كبير "خلال تلك المحادثات تم التوضيح بان زيارة الرئيس الاسبق كلينتون ليست مرتبطة باي حال من الاحوال بالملف النووي" الكوري الشمالي. واضاف "ان الكوريين الشماليين اكدوا مباشرة انهم يوافقون على ان تكون الزيارة خاصة وتركز حصرا على الهدف الانساني للافراج عن الاميركيتين".
واجرى بيل كلينتون اجتماعا اخيرا للاطلاع على ملف الصحافيتين مع مسؤولين في الادارة الاميركية السبت في مقر اقامته في واشنطن. ولم يتحدث الرئيس الاسبق الذي تتولى زوجته هيلاري كلينتون حقيبة الخارجية في الادارة الحالية، بشأن مهمته الى كوريا الشمالية مع اوباما قبل توجهه الى بيونغ ياغ كما اوضح المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس.
واعتبر البعض وبينهم السفير الاميركي السابق في الامم المتحدة جون بولتون ان ادارة اوباما تكافىء كوريا الشمالية على سلوكها السيء بارسالها بيل كلينتون للتفاوض بشأن اطلاق سراح الصحافيتين.
بدوره اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية روبرت وود ان "الكرة الآن في ملعب كوريا الشمالية في ملف" نزع قدراتها النووية، مشيرا الى ان على بيونغ يانغ "العودة الى طاولة المفاوضات السداسية" التي تضم كلا من الكوريتين والصين والولايات المتحدة واليابان وروسيا.
وانسحبت بيونغ يانغ من المفاوضات السداسية حول برنامجها النووي العسكري بعدما ادان مجلس الامن الدولي في نيسان/ابريل اجراءها تجربة مثيرة للجدل على اطلاق صاروخ بالستي.
واوضح وود ان النظام الشيوعي يجب ان يبرهن عن حسن نواياه عبر "الاستمرار في التفاوض او بالاحرى عبر البدء بتطبيق اهداف اتفاق 2005" الذي وافقت بموجبه بيونغ يانغ على التخلي عن السلاح الذري.
من جانبه اعلن المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس للصحافيين الذين يرافقون الرئيس اوباما في انديانا ان "الطريقة الفضلى لتغيير علاقاتنا مع كوريا الشمالية تكمن في ان يدرك الكوريون الشماليون انه اخيرا حان الوقت للالتزام بالمسؤوليات والتعهدات التي قطعوها بانفسهم".
الى ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اليوم الاربعاء في نيروبي انه يعود لكوريا الشمالية ان تضع حدا "لاستفزازاتها" وتحسن علاقاتها مع الولايات المتحدة بعدما افرجت عن صحافيتين اميركيتين حكمت عليهما بالسجن مع الاشغال الشاقة.
وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي "ان مستقبل علاقاتنا مع الكوريين الشماليين يتوقف حقا عليهم" معتبرة ان الافراج عن الصحافيتين بفضل مهمة قام بها زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون في بيونغ يانغ لا يرتبط بملف كوريا الشمالية النووي. وقالت "لديهم الخيار ما بين الاستمرار في طريق الاستفزاز الذي يعزلهم اكثر عن الاسرة الدولية (..) او ان يقروا استئناف المفاوضات السداسية" حول نزع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية.
وكانت اتهمت كوريا الشمالية الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اليوم الجمعة بالقيام بأكثر من 180 طلعة جوية تجسسية في تموز/يوليو وسط استمرار التوتر بشأن برامج بيونغ يانغ النووية.
ونقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية عن مصدر عسكري قوله ان "عدد طلعات التجسس الجوية التي قامت بها القوات المعتدية التابعة للولايات المتحدة الامبريالية اكثر من 120 طلعة بينما بلغ عدد الطلعات الجوية التجسسية التي قامت بها القوات الجوية الكورية الجنوبية اكثر من 60".
وذكر نائب قائد القوات الاميركية في كوريا الجنوبية في مطلع حزيران/يونيو الماضي ان القوات الاميركية ستنشر طائرات بدون طيار حتى تبقي على مراقبة دقيقة على كوريا الشمالية التي تمتلك اسلحة نووية. وفي 25 ايار/مايو الماضي، اجرت كوريا الشمالية ثاني تجربة نووية جاءت عقب الغائها هدنة دامت اكثر من خمسين عاما في شبه الجزيرة الكورية واطلقت ستة صواريخ قصيرة المدى وهددت كوريا الجنوبية باحتمال شن هجوم.