تهم التجسس والإسلام في أوروبا في الصحف البريطانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: تحفل الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأحد بطيف ملون وواسع من التقارير والأخبار والمقالات النقدية والتحليلية، وأبرزها اتهام القضاء الإيراني للعشرات بالتجسس لصالح الغرب، وظهور الأب "الحقيقي" لابنة مايكل جاكسون، والكشف عن الأم الحقيقية لنجل زعيم كوريا الشمالية، كيم يونج إيل، بالإضافة إلى "وصفة سحرية" لبناء علاقة صداقة وطيدة بين الحماة والكنَّة!
فتحت عنوان "إيران تتهم العشرات بالمساعدة بتنفيذ مؤامرة غربية"، تنشر الفايننشال تايمز على موقعها على شبكة الإنترنت تقريرا إخباريا تتحدث فيه عن إصدار إحدى المحاكم الإيرانية للوائح اتهام يوم أمس السبت بحق امرأة فرنسية وموظفين إيرانيين يعملان في السفارتين البريطانية والفرنسية في طهران، بالإضافة إلى آخرين اتُّهموا "بالتجسس لصالح الغرب وبالمساعدة على تنفيذ مؤامرة غربية للإطاحة بنظام حكم رجال الدين في إيران". وينقل تقرير الفايننشال تايمز عن مسؤولين بريطانيين قولهم إن مجرد محاكمة موظفي سفارة بلادهم في طهران يُعتبر "انتهاكا" للقانون ولحرمة وحقوق من تجري محاكمتهم.
أسف واستنكار
وكان للمتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية تصريحات قوية بشأن محاكمات طهران، جاء فيها: "نحن نعبِّر عن أسفنا واستنكارنا لمثل هذه المحاكمات وما يُدعى باعترافات السجناء الذين حرموا من حقوقهم الأساسية كبشر." أما في صحيفة الصنداي تايمز، فنطالع تحقيقا عن الموضوع جاء بعنوان "موظف في السفارة يعترف بدور بريطاني في أعمال الشغب".
ومع التحقيق تنشر الصحيفة صورة يظهر فيها اثنان ممن تجري محاكمتهم في إيران في قضية الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد مؤخرا وسبب إعلان فوز الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد فيها جدلا كبيرا واضطرابات واسعة قامت بها المعارضة.
وتبدو على وجهي "المتهمين" علامات متباينة، ففي حين راح الأول يحدق بالأفق البعيد وكأن عينيه لا تصدقان ما يشاهده وما يجري أمام ناظريه من محاكمات وتوجيه التهم له ولزملائه، أطرق الآخر أرضا، وقد سبح في بحر من التفكير العميق الممزوج بمشاعر الحيرة والحزن الواضحة.
علاقات مشحونة
يقول تقرير الصنداي تايمز إن العلاقات المشحونة أصلا بين بريطانيا وإيران قد شهدت انتكاسة إضافية يوم السبت عندما "اعترف" أحد الموظفين بالسفارة البريطانية في طهران بالتجسس، قائلا إن بريطانيا قدمت مساعدة مالية للإصلاحيين الإيرانيين من أجل تقويض دعائم نظام حكم رجال الدين المتشددين خلال الانتخابات الرئاسية في شهر يونيو/حزيران الماضي، والتي جرى الاختلاف بشأن نتائجها."
وفي الإندبندنت نرى أحد "المتهمين" السابقين، واسمه حسين رسَّام، وهو إيراني يعمل في منصب كبير المحللين السياسيين في السفارة البريطانية بطهران، وقد ظهر في الصورة وهو يبرز للمحكمة وثيقة، ويتوجه للقضاة بقوله:
"لقد طلب كبار الموظفين في السفارة البريطانية من مرؤوسيهم المحليين حضور أعمال الشغب والمشاركة بها. كما أن العديد من الدبلوماسيين البريطانيين حضروا بأنفسهم ضمن الحشود والتجمعات، إذ شارك السفير البريطاني والقائم بالأعمال شخصيا بأحد تلك الحشود الجماهيرية."
غضب ميليباند
ونطالع في تقرير الإندبندنت، والذي جاء بعنوان "غضب ميليباند في الوقت الذي يُتهم فيه أحد الموظفين الإيرانيين في السفارة بالتجسس، كيف أن رد فعل وزارة الخارجية البريطانية على محاكمات طهران قد اتسم بالسخط والغضب الشديدين.
وتنقل الصحيفة عن ديفيد ميليباند ، وزير الخارجية البريطاني، قوله: "نحن قلقون للغاية بشأن التهم غير المبررة، فحسين رسَّام هو أحد أفراد طاقم موظفي سفارتنا، وكان يقوم بواجباتها المشروعة. فالإجراءات الإيرانية ضده لا تجلب سوى المزيد من الخزي والعار للنظام الإيراني."
الصومال وأفغانستان
ومن إيران إلى الصومال، ومع الصنداي تايمز، نمضي مع تحقيق مصوَّر مشترك لكل من جون سوين ومايكل جيلارد يتحدثان فيه عن تلك البلاد الواقعة في القرن الأفريقي والتي تفتتها الحروب وتقطع أوصالها منذ سنين طويلة حتى استحالت إلى "مغناطيس جديد وخطير للإرهاب."
فتحت عنوان جاء على شكل تساؤل يقول "تُرى، هل بات الصومال أفغانستان الجديدة؟، يحاول التقرير عقد مقارنة عملية بين ما يحدث في كلا البلدين، ويعرض لأوجه الشبه بين أعمال العنف التي يشهداها.
ينقل التحقيق عن أحد المسلحين "الانتحاريين اليافعين"، وقد راح يملأ مخزن رشاشة من نوع (AK-47)، قوله: "لا سبيل لكي تتمكن من فهم حلاوة طعم الجهاد، ما لم تأتِ لتجرب الجهاد بنفسك."
أوروبا والإسلام
وتحت عنوان "خمس الاتحاد الأوروبي سوف يكون مسلما في عام 2050"، تعرض لنا اليوم صحيفة الصنداي تلجراف خلاصة التحقيق الذي كانت قد أجرته الديلي تلجراف والذي توصل إلى توقعات مفادها أن نسبة المسلمين في كل من بريطانيا وإسبانيا وهولندا ستصبح أعلى مما هي عليه الآن خلال فترة وجيزة من الزمن.
يقول التقرير إن نسبة المسلمين في دول الاتحاد الـ 27 كانت 5 بالمائة من إجمالي عدد السكان العام الماضي. لكن معدلات الهجرة المتزايدة من الدول الإسلامية، ومعدلات الولادة المنخفضة بين السكان الأوروبيين الأصليين تعني أن نسبة المسلمين في هذه الدول ستصل في عام 2050 إلى 20 بالمائة، وذلك وفقا لتوقعات الخبراء والمحللين.
ويضيف التحقيق قائلا إن بريطانيا، والتي يقل عدد قاطنيها عن سكان ألمانيا بحوالي 20 مليون نسمة، مهيئة لكي تصبح أكبر بلدان الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان بحلول عام 2060، إذ يُتوقع أن يصبح العدد الإجمالي لسكان البلاد 77 مليون نسمة. وقد أفضت نتائج تحقيق التلجراف إلى بروز مزاعم تقول إن صانعي القرار قد أخفقوا بمواجهة تحديات "القنبلة الديمغرافية الإسلامية الموقوتة"، والتي تنتشر وتتسع رقعتها يوما بعد يوم.
يقول تحقيق الصنداي تلجراف: "على الرغم من أن بعض استطلاعات الرأي قد أشار إلى غياب الفكر المتطرف في أوساط الجاليات الإسلامية، فإنه يتم إيلاء القليل من الاهتمام إلى قضية دمج المهاجرين وبوتقتهم مع المجتمع، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام المخاوف من اندلاع اضطرابات اجتماعية خلال السنوات المقبلة."
الأب "الحقيقي"
وعودة إلى الإندبندنت، ولكن هذه المرة من زاوية الجديد في قضية تركة مايكل جاكسون، إذ تتكشف لنا المزيد من أسرار الحياة الخاصة لملك البوب الراحل وأفراد أسرته من بعده. فتحت عنوان "يقول بطل أوليفر، مارك ليستر: أنا والد ابنة جاكو"، تنشر الصحيفة تحقيقا يتحدث فيه نجم الفيلم الغنائي الذي اشتهر في عام 1968 بلعبه لدور ليونيل بارتس، قائلا: "لقد طلب مني مايكل جاكسون في حديث خاص إن كنت على استعداد للتبرع بنطاف باسمه."
وأكد ليستر، الصديق المقرب لمايكل جاكسون، أنه هو الأب الحقيقي لابنة جاكسون، باريس، وهو على أتم الاستعداد لإجراء فحوص الحامض النووي لإثبات أبوته لها. وروى ليستر، وهو أيضا عرَّاب أبناء جاكسون الثلاثة جميعهم، كيف أن جاكسون طلب منه التبرع له بالنطاف لكي يتمكن من أن يصبح لديه أطفال.
كما عبَّر ليستر عن أمله بأن تؤدي اعترافاته إلى تمكينه من إعادة التواصل مع الأطفال الثلاثة، أي مايكل جونيور وباريس مايكل كاترين، والأمير مايكل الثاني، والذين "انفطر" فؤاده لفقدان الاتصال بهم.
علاقة سرية لكيم إيل
وإلى سر مكتوم آخر، ولكن في شرق الأرض هذه المرة، نطالع في الصنداي تايمز تقريرا بعنوان "كيم يمحو ذاكرة حب فتي"، وترفقها الصحيفة بصورة لحسناء متوفاة اسمها سونج هاي-ريم وتقول إنها كانت "الحب الأول في حياة زعيم كوريا الشمالية كيم يونج-إيل، وهي أم لابنه البكر". يأخذنا مراسل الصنداي تايمز في رحلة إلى جوار قبر منزوٍ في ركن من أركان مقبرة ترويكوروفسكوي الواقعة على مشارف العاصمة الروسية موسكو حيث يرقد جثمان النجمة السينمائية الراحلة على مقربة من قبري نجل جوزيف ستالين، فاسيلي، وزوجته.
يقول التقرير إن اكتشاف سر العلاقة بين سونج هاي-ريم وكيم جونج-إيل في بداية حكمه للبلاد سلط الضوء على مؤامرات وخيانات عدة لطالما وسمت فترة حكم أسرته لبيونج يانج. وينقل التقرير عن أحد أبرز المنشقين عن نظام الزعيم الكوري الشمالي قوله إن كيم، وبعد أن سمع بالشائعات وقصص الغمز واللمز بين طبقة النخبة في بلاده بشأن غرامياته تلك، "أمر بقتل كافة الطلبة الكوريين الشماليين الذين كانوا يدرسون في موسكو وعلموا بوجود عشيقته السابقة هناك".
وفي الصنداي تايمز نطالع اليوم مقالا تحليليا طريفا لتيري أبتر يعرض فيه نتائج خبرته في مجال العلاقات الأسرية ليقدم لنا من خلالها مفهوما جديدا يقلب رأسا على عقب تلك الصورة النمطية الراسخة في أذهاننا عن العلاقة الدائمة السوء بين الحماة والكنَّة، على الأقل في المجتمعات الشرقية.
"كيف تصادقين حماتك"
فتحت عنوان "كيف تصادقين حماتك"، تنشر الصحيفة مقال أبتر الذي يقول فيه إن 20 سنة من الخبرة التي أمضاها كباحث في مجال العلاقات الأسرية مكنته من أن يخلص إلى نتيجة مفادها أن "العلاقة بين الحماة والكنََّة لا يتعين أن تكون بالضرورة بغيضة وسيئة". والخلاصة الجديدة هي زبدة كتاب جديد للكاتب يصدر بعنوان: "ما الذي تريدينه مني: التعلم على تسيير الأمور بين الكنَّات والحموات".
يبدأ الكاتب مقاله بقوله: "يمكن لأي علاقة بين كنََّة وحماتها أن تكون صعبة وشاقة، وذلك إلى درجة أن فقط العلاقات بين الحموات والكنّّات تكون عادة مزدحمة ومشحونة بالتوتر حول قضايا قد تبدو واهية وبسيطة."
ويردف بالقول: "بعد خبرة 20 سنة من البحث حول العائلات، وجدت أن معظم المشاكل الملحة والدائمة، والتي تتسم عادة بالمشاحنات، تنشأ بين امرأتين. ففي حين أن 15 بالمائة من العلاقات بين الحموات وأصهارهن تنضوي على توتر، فإننا نجد أن 60 بالمائة من العلاقات بين الحموات والكنّّات توصف عادة بعبارات شديدة السلبية من قبيل متوترة وغير مريحة و ومحزنة ومغيظة ومزعجة ومخيفة."
نصائح بالجملة
ورغم أن الكاتب يخصص جلَّ مقاله للحديث عن الأسباب التقليدية للخلاف والتوتر بين الحماة والكنَّة، إلا أنه يختم بإسداء سلسلة من النصائح لكلا الطرفين، يرى أن من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى علاقة أكثر دفئا واحتراما بينهما. ومن بين تلك النصائح: الحديث بصراحة وبوضوح وبثقة بالنفس ورسم حدود كل طرف والاحترام المتبادل والحذر والابتعاد عن روح التنافس والغيرة.
ورغم أن صحف الأحد تحفل كالعادة بالشؤون والقضايا الداخلية الجادة، إلا أنه كان لفن الكاريكاتير الساخر نصيبه أيضا، إذ تنشر الإندبندنت واحدا من تلك الرسوم يظهر فيه رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون وقد حزم حقيبة سفره وغادر لقضاء إجازته السنوية. أما على حاجز الجمارك، فنرى موظفا مقطَّب الجبين في استقبال رئيس حكومته الذي يبادر الموظف بالقول: "لا شيء لدي لكي أعلن عنه سوى طموحي الذي لا حدود له."