لاريجاني: الجميع مسؤول عن انتهاك القانون

طهران:قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي في ايران علي لاريجاني اليوم الاثنين ان ممارسات مخالفة للقانون وقعت بعد الانتخابات الرئاسية في البلاد وان الجميع يتحمّل المسؤولية تجاهها، مشدّدا على ضرورة تجنب إثارة الخلافات والحؤول دون تحوّل الخلافات الشخصية الى مشاکل. ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (ارنا) عن لاريجاني قوله للصحافيين على هامش مراسم أقيمت بمناسبة يوم الصحافي، انه وقعت ممارسات مخالفة للقانون بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو/حزيران الماضي وفاز فيها محمود أحمدي نجاد.

ورفض أن تكون ظروف البلاد متأزمة حاليا "بل ان بعض المخالفات وقعت بعد الانتخابات حيث ان الجميع يتحمّل المسؤولية ازاءها وان مهمتنا تتجسّد في تجنب إثارة الخلافات وان لا نحوّل الخلافات الشخصية الى مشاکل". وأشار لاريجاني الى تخصيص الولايات المتحدة ميزانية قدرها 35 مليون دولار "لممارسة الخبث الاعلامي في ايران"، مضيفا اننا "يجب ان نولي اهتمامنا بهذه القضايا وان لا نفسح لهم المجال في ممارساتهم هذه". وأکد أنه لا ينبغي لوسائل الاعلام إثارة الخلافات الداخلية "وانه قد وقعت ممارسات مخالفة للقوانين في البلاد ولا ينبغي إذکائها في الداخل وان وسائل الاعلام يجب أن تصب الماء على النار لا ان تصبّ الزيت على النار".

وتابع "لا يكفي لوسائل الاعلام مجرّد متابعة الحقائق بل ينبغي ان تحدد مستلزمات کشف الحقائق وان تخطو بهذا الاتجاه". ولفت لاريجاني الى ان الظروف التي مرّت بها البلاد خلال الأشهر الاخيرة بيّنت إثارة الفتن من قبل بعض البلدان، موضحا انه قد حذر مرارا من وقوع هذه القضايا وان "آثار أصابع الاجانب يمكن مشاهدتها في إثارة الفتنة في ايران". وأشار الى تصريحات أدلى بها مسؤولون أوروبيون وأميركيون ازاء ايران، وقال ان هؤلاء يريدون اعطاء صورة متأزمة عن الاوضاع في البلاد لتحقيق نواياهم بهذا الاسلوب.

وأضاف ان الذين کانوا يتابعون سياسات الابتعاد عن الثورة الاسلامية وقيمها "السامية" حاولوا بعد الانتخابات ان يتصرّفوا بصورة تؤدي الى خفض تأثيرات ايران في المنطقة. وتابع ان "البعض في الداخل أثار هذه القضية ايضا ولم يول اهتماما للمصالح الوطنية"، لافتا الى ان "الأجانب يرغبون في وقوع الازمات واستمرارها في البلاد، کما يريدون صنع دعايات مفادها ان ايران تفتقد الى الاتفاق في وجهات النظر وبذلك يحاولون خفض تاثيرات الشعب الايراني عبر هذا الاسلوب". وقال لاريجاني ان محادثات جرت خلال الايام الاخيرة بين المجلس والحكومة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.

وأشار الى حضور الرئيس الايراني مساء اليوم الى تكتل المبدئيين، قائلا انه من المقرر ان يطرح الرئيس والنواب وجهات نظرهم في هذا الاجتماع بشأن الحكومة العاشرة و"نأمل بأن تتكلّل بالنجاح". وأضاف ان المحاور التي يرکز عليها المجلس بخصوص منح الثقة للوزراء الذين يقدمهم رئيس الجمهورية للمجلس تتمثل في "الرزانة الاخلاقية والفكرية والماضي الثوري الواضح والفاعلية".

ومن جهة اخرى طالب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي اليوم الاثنين الولايات المتحدة بتفسير تدخلاتها في الشؤون الداخلية الايرانية. ونقلت محطة "العالم" الايرانية الرسمية الناطقة باللغة العربية عن بروجردي قوله في تصريح خاص، ان "ما أعلنته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون هو جزء من حقيقة التدخلات الاميركية في الشأن الداخلي الايراني". وكانت كلينتون قالت في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الأميركية أمس الاحد، ان الولايات المتحدة بذلت جهدا كبيرا في الكواليس لدعم المعارضين في ايران.

وقال بروجردي "لقد كنا نعتقد ان أميركا قد فتحت حقا في عهد الرئيس (الأميركي) باراك أوباما صفحة جديدة في العلاقة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية الا ان هذه التصريحات تؤكد خلاف ذلك، وتأكد ان سياسات أميركا ازاء ايران هي نفس تلك القديمة". ودعا الحكومة الاميركية الى الاجابة على تدخلاتها في الشؤون الداخلية الايرانية. وقال ان اعترافات المتهمين بالتجسّس لمصلحة دول أجنبية في الحوادث الاخيرة التي شهدتها البلاد بعد الانتخابات الرئاسية، "يثبت تدخل الاجانب ووسائل إعلامهم في أعمال الشغب التي أعقبت الانتخابات ويكمل الحقائق الموجودة بخصوص انحياز الاجانب لعناصر الشغب".

وأضاف "حتى لو افترضنا عدم وجود محكمة فان مابثته قناة 'بي بي سي' (البريطانية) وشبکة 'صوت امريكا' وکذلك القنوات الفضائية المناهضه للثورة، يكشف التدخل السافر للاجانب في الحوادث التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الايرانية" التي جرت في يونيو/حزيران الماضي وفاز فيها محمود أحمدي نجاد. وقال بروجردي ان هذا التدخل کان سافرا بحيث ان "صوت أميركا" وقناة "بي بي سي" کانتا تخصصان "20 الى 22 ساعة من بثهما التلفزيوني لموضوع الانتخابات الايرانية وتحريض عناصر الشغب".

وأکد ان مسؤولي هذه الدول الاجنبية أدلوا بتصريحات تتسم بالتدخل في قضايا ايران الداخلية وموضوع الانتخابات الرئاسية. وشدد بروجردي على ضرورة تحلي الاحزاب والتنظيمات السياسية بالوعي لمنع توغل الاجانب في تنظيماتهم الحزبية

تحطم مروحية للشرطة الايرانية في جنوب البلاد

من جهة اخرى، افادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية نقلا عن مسؤول محلي ان مروحية تابعة للشرطة تحطمت الاثنين في محافظة كرمان في جنوب ايران.

وقال قائد الشرطة في المحافظة محمد رضا اشاقي للوكالة ان "مروحية من طراز 205" تحطمت في جبال منطقة سيراش.

وذكرت الوكالة ان الحادث وقع قرابة الساعة 16,00 (11,30 ت غ)، لكنها لم توضح ما اذا كان اسفر عن ضحايا.

وشهدت ايران العديد من الكوارث الجوية خلال الاعوام العشرة الاخيرة.

وبات الاسطول الجوي المدني والعسكري الايراني قديما ويفتقر الى الصيانة بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على ايران منذ الثمانينات، وذلك بعد قيام الثورة الاسلامية واحتجاز الرهائن الاميركيين في السفارة في طهران.