أخبار

أونغ سان سو تشي رمز الأمل في الديموقراطية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رانغون، أوسلو: تخوض المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي التي حكم عليها من جديد بالاقامة الجبرية 18 شهرا، معركة سلمية لا هوادة فيها منذ 1988 من اجل تحقيق الديموقراطية في بلدها. هذه المراة الحاصلة على نوبل للسلام عام 1991 والتي يتقاطع صوتها الرقيق وقوامها القصير النحيل مع شجاعة سياسية تتخطى كل المحن، تشبه دائما بنلسون مانديلا الذي امضى 27 عاما في سجون جنوب افريقيا قبل ان يتمكن من لعب دور سياسي كبير.

ومنذ بداية محاكمتها في 18 ايار/مايو تؤكد اونغ سان سو تشي براءتها وتدين "الانحياز" في اتهامها الذي نجم عن تسلل اميركي من المورمون يدعى جون يتاو الى منزلها اثناء خضوعها للاقامة الجبرية المفروضة عليها منذ 2003. وفي 19 حزيران/يونيو احتفلت بعيد ميلادها الرابع والستين في سجن اينسين شمال رانغون حيث جرت محاكمتها في جلسات مغلقة في جزئها الاكبر.

وقد دعت سو تشي، التي تشكل تهديدا للنظام العسكري الذي سعى بالحكم عليها الى ابعادها عن الاقتراع، دائما الى الابتعاد عن العنف في بلد تديره حكومات عسكرية متعاقبة منذ 1962. وفي 1999 قالت سو تشي لفرانس برس "انهم (الجنرالات) لا يدركون معنى كلمة +حوار+. يعتقدون انها نوع من المباراة فيها شخص رابح واخر خاسر. وربما يخشون من الا يتمكنوا من الفوز".

ويقول احد السياسيين ان نظام الجنرال ثان شوي يخشى شعبيتها "كما يخشى الطاعون" مذكرا بان "سيدة" رانغون تعرضت في السنوات الاخيرة لفترات طويلة من تحديد الاقامة والعزلة رغم استياء المجتمع الدولي. تعلمت اونغ سان سو تشي ابنة اونغ سان بطل استقلال بورما الذي اغتيل عام 1945 والتي ولدت في 19 حزيران/يونيو 1945، في افضل مدارس رانغون قبل ان تستكمل دراستها في الهند حيث عينت والدتها سفيرة عام 1960 ثم في اوكسفورد.

وخلال عملها كاستاذ مساعد في مدرسة الدراسات الشرقية في لندن تزوجت سو تشي البريطاني مايكل اريس الاستاذ الجامعي المتخصص في شؤون التيبت والبوذية الذي انجبت منه طفلين. وبعد عودتها الى بورما في نيسان/ابريل 1988 للعناية بوالدتها المريضة القت سو تشي اول كلمة علنية لها في اب/اغسطس من العام نفسه حيث طالبت بتشكيل حكومة انتقالية لهذا البلد الخاضع للاحكام العرفية واجراء انتخابات حرة قبل ان تؤسس مع معارضين اخرين حزب الرابطة الوطنية للديموقراطية.

وفي ايار/ماسو 1990 حقق حزبها فوزا كبيرا في انتخابات تعددية. الا ان الحكومة العسكرية التي استشعرت خطر النتائج رفضت الاعتراف بها. لكن زعيمة المعارضة البورمية اكدت دائما ان "الشعب معها" رغم القمع الذي يمارسه النظام الذي وضعها قيد الاقامة الجبرية من منتصف 1989 الى منتصف 1995 قبل ان تنعم بفترة "حرية" قصيرة حتى ايلول/سبتمبر 2000 تاريخ تحديد اقامتها من جديد في منزلها على ضفاف بحيرة رانغون لمدة 19 شهرا.

وبعد اعتقالها في ايار/مايو 2003 بعد هجوم دام على موكبها دخلت فترة احتجاز ثالثة لم تخرج منها. ومع ثقتها في عدالة قضيتها والدعم الغربي القوي لها ولا سيما الاميركي والاوروبي تخلت سو تشي عن منطق صراع القوى مع الحكم العسكري بعد فتح مباحثات تاريخية ل"مصالحة وطنية" في نهاية 2000. الا ان هذا الحوار مع رئيس الوزراء خين نيونت توقف فجاة مع اقالة هذا الاخير بعد ذلك اربع سنوات.

واذا كان هناك اجماع على ما تتمتع به سو تشي من ذكاء وقوة جاذبية وارادة الا ان معارضيها ياخذون عليها تعنتها الشديد ولا سيما دعواتها الى فرض عقوبات دولية على بورما ومقاطعتها سياحيا. غير ان نظام العقوبات الذي فرضه الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة على بورما في منتصف التسعينات اثبت عدم جدواه تماما بسبب مشاركة قوى كبرى اخرى مثل الصين والهند وتايلاند في الجهود المكثفة لاستغلال موارد بورما ولا سيما الغازية. وهي تقول دائما انها على ثقة بان الزمن في صالح الديموقراطية.

الحائزون على نوبل

من جانبهم دعا 14 حائزا جائزة نوبل للسلام الامم المتحدة الى التحقيق في "جرائم ضد الانسانية" في بورما وذلك في رسالة مفتوحة نشرت الثلاثاء اليوم الذي صدر فيه حكم بالاقامة الجبرية 18 شهرا على "اختهم" المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي.

وكتب الموقعون في الرسالة ان "اليوم نشهد ظلما جديدا فاضحا يرتكبه النظام البورمي وندعو اعضاء مجلس الامن الدولي الى تشكيل لجنة تحقيق حول جرائم ضد الانسانية في بورما".

واضافوا "من الاساسي تحميل النظام مسؤولية تلك الجرائم والتحقيق في فداحة غطرسته. نرى انه حان الوقت لانهاء تهرب الطغمة العسكرية من العقاب".

وفي هذه الرسالة المفتوحة الموجهة الى الاعضاء ال15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي تحدث حائزو نوبل عن "اختهم" اونغ سان سو تشي التي منحت الجائزة سنة 1991 و"ادينت مجددا على اساس اتهامات مفبركة"، من اجل اقصائها عن الانتخابات التي وعدت المجموعة العسكرية باجرائها السنة المقبلة.

ووقع الرسالة كل من مايريد ماغير وبيتي وليامز وريغوبرتا منتشو وجودي وليمز وشيرين عبادي وخوسيه راموس اورتا والدلاي لاما وميخائيل غورباتشوف وونغاري ماثاي وجون هومي وكيم داي جونغ وادولفو بيريث اسكيفل وديسموند توتو وايلي فيزل.

ولم تتمكن اونغ سان سو تشي التي كانت حينها محرومة من حرية التنقل، من التوجه الى اوسلو سنة 1991 لتتسلم جائزة نوبل التي منحت في غيابها ابنيها الكسندر وكيم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف