موسوي: المحاكمات الصورية تخدم فقط المصالح الاجنبية

طهران، عواصم: اعتبر زعيم المعارضة الايرانية مير حسين موسوي الاربعاء ان "المحاكمات الصورية" المستمرة في ايران للاصلاحيين والصحافيين تخدم فقط المصالح الاجنبية، وفق ما نقل عنه موقعه الالكتروني قلم نيوز.

وتساءل موسوي "ماذا يخدم مصالح الاجانب: حركة الاعتراض الشعبية المستندة الى الدستور (...) ام المحاكمات الصورية التي يجلس فيها ابناء الثورة الى جانب الخبثاء المكروهين؟".

وتساءل ايضا خلال اجتماع مع شخصيات اصلاحية "اي من هذين الامرين يخدم مصالح الولايات المتحدة وبريطانيا؟".

ويستخدم المسؤولون الايرانيون عادة تعبير "خبثاء" للدلالة على منظمة مجاهدي خلق المعارضة الايرانية.

وتتسارع وتيرة الاحداث التي تشهدها الجمهورية الاسلامية الايرانية في الآونة الاخيرة، يتخللها تراشق للاتهامات ومحاكمات واعتقالات متزايدة لمشاركين في التظاهرات ولمنتمين إلى جماعة جند الله السنية، إذ باشر القضاء الايراني السبت الماضي في طهران محاكمة الفرنسية الشابة كلوتيلد ريس والموظف المحلي في السفارة البريطانية حسين رسام والموظفة الايرانية الفرنسية في السفارة الفرنسية نازك افشر الى جانب عشرات الاشخاص المتهمين بالمشاركة في التظاهرات احتجاجا على اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد. واعلنت مصادر رسمية الثلاثاء ان اربعة الاف شخص على الاقل اوقفوا في التظاهرات الاحتجاجية اثر اعادة انتخاب احمدي نجاد في 12 حزيران/يونيو، ولا يزال 300 منهم خلف القضبان.

واكد مسؤول في القضاء الايراني في تصريحات بثتها وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ايرنا) الاربعاء ان الموظفة الفرنسية الايرانية نازك افشر "افرج عنها بكفالة" لكن "التحقيق مستمر"، وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته "افرج عن الموظفة في السفارة الفرنسية امس (الثلاثاء) بكفالة لكن التحقيق مستمر".

واعلنت الرئاسة الفرنسية الثلاثاء انه تم الافراج عن افشر الموظفة في المركز الثقافي في السفارة الفرنسية والتي كانت مسجونة في طهران، في مبادرة قد تشير الى احتمال الافراج قريبا عن كلوتيلد ريس الجامعية الفرنسية التي اعتقلت في الاول من تموز/يوليو في طهران.

من جهته، اعلن المدعي العام في طهران سعيد مرتضوي الاربعاء انتهاء محاكمة المدرسة الفرنسية كلوتيلد ريس غير انها لا تزال في السجن، وفق ما نقلت وكالة فارس للانباء. وقال مرتضوي ان "ريس قيد الاعتقال، لكن المحاكمة للنظر في الاتهامات الموجهة اليها انتهت". واضاف ان "اي قرار بشأن اطلاق سراحها بكفالة (...) او بقائها في السجن يعود الى القاضي".

وقال مصدر سياسي إيراني اليوم الأربعاء إن السفارة الفرنسية في طهران طلبت في مذكرة رسمية أرسلتها الى السلطات الايرانية الإفراج عن المواطنة الفرنسية المعتقلة بتهمة التجسّس كلوتيلد ريس، وان السلطة القضائية تدرس القضية لاتخاذ قرار بشأنها.

ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (ارنا) عن مصدر سياسي مطلع قوله ان السفارة الفرنسية في طهران طلبت في مذکرة رسمية أرسلتها الى السلطات الايرانية المعنية الافراج عن کلوتيلد بكفالة، وان يتم النظر في الموضوع.

وأضاف المصدر أن "هذا الموضوع طرح على السلطة القضائية لتتخذ الإجراءات القانونية بهذا الشأن". وكانت إيران أفرجت أمس الثلاثاء عن الإيرانية الفرنسية نازك أفشر الموظفة في السفارة الفرنسية في طهران، فيما أعلن سفير إيران في باريس سيد مهدي مير أبو طالبي ان فرنسا لم تردّ بعد على اقتراح إيراني بشأن الإفراج المشروط عن كلوتيلد ريس شرط بقائها في السفارة الفرنسية في طهران إلى حين انتهاء محاكمتها.

النواب الإيرانيون ينددون بتدخل واشنطن وباريس ولندن

اذ ندد النواب الايرانيون بغالبيتهم الاربعاء بـ"تدخل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في الشؤون الداخلية الايرانية" طالبين من الحكومة اتخاذ اجراءات عملية بحق هذه الدول. وقال النواب في إعلان تلي في مجلس الشورى ان "التصريحات المتسرعة وغير الحكيمة لوزيري الخارجية الفرنسي والاميركي دعما للمسؤولين عن اعمال الشغب التي تلت الانتخابات وتدخلات السفارة البريطانية، انما هي امثلة واضحة على التدخل في الشؤون الداخلية الايرانية".

وتابع النص الذي صادق عليه 215 نائبا من اصل 290 عضوا في مجلس الشورى ان "النواب ينددون بشدة بهذا التدخل الفظ". وطالب الموقعون "الحكومة والرئيس باعادة تحديد العلاقات مع هذه الدول بحيث تعلم ان رد ايران لا يقتصر على مجرد تصريحات".

واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة بذلت جهودا كبيرة "في الكواليس" لدعم المحتجين في ايران، في مقابلة بثتها شبكة سي ان ان الاميركية الاحد.

من جهته اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاثنين ان السفارة الفرنسية في طهران تلقت تعليمات بايواء المتظاهرين الايرانيين "المطاردين" اذا ما طلبوا اللجوء اليها. كذلك تتهم ايران بريطانيا بالتدخل في شؤونها الداخلية.

منظمة العفو الدولية تحث ايران على السماح بحضور مراقبين محاكمات

هذا وحثت منظمة العفو الدولية يوم الاربعاء ايران على السماح لمراقبين دوليين بمراقبة محاكمة أكثر من مئة شخص متهمين بالمشاركة في احتجاجات في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو حزيران.

وقالت ايرين خان أمين عام منظمة العفو الدولية "المحاكمة الجارية حاليا في طهران تبدو وكأنها ليست أكثر من "محاكمة صورية" يسعى من خلالها الزعيم الاعلى ومن حوله لنزع الشرعية عن الاحتجاجات السلمية الحاشدة والسلمية بشكل كبير التي جرت في الاونة الاخيرة واقناع عالم متشكك للغاية بأن محمود أحمدي نجاد أعيد انتخابه بشكل نزيه لفترة رئاسة ثانية."

وأضافت في بيان "ومن ثم من المهم أن يكون هناك تواجد دولي لمتابعة الجلسات في هذه المحاكمة ودعم حقوق المدعى عليهم وأحث السلطات الايرانية على السماح بحدوث ذلك."

وذكرت منظمة العفو الدولي أن مهدي كروبي المرشح المعتدل في انتخابات الرئاسة والذي هزم أمام أحمدي نجاد كشف عن أدلة دامغة بوقوع أعمال تعذيب.

وتتركز العديد من مزاعم التعذيب على مركز اعتقال كهريزاك خارج طهران الذي يعتقد أن الكثير ممن ألقي القبض عليهم بسبب الاحتجاجات نقلوا اليه. وكان الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي أمر باغلاق مركز اعتقال كهريزاك الشهر الماضي "لافتقاره الى المعايير الضرورية" للحفاظ على حقوق السجناء. وقالت السلطات الايرانية ان بعض المحتجين تعرضوا للتعذيب في كهريزاك وقالت ان مديره وضع في السجن.

وقالت منظمة العفو ان التقارير التي وصلتها قبل وقت قصير من اغلاق هذا السجن بنهاية الشهر الماضي وصفته بأنه مكان للمعاناة والوحشية البالغة حيث يحتجز المحتجون في أوضاع مزدحمة وغير صحية ويتعرضون لانتهاكات بشكل مستمر.

ونفى رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني يوم الاربعاء مزاعم كروبي بأن بعض المعتدلين تعرضوا للاغتصاب بعد احتجازهم في الاضطرابات التي اندلعت في أعقاب الانتخابات الرئاسية الايرانية واصفا المزاعم بأن "لا أساس لها من الصحة".

اية الله يزدي: اطاعة احمدي نجاد تعني اطاعة الله
من ناحية أخرى، لا تزال قضية الانتخابات تثير جدلا عارما في الاوساط المعروفة على الساحة الايرانية، اذ اعتبر رجل الدين الايراني المتشدد اية الله محمد تاجي مصباح يزدي ان اطاعة الرئيس محمود احمدي نجاد تعني اطاعة الله. وحذر مصباح يزدي الذي يعتبر المرشد الروحي لاحمدي نجاد المعارضة من السعي الى إضعاف سلطة المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي.

وقال مصباح يزدي بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية الايرانية (ايرنا) "حين ينصب المرشد الرئيس، فان اطاعته تكون بمثابة اطاعة الله"، واتهم مصباح يزدي المعارضة التي رفضت الاعتراف بشرعية الرئيس بالسعي الى إضعاف موقع المرشد الاعلى.

وقال "كان الاعداء يريدون إضعاف هذه الدعامة الاساسية (للجمهورية الاسلامية) او القضاء عليها، وعمل البعض سواء عن قصد او عن غير قصد، على تحقيق هذا الهدف خلال الاحداث الاخيرة".

رضائي: على ايران محاكمة المسؤولين اذا صحت مزاعم الانتهاكات

اما محسن رضائي، احد المرشحين في انتخابات الرئاسة الايرانية، فقال يوم الاربعاء، إنه لابد من محاكمة المسؤولين اذا ثبتت صحة مزاعم عن تعرض محتجزين لانتهاكات بعد القاء القبض عليهم عقب الانتخابات التي أجريت في يونيو حزيران.

ونقلت وكالة العمال الايرانية للانباء شبه الرسمية عن رضائي قوله لمجموعة من نشطاء حقوق الانسان الايرانيين "اذا ثبتت صحة تقاريركم عن سوء المعاملة وانتهاك حقوق المحتجزين والمحتجين فيجب على الاقل فصل كل المسؤولين (عن ذلك) ومحاكمتهم...ويجب اعلان الحداد الوطني."

وثبت المرشد الاعلى رسميا الاسبوع الماضي احمدي نجاد الذي اثارت اعادة انتخابه في 12 حزيران/يونيو حركة احتجاجات واجهتها السلطات بقمع عنيف. واسفرت اعمال العنف بعد الانتخابات وفقا لمصدر رسمي عن مقتل 30 شخصا فيما قال احد مستشاري المرشح الخاسر مير حسين موسوي ان عدد القتلى وصل الى 69.

الرئيس البرازيلي يهنّئ نظيره الإيراني بتجديد ولايته

هذا وتلقى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم الأربعاء برقية تهنئة من الرئيس البرازيلي لويز إناسيو لولا دا سيلفا بمناسبة فوزه بولاية رئاسية جديدة.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) اليوم ان أحمدي نجاد تلقى برقية تهنئة من دا سيلفا، قال فيها الأخير ان البرازيل والجمهورية الاسلامية الايرانية ستعملان خلال السنوات الأربع المقبلة على رفع مستوى التعاون الثنائي على جميع الأصعدة، في ضوء دعم الحوار السياسي وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية.

وعبّر الرئيس البرازيلي عن ثقته بأن زيارة نظيره الإيراني الى البرازيل وکذلك قراره بزيارة إيران، تمثلان خطوة مهمة في تحقيق هذه الأهداف.

برلين تستدعي السفير الايراني مطالبة بالافراج عن السجناء

اعلنت الحكومة الالمانية الاربعاء استدعاء السفير الايراني للمطالبة "بالافراج الفوري عن السجناء" الموقوفين اثر التظاهرات، بمن فيهم الفرنسية كلوتيلد ريس، في اطار تحرك مشترك مع شركائها الاوروبيين.

وقال المتحدث باسم وزير الخارجية الالماني اندرياس بيشكه "استدعينا بالامس (الثلاثاء) السفير الايراني، بعد التنسيق مع شركائنا الاوروبيين، اعرابا مرة اخرى عن مخاوفنا".

وشددت برلين "في شكل خاص على المطالبة بالافراج فورا عن الاشخاص المسجونين في اطار المحاكمات"، وخصت بالذكر الفرنسيتين كلوتيلد ريس ونازك افشر، الموظفة الفرنسية الايرانية في سفارة فرنسا في طهران والتي افرج عنها لاحقا.

وقال بيشكه "انه تحرك سبق ان ناقشناه مع شركائنا الاوروبيين". واضاف ان دولا اوروبية اخرى ومنها السويد، البرتغال وتشيكيا، سبق ان قامت بتحرك مماثل او تنوي ذلك.

توقيف اربعة متمردين سنة في ايران
الى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية اليوم الأربعاء ان أجهزة الأمن اكتشفت شبكة تابعة لجماعة جند الله واعتقلت أربعة من أعضائها. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" عن الوزارة ان "المجموعة الإرهابية " كانت تخطط "لتفجير قنابل في بعض الأماكن المحددة لخلق انقسامات بين المسلمين وخاصة بين السنة والشيعة في اقليم سيستان -بلوشستان ".

وأضافت ان عناصر الاستخبارات في مدينة زاهدان اعتقلت مسؤول "المجموعة الإرهابية وثلاثة من عناصرها"، وأشار المصدر الى ان عناصر الاستخبارات اكتشفوا "كمية كبيرة من المتفجرات والأسلحة والذخائر في وكر المجموعة".

يذكر ان السلطات الإيرانية كانت قد أعلنت عن إعدام عدد من عناصر جند الله خلال الأشهر القليلة الماضية ،اتهموا بالضلوع في تفجير مسجد في مدينة زهدان، عاصمة إقليم سيستان وبلوشستان، حيث ينتمي غالبية السكان للأقلية السنية.

وتتهم جماعة جند الله بتنفيذ عمليات مسلحة كثيرة في السنوات الاخيرة، وهي تبنت العملية الانتحارية التي اسفرت في 28 ايار/مايو عن مقتل 25 شخصا في مسجد شيعي في زاهدان، وفي منتصف تموز/يوليو اعدم 13 عنصرا من الجماعة شنقا في زاهدان.

وتضم ايران 71 مليون نسمة اكثر من 90% منهم من الشيعة، وتحوي ولاية سيستان بلوشستان الواقعة على الحدود المشتركة مع باكستان وافغانستان، التي تشكل زاهدان كبرى مدنها، اغلبية سنية، وهذه الولاية هي الاقل امانا في ايران بسبب وجود المتمردين وكذلك مهربي المخدرات.