السودان ينفي مد قبائل جنوبية بالسلاح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم: نفت الحكومة السودانية الاتهامات بأن شمال البلاد هو مصدر السلاح المستخدم في الاشتباكات التي دارت في الجنوب في الآونة الأخيرة. وقال وزير الدولة السوداني للشؤون الإنسانية عبد الباقي جيلاني ان وراء تلك الاتهامات دوافع سياسية. يذكر ان اكثر من مئة وثمانين شخصا، معظمهم من النساء والاطفال، راحوا ضحية القتال الذي دار مطلع الشهر الجاري بين جماعتين قبليتين.
وقد اكدت مسؤولة رفيعة المستوى في الامم المتحدة أمس ان جنوب السودان، وهي منطقة شاسعة تشهد نزاعات قبلية، يواجه "عجزا غذائيا هائلا". وقالت رئيسة العمليات الانسانية للامم المتحدة في جنوب السودان ليز غراند ان الموسم الزراعي الصيفي في جنوب السودان كان قليل الانتاجية بسبب تأخر الامطار ما قد يؤدي الى استمرار العجز الغذائي الى شهر تشرين الاول/اكتوبر المقبل.
ويأتي ضعف الحصاد هذا العام في ظل اشتباكات بين القبائل المتنازعة في جنوب السودان ادت الى مقتل اكثر من الفي شخص ونزوح الاف اخرين خلال الاشهر الاخيرة. واعربت الامم المتحدة اخيرا عن قلقها من هذا العنف، مؤكدة ان عدد ضحاياه يتجاوز الان عدد ضحايا النزاع في اقليم دارفور بغرب السودان الذي يشهد حربا اهلية منذ ست سنوات.
واعربت غراند في مؤتمر صحافي عقدته في الخرطوم عن قلقها من الوضع في جنوب السودان، مشيرة الى ان "هجوما يقود الى اخر وهناك دائرة مفرغة من العنف القبلي". واوضحت ان استعدادات تجري لمعارك جديدة قرب بيبور في منطقة قناة جونقلي بعد تلك التي وقعت الاسبوع الماضي واوقعت 30 قتيلا على الاقل في منطقة واراب.
وبسبب انعدام الامن وصعوبة الوصول الى القرى النائية التي عزلتها الامطار، بات هناك صعوبات في نقل المساعدات الانسانية الى النازحين الذين فروا من قراهم هربا من المعارك القبلية، والى اولئك الذين يعتمدون على الحصاد للبقاء على قيد الحياة.
واكد مسؤولة الامم المتحدة ان "جنوب السودان يواجه عجزا غذائيا هائلا". ودعت الدول المانحة الى زيادة مساعداتها والمنظمات غير الحكومية غير العاملة في هذه المنطقة الي النظر في امكان الوجود فيها. وكانت الامم المتحدة طلبت 412,5 مليون دولار من اجل تمويل العمليات الانسانية خلال العام 2009 في جنوب السودان، وهي منطقة ما زالت تعاني من اثار الحرب الاهلية التي عصفت بها طوال 22 عاما (1983-2005).
ولكن الدول المانحة قدمت 60 مليون دولار فقط منذ مطلع العام لتمويل هذه المساعدات التي لا تندرج فيها العمليات العاجلة التي يقوم بها برنامج الغذاء العالمي في حالات الطوارىء. وخفضت الامم المتحدة والمنظمات غير الانسانية العاملة في جنوب السودان تاليا موازنتها لهذا العام الى 85 مليون دولار، وهو مبلغ يستهدف فقط تامين الحد الادنى من الحاجات الغذائية للسكان الاكثر تعرضا للخطر.
وشددت غراند على ان "حكومة جنوب السودان (التي تتمتع بوضع اشبه بحكم ذاتي) ووكالات الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ليست لديها الامكانات اللازمة" لتغطية الحاجات الانسانية في جنوب السودان. وقالت مسؤولة الامم المتحدة "يفترض ان تكون هناك عشر منظمات غير حكومة في كل من اقاليم جنوب السودان العشرة ولكن ليس هناك الا منظمتين اثنتين كمعدل وسطي". وتعمل منظمات غير حكومية عديدة في اقليم دارفور ولا يحظى جنوب السودان بالاهتمام نفسه. واضافت "هناك اهتمام كبير بدارفور وهو مبرر، ولكن جنوب السودان يستحق اكثر بكثير مما يحصل عليه".