مبعوث أميركي يبحث مع المعلم تطورات عملية السلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دمشق: بحث مساعد المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام في المنطقة فريدريك هوف اليوم مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وبخاصة اخر تطورات العملية السلمية في المنطقة في ضوء الجهود الأميركية لاحياء هذه العملية على كافة المسارات. وقال بيان رسمي سوري ان محادثات هوف مع المعلم تناولت العلاقات السورية الثنائية بين سوريا والولايات المتحدة الأميركية وافاقها المستقبلية.
وكان هوف قد شارك أمس في محادثات مع مسؤولين عسكريين وسياسيين سوريين حول الوضع الأمني في العراق ومدى كفاية الإجراءات السورية فيما يتعلق بتسلل المقاتلين الأجانب إلى العراق عبر الحدود السورية ـ العراقية، وعدد من التفاصيل المتعلقة بالأمن والتعاون بين الجانبين في هذا الملف. ووصف دبلوماسيون غربيون في العاصمة السورية دمشق المحادثات بـ "الجيدة"، وأشاروا إلى أن هذا اللقاء "لن يكون الأخير من نوعه" بين الجانبين، معربين عن قناعتهم بأن الطريق "ليس قصيراً للوصول إلى اتفاق يقنع الطرفين ويلبي توجهاتهما" حسب تعبيرهم.
ولم يعلن أي من الجانبين رسمياً عن نتائج المحادثات وطبيعتها، أو عن تفاصيل الملف الأمني الذي يبحثانه. إلا أن مصادر دبلوماسية أشارت إلى أن المباحثات تناولت "تفاصيل عديدة لها علاقة بالأمن في العراق" وفق قولهما.
ووفقاً للمصادر الدبلوماسية فإن الجانبين ناقشا فعالية الخطوات التي تتخذها سورية لضبط حدودها مع العراق، ووقف التسلل عبر الحدود البرية السورية ـ العراقية، ودخول المقاتلين الأجانب عبر المعابر البرية والمطارات، كما ناقشا موقف سورية من المقاومة العراقية، وعلاقتها ببعض الأطراف العراقية المتشددة والأصولية، ونشاط أعضاء من حزب البعث العراقي في سورية، فضلاً عن الاطلاع على المقاربة السورية التي تقترحها في سياق تأكيدها على قدرتها على تسهيل مهمة جلاء القوات الأميركية من العراق.
وتأتي زيارة الوفد الأميركي إلى سورية في سياق التعاون حول عدد من قضايا المنطقة، وفي فترة تشهد فيها مناطق مختلفة في العراق هجمات إرهابية هي الأسوأ التي شهدها العراق منذ انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية في 30 حزيران/ يونيو الماضي.
وتطالب الولايات المتحدة سورية بتغيير سياستها ودورها تجاه العراق، وتتهمها بتسهيل مهام الجماعات الإرهابية، كما ترى فيها تهديداً محتملاً لأمن واستقرار العراق، الأمر الذي تنفيه سورية وتؤكد على أنها تقوم بما يتوجب عليها وما تستطيعه في هذا المجال، وتؤكد على لسان كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين فيها على أنها تلتزم العمل من أجل عراق موحد مستقر وآمن.
وكانت سورية قد بدأت خلال العام الجاري تغيير سياساتها تجاه بعض الملفات، كان آخرها على صعيد علاقتها بالعراق قيام رئيس الوزراء السوري بزيارة بغداد على رأس وفد وزاري ضخم لتحسين العلاقات بين البلدين وخاصة الاقتصادية منها، كما وقعت على اتفاقية أمنية مع الحكومة العراقية. وأول أمس أدانت سورية بشدة التفجيرات الإرهابية في بغداد والموصل التي استهدفت مواطنين عراقيين وأسفرت عن مقتل أكثر من 50 شخصاً مؤكدة دعمها لأمن العراق واستقراره. يشار إلى أن العلاقات بين سورية والولايات المتحدة شهدت تطوراً ملحوظاً في الأشهر الأربع الماضية، منذ استلام أوباما الحكم، في مسعى أميركي لتليين السياسة السورية ورغبة سورية في إنهاء العزلة التي أثرت عليها سياسياً واقتصادياً.