غزة.. الإنقسام والحصار يمنعان الآلاف من العودة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يوسف صادق من غزة: تعود المغتربون الفلسطينيون على زيارة أهلهم وأقاربهم صيف كل عام، لكن الأعوام الثلاثة وما تخللها من أحداث كانت كفيلة لأن تمنع هؤلاء الناس من زيارة قطاع غزة أو إستثمار ما أدخروه من أموال في شراء منازل لهم أو بنائها.
وبدا شوق أم حسين (71 عامًا) لرؤية إبنتها هدى وأسرتها التي تقيم في المملكة العربية السعودية، أكثر إشتياقًا عن السنوات الماضية. وقالت المسنة لـ"إيلاف": "أخشى الموت قبل أن أرى إبنتي وأولادها، فهذه السنة الرابعة التي لم أرها. كما ويصعب عليّ محادثتها هاتفيًا، نظرًا لمشاكل السمع عندي".
وتعيش هدى وأولادها الخمسة في العاصمة السعودية الرياض منذ عقدين ونيّف. لكنها كانت تزور والدتها كل عامين. وخشيت هدى، بحسب والدتها أم حسين، "عدم مقدرتها على العودة إلى الرياض بسبب الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر".
وأثّر الإنقسام وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة، قبل أكثر من عامين، على مجريات حياة الفلسطينيين في الداخل والخارج بشكل كبير. وخلا تقريبًا قطاع غزة من آلاف الأسر الغزية التي تشكل في مجملها عماد السياحة والنشاط الإقتصادي للمنطقة.
وأكد عبد القادر صلاح (57 عامًا) أنه إضطر لإقناع إبنه عمر الذي يدرس في الجزائر، بعدم العودة لغزة "لحين إنتهائه من تعليمه الجامعي". وقال صلاح "باقي له سنة دراسية واحدة، ولا أضمن له فتح المعبر بحرية وعودته للدراسة وإنهاء سنته الدراسية الأخيرة. لذلك شرحت له بالتفصيل الوضع السائد في غزة، وأقنعته بالبقاء في الجزائر لحين إكمال دراسته".
ومع هذا، والقول لوفاء، والدة الطالب، "فأنا متلهفة له ولرؤيته أكثر من أي وقت. وأضافت "لو الأمر بيدي لما جعلته يغترب عن عيني، ولكن المشكلة فوق طاقتنا جميعًا، ولهذا فأنا أتواصل معه عبر الإنترنت يوميًا".
وينتظر اغلب أهالي قطاع غزة ذويهم المغتربين صيف كل عام ليقضوا معًا بعض الوقت في حضن وطنهم. لكن الظروف المختلفة الداخلية والإقليمية، أدخلت هؤلاء المغتربين في أتون المعركة بشكل غير مباشر. فيما يبدو أن معاناتهم تلك لن تتوقف عند هذا الحد في ظل إستمرار الإنقسام والحصار معًا.
وكما باقي المتلهفين لأحبائهم تنتظر المسنة أم يوسف يعقوب (65 عامًا) حلاً للوضع القائم، لتتمكن من رؤية أولادها الثلاثة الذين يعملون في دولٍ خليجية مختلفة. وقال أم يوسف لإيلاف "كنت سعيدة جدًا عندما كانوا يأتون لغزة هم وأولادهم، ونقضي معاً أجمل فترة في وجودهم. لكنهم الآن لن يستطيعوا المجيء إلى هنا خوفًا من عدم تمكنهم من العودة مرة أخرى، وتضيع عليهم فرص عملهم وتعليم أطفالهم".
ولم يقتصر الإشتياق لرؤية هؤلاء المغتربين عند أهليهم وذويهم. فمحمد بصل، صاحب محل لبيع الملابس وسط مدينة غزة، قال لإيلاف "في وجودهم تنشط حركة البيع بشكل قوي جداً". ويرى بصل أن صيف السنوات الثلاثة الماضية مختلفا تماماً لأصحاب المحلات التجارية، خاصة وأن المغتربين ينزلون إلى الأسواق ويشترون العديد من الحاجيات والهدايا مما يسهم في دعم الاقتصاد في قطاع غزة.
وقال إسلام شهوان الناطق بإسم شرطة غزة أنهم يأملون بتحسن الوضع أكثر في السنوات القادمة. وأضاف لإيلاف "جميعنا يدرك حجم هذا الإشتياق والحنين للوطن، لكن الحصار علينا أثر بطبيعة الحال على فلسطينيي الخارج وغزة على حدٍ سواء".
واعتبر شهوان أن فتح معبر رفح البري بين الأراضي الفلسطينية والمصرية سيساهم بتخفيف أعباءً كثيرة عن هؤلاء المغتربين، خاصة في فصل الصيف والإجازات" وقال "أتمنى أن تدرك القيادة المصرية حاجة الفلسطينيين في فتح المعبر الوحيد الذي يدخل من خلاله أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة".
وإعتبر الطالب محمود عبد ربه أن سكان غزة كأنهم داخل سجن. وقال "لا نختلف كثيراً عن الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، فنحن مطالبون بالعيش تحت كافة الظروف، حتى لو قطعوا عنا الكهرباء أو الماء أو منعوا عنا السلع والمواد الضرورية".
وأضاف عبد ربه " زيارة الأقارب ولم شمل العائلات الفلسطينية في الشتات والداخل لا يمكن فصلها عن المشاكل التي يعاني منها الفلسطينيون، ويجب العمل على حلها، بالتوازي مع إنتهاء حالة الإنقسام التي تسعى كافة الأطراف لإنهائها".
وتبقى قضية المغتربين وحنين ذويهم لرؤيتهم، مشكلة ضمن المشاكل العالقة بين الفلسطينيين أنفسهم نتيجة الإنقسام الذي حصل بينهم. لكنها سرعان ما تنتهي تلك المشكلة بعودة الفصائل الفلسطينية للوحدة والعمل على فك الحصار. إلا أن السؤال يبقى دومًا. إلى متى ستبقى غزة تعاني ويلات القهر بكافة أشكاله، بما في ذلك بعد الأحبة؟
التعليقات
اسلام شهوان و وزارة
هيام -اسلام شهوان و داخليتة يقومون بعملية تبديل الاسماء باسماء اخرين موالية لهم او حصلوا على رشوة مالية من هذا الشخص و يسافر بنقس اللحظة اما الشخ الذى قدم من فترة طويلة للسفر يذهب اسمو ادراج الرياح .و شهود عيان بل من المسافرين اكدوا ذلك و انا منهم حيث انتظر السفر منذ اكثر من سنة .
اسلام شهوان و وزارة
هيام -اسلام شهوان و داخليتة يقومون بعملية تبديل الاسماء باسماء اخرين موالية لهم او حصلوا على رشوة مالية من هذا الشخص و يسافر بنقس اللحظة اما الشخ الذى قدم من فترة طويلة للسفر يذهب اسمو ادراج الرياح .و شهود عيان بل من المسافرين اكدوا ذلك و انا منهم حيث انتظر السفر منذ اكثر من سنة .
الانقسام وحصار غزة
د محمود الدراويش -يشعر الكثير من الفلسطينيين بمرارة وحزن والم سواء اكانوا تحت الاحتلال ام في المنافي ومخيمات الشتات ,ويتعامل الكثيرون معهم باعتبارهم اصحاب جدار هابط او مائل , فيحلوا لهم اذلالهم والاساءة اليهم وتعقيد اجراءاتهم ايا كان نوعها ,ويتعذب الفلسطينيون ويتلوون قهرا وغبنا والما بصمت وهدوء ويبلعون ويكتمون غيظهم, اذ لا سبيل لهم لتغير ما لا تحتمله الجبال من اسى وسوء , المحتل لا يبخل عليهم بكل اشكال وفنون واساليب التضييق والاضطهاد والضغط والاذى والتعذيب ويعرف الفلسطيني ان هذا قدره مع محتل قاتل مجرم ويعرف ان هذا امرا عاديا ومتوقعا, فالعلاقة مع المحتل علاقة حياة اوموت وعلاقة وجود وبقاء ,ولا يتردد المحتل في ابداع وتجريب اساليب نفسية رهيبة ومؤذية تخدم بقاءه وتهدف الى تركيع الفلسطينيين واستسلامهم وفرض شروطه عليهم, انها معركة بقاءه. و مع هذا لم تجدي دمويته ووحشيته وكل الاعيبه وحيله ودهاءه غي ثني الفلسطينين او مسحهم عن خارطة المنطقة ولن ينجح , فقد استهلك وجرب واستنفذ كل الوسائل والادوات ,والعدو رغم قوته وجبروته العسكري ودعم الغرب له وفشل وسلبية العالم العربي , فانه في حالة مرضية وان المعركة وهزيمته هي مسالة وقت وعذاب وصبر وعمل وتضحية ووعي , لن ينجح المحتل وسيجد انه ارتكب خطا رهيبا بحق مواطنيه حين غرر بهم بالهجرة واقامة دولة لهم على ارض ووطن ليست ارضهم او وطنهم وعلى حساب حقوق شعب آخر , لن يكتب لهذه الدولة الاستمرار والامن والبقاء ولن يكون بامكان المحتلين عقد اتفاقات في المستقبل مع العرب ,وبمرور الوقت تقترب ساعة الحقيقة ومنطق التاريخ وقوة الحق بعودة الفلسطينيين الى ديارهم واقامة دولتهم العربية لتدور عجلة التاريخ والبناء من جديد . كثير من الاسرائيليين مقتنعون بهزيمتهم وانتهاء مشروعهم الذي خلا من اي منطق وضمير وخلق وانسانية وهم لهذا يبحثون عن حلول وسط واية اجراءات توئمن لهم بقاءا وهدوءا, وثمة مجموعات اخرى متطرفه يتملكها هوس ديني وغشاوة مميتة لتجربة انتصاراتهم السابقة وغطرسة القوة والمال والسلاح من كل نوع , وهؤلاء هم مقتل الاسرائيليين الحقيقين وسياخذوا هذه الدولة عاجلا ام آجلا الى قدرها المحتم وهزيمتها النهائية , ان صعود اليمين المتطرف الى سدة الحكم في اسرائيل هو دلالة اكيدة وردة فعل لحالة قلق الوجود وهوس البقاء الذي يشعر به كل صهيوني , انهم يتعلقون بحبل من هواء وهو ورقتهم الاخيرة ,
الانقسام وحصار غزة
د محمود الدراويش -يشعر الكثير من الفلسطينيين بمرارة وحزن والم سواء اكانوا تحت الاحتلال ام في المنافي ومخيمات الشتات ,ويتعامل الكثيرون معهم باعتبارهم اصحاب جدار هابط او مائل , فيحلوا لهم اذلالهم والاساءة اليهم وتعقيد اجراءاتهم ايا كان نوعها ,ويتعذب الفلسطينيون ويتلوون قهرا وغبنا والما بصمت وهدوء ويبلعون ويكتمون غيظهم, اذ لا سبيل لهم لتغير ما لا تحتمله الجبال من اسى وسوء , المحتل لا يبخل عليهم بكل اشكال وفنون واساليب التضييق والاضطهاد والضغط والاذى والتعذيب ويعرف الفلسطيني ان هذا قدره مع محتل قاتل مجرم ويعرف ان هذا امرا عاديا ومتوقعا, فالعلاقة مع المحتل علاقة حياة اوموت وعلاقة وجود وبقاء ,ولا يتردد المحتل في ابداع وتجريب اساليب نفسية رهيبة ومؤذية تخدم بقاءه وتهدف الى تركيع الفلسطينيين واستسلامهم وفرض شروطه عليهم, انها معركة بقاءه. و مع هذا لم تجدي دمويته ووحشيته وكل الاعيبه وحيله ودهاءه غي ثني الفلسطينين او مسحهم عن خارطة المنطقة ولن ينجح , فقد استهلك وجرب واستنفذ كل الوسائل والادوات ,والعدو رغم قوته وجبروته العسكري ودعم الغرب له وفشل وسلبية العالم العربي , فانه في حالة مرضية وان المعركة وهزيمته هي مسالة وقت وعذاب وصبر وعمل وتضحية ووعي , لن ينجح المحتل وسيجد انه ارتكب خطا رهيبا بحق مواطنيه حين غرر بهم بالهجرة واقامة دولة لهم على ارض ووطن ليست ارضهم او وطنهم وعلى حساب حقوق شعب آخر , لن يكتب لهذه الدولة الاستمرار والامن والبقاء ولن يكون بامكان المحتلين عقد اتفاقات في المستقبل مع العرب ,وبمرور الوقت تقترب ساعة الحقيقة ومنطق التاريخ وقوة الحق بعودة الفلسطينيين الى ديارهم واقامة دولتهم العربية لتدور عجلة التاريخ والبناء من جديد . كثير من الاسرائيليين مقتنعون بهزيمتهم وانتهاء مشروعهم الذي خلا من اي منطق وضمير وخلق وانسانية وهم لهذا يبحثون عن حلول وسط واية اجراءات توئمن لهم بقاءا وهدوءا, وثمة مجموعات اخرى متطرفه يتملكها هوس ديني وغشاوة مميتة لتجربة انتصاراتهم السابقة وغطرسة القوة والمال والسلاح من كل نوع , وهؤلاء هم مقتل الاسرائيليين الحقيقين وسياخذوا هذه الدولة عاجلا ام آجلا الى قدرها المحتم وهزيمتها النهائية , ان صعود اليمين المتطرف الى سدة الحكم في اسرائيل هو دلالة اكيدة وردة فعل لحالة قلق الوجود وهوس البقاء الذي يشعر به كل صهيوني , انهم يتعلقون بحبل من هواء وهو ورقتهم الاخيرة ,