أخبار

الناخبون الأفغان يبدأون الإدلاء بأصواتهم وسط مخاوف أمنية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كابول، عواصم: فتحت مراكز الإقتراع أبوابها صباح اليوم الخميس في أفغانستان للإنتخابات الرئاسية، الثانية في تاريخ البلاد، وانتخابات مجالس الولايات، ودعي حوالى 17 مليون أفغاني للادلاء بأصواتهم في ستة آلاف مركز إقتراع يؤمن حمايتها 300 ألف عنصر من القوات الافغانية والاجنبية وضعوا في حالة استنفار قصوى تجاه التهديدات بشن هجمات من قبل حركة طالبان التي كثفت خلال الايام الماضية هجماتها خصوصًا في كابول نفسها.

وهي ثاني انتخابات رئاسيةتشهدها البلاد بعد تلك التي جرت في 2004، في ظل تهديدات اطلقتها طالبان واشاعات بالتزوير واصرار الحكومة الافغانية على انجاح العمل الانتخابية اذ هددت بطرد المراسلين الاجانب واغلاق وسائل الاعلام المحلية التي لن تلتزم قرارها حظر نقل انباء عن اعمال عنف تقع الخميس.

وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة 7,00 (2,30 تغ) وستقفل عند الساعة 16,00 (11,30 تغ).وسيختار الناخبون رئيسًا من بين 41 مرشحًا للرئاسة و420 ممثلاً عنهم من اصل 3196 مرشحًا في مجالس الولايات الـ43 والبرلمانات المحلية التي تقوم بدور صلة الوصل بين الحكومة في كابول والشعب.

وقال مصدر شرطة حسب وكالة رويترز إن قوات الشرطة الافغانية تبادلت اطلاق النار يوم الخميس مع ثلاثة أشخاص يشتبه أنهم مهاجمون انتحاريون من طالبان احتلوا مبنى في شرق العاصمة الافغانية كابول، وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد ان ثلاثة من اعضاء طالبان مشاركون في الهجوم في اطار خطتهم لتعطيل انتخابات الرئاسة الافغانية.

الى ذلك، وقعت هجمات متفرقة على البلدات الافغانية يوم الخميس في الوقت الذي فتحت فيه مراكز الاقتراع أبوابها،وقالت السلطات وشهود عيان قالوا ان صواريخ اطلقت على مدن في ولايت قندهار وغزنة وهلمند في الجنوب وننغرهار وكونار (شرق)، وقال احد السكان ان خمسة اشخاص جرحوا في كونار.

ومع انهم لا يستطيعون مواجهة القوات الافغانية والدولية بشكل مباشر، يمكن للمتمردين عن طريق هجمات محددة الاهداف، تخويف الناخبين والتسبب في امتناعهم عن التصويت مما يؤثر على مصداقية الانتخابات. وأغلقت المحال التجارية والمكاتب أبوابها ونظمت دوريات اضافية للشرطة لتفتيش السيارات في شوارع كابول.

وفي كابول، اصطف عشرات الاشخاص امام مراكز اقتراع، حسبما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس. وفي بعض المراكز يمر الناخبون تحت بوابات امنية قبل الدخول، وقال نور امين (22 عامًا) الذي يعمل في شركة خاصة "انها المرة الثانية التي ادلي فيها بصوتي. وصلت في وقت مبكر لانها الطريقة الوحيدة لاحلال السلام في البلاد".

وترجح استطلاعات الرأي فوز الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي الذي تولى السلطة نهاية العام 2001 بدعم من الولايات المتحدة ثم انتخب رئيسا عام 2004. ولكن قد يضطر، حسب المحللين، الى خوض جولة ثانية من الانتخابات ضد وزير خارجيته السابق عبدالله عبدالله.

وعشية الانتخابات عززت قوات الأمن الأفغانية وجودها في شوارع كابول، في وقت قتل 6 جنود اميركيين ماقد يجلع شهر اب من اكثر الاشهر دموية للقوات الاميركية منذ توغلها عام 2001.

حميد كرزاي يدلي بصوته

هذا وادلى الرئيس الافغاني حميد كرزاي بصوته في انتخابات الرئاسة والولايات في افغانستان اليوم الخميس في كابول، وادلى كرزاي بصوته بعد حوالى نصف ساعة من فتح مراكز الاقتراع في مدرسة ثانوية للذكور قرب القصر الرئاسي المحصن.

وكان قد صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية الجنرال زاهر عظيمي بأن هناك نحو300 ألف عنصر من القوات الأفغانية والدولية على أهبة الاستعداد مؤكدًا سيطرتهم على كل الشوارع والطرق السريعة، مع توفير الحماية للناخبين بوساطة القوات البرية والجوية.

ويؤكد الافغان الذين ترعرع كثيرون منهم وسط اعمال العنف، استعدادهم لتحدي الموت من اجل الادلاء باصواتهم بعدما عايشوا اول حملة انتخابية حقيقية في تاريخهم، لكنهم يشككون في قدرة رئيسهم المقبل على ارساء السلام في بلادهم. وامام الناخبين المسجلين اختيار مرشحهم بين متنافسين معروفين ابرزهم الرئيس المنتهية ولايته والمرجح للفوز حميد كرزاي ووزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله ووزير المالية السابق اشرف غاني وحتى النائب رمضان بشاردوست.

وقد كلف نحو 250 الف مراقب 10% منهم فقط مستقلون، الاشراف على الانتخابات. وهؤلاء المراقبون و90% منهم منتدبون من قبل المرشحين او الاحزاب السياسية ومعظمهم افغان، سينتشرون في مراكز التصويت البالغ عددها ستة الاف او سبعة الاف والمفترض ان تفتح ابوابها الخميس بحسب السلطات.

وقالت امينة وهي ارملة في الخامسة والثلاثين من عمرها وتقيم في مدينة قندهار (جنوب) التي شهدت العديد من هجمات المتمردين ان "هناك شائعات مفادها ان مقاتلي طالبان سيهاجمون الانتخابات".واكدت "قد اموت لكني ساصوت رغم ذلك. فاني لست افضل من الاخرين، ساقدم على المجازفة".

وبالرغم من ان المتمردين لم يقتلوا من قبل مثل هذا العدد الكبير من الجنود الاجانب والمدنيين منذ 2001 وان كانت افغانستان لا تزال تعد خامس افقر بلد في العالم، فان الحريات تقدمت فيها بشكل ملحوظ منذ سقوط نظام طالبان المتشدد قبل قرابة ثماني سنوات. وقد فتح الاقتصاد امام الاستثمارات الاجنبية كما عمم التلفزيون والاذاعة وانتشرت الهواتف المحمولة في المدن فيما عاد ملايين اللاجئين الى بلادهم.

ورأى فاضل علي فرزيل الذي يحمل اجازة في العلوم السياسية من جامعة قندهار في تصريح لوكالة فرانس براس ان "الانتخابات من المبادئ الاساسية في الديمقراطية وضرورية. نعم هناك مشاكل لكن اعتقد ان الافغان سيصوتون". وقال "سيكون هناك مشاكل في بعض الاماكن لكن ليس في كل مكان. في نهاية الامر التفجيرات والاعتداءات الانتحارية وعمليات القتل ليست امرًا جديداً فالناس اعتادوا عليها".

وعلى الرغم من تهديدات طالبان بشن هجمات التي قد تؤدي الى نسبة امتناع كبيرة عن التصويت، عاشت افغانستان هذا الصيف اول حملة انتخابية حقيقية في تاريخها. فقد عقد المرشحون الرئيسون مع الاف الانصار تجمعات حاشدة وشاركوا في مناظرات متلفزة وجابوا بلا كلل ارجاء البلاد، اكثر بكثير مما فعلوه في انتخابات 2004 و2005.

وقال حبيب الله (25 عامًا) وهو بائع ملابس في كابول بدون ان يكشف عن خياره "ان جميع من اراهم مهمون لانهم يتحدثون جميعًا عن مصلحة البلاد والامن واعادة بناء افغانستان". واكد كمال الدين "ساعطي صوتي لمن يخدم البلاد والشعب، أكان افغانيا اوزبكيا او طاجيكيا" (الاقليات المحلية). لكن هذا المزارع البالغ من العمر 75 عامًا والذي يزور العاصمة "لا يرى احدا صالحا في الوقت الحاضر... لانهم جميعا يطلقون الوعود لكنهم لا يفون بها".

وان كان كثيرون من الافغان يعتبرون التصويت واجبا، فان اخرين يرون دواعي فعلية للامتناع عن التصويت، بدون ان تساورهم اوهام بشأن قدرة الشعب على تطوير مجتمع ينخره الفساد والمحاباة فيما تتزايد المخاوف من عمليات تزوير انتخابية.

واكد سعيد احمد شاه (57 عامًا) الذي يعمل في محل للادوات المنزلية "لن اصوت. فلمن اصوت؟ هذا لا ينفع بشيء. لا يوجد اي مرشح يهتم بالامة والبلاد". واضاف منددا ان "المال الذي انفق خلال الحملة كان الاولى بهم توزيعه على الفقراء. لكنهم يسافرون دوما في سيارات رباعية الدفع فخمة".

وكانت حركة طالبان قد أعلنت قبل أسبوعين مقاطعة الانتخابات وقالت إنها ستعيق حركة المرور في جميع الطرق في أفغانستان في محاولة لمنع الناخبين من الوصول إلى مراكز الاقتراع. وأعلنت سلطات الأمن الأفغانية وحلف الناتو وقف العمليات الهجومية الخميس من أجل التركيز على حماية الناخبين. وقال عظيمي على الرغم من أننا سننفذ الأمر بوقف الهجمات العسكرية، فإن قواتنا المسلحة سترد بقوة على أي هجوم يشنه الأعداء.



كي مون يدعو الأفغانيين للمشاركة بكثافة

وكان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون قددعا الشعب الأفغاني للتوجه الى صناديق الاقتراع بكثافة، واعتبر في بيان مسألة مشاركة الشعب الافغاني في هذه الانتحابات من شانه أن يسهم في تعزيز المؤسساتها الديمقراطية في البلاد وفي التزام الشعب الأفغاني في تحقيق السلام والإزدهار لبلده ..وحث كافة المرشحين ومناصريهم والمراقبين الدوليين والوطنيين على المساهمة في ضمان سير العملية الانتخابية بنجاح ومن دون حوادث.

على صعيد آخر أعرب بان كي مون عن حزنه العميق لنبأ مقتل اثنين من الموظفين الأفغان العاملين مع بعثة الأمم المتحدة وإصابة ثالث في هجوم انتحاري في كابول في وقت سابق من أمس. وقد أسفر هذا الهجوم عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة عدد أكبر من المدنيين.ودعا الرئيس المنتهية ولايته والمرشح الاوفر حظا للفوز في الاقتراع الرئاسي الافغان الى "الادلاء باصواتهم ليقرروا مصيرهم". وقد ادلى عدد من المسؤولين الافغان باصواتهم مع كرزاي، بينهم خصوصا وزير الخارجية رانجين دادفار سبانتا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف