أخبار

القضاء المغربي يدخل بعد العطلة على ملفات ساخنة للقاعدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء:إستأنفت غرفة الجنايات الإستئنافية المكلفة بقضايا الإرهاب في ملحقة محكمة الاستئناف في سلا جلساتها، اليوم الاثنين، بعد العطلة القضائية، بملفات ساخنة أبطالها متهمون نسجوا علاقات وثيقة مع قياديين في "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، بهدف التنسيق معهم لتنفيذ اعتداءات بعد إخضاعهم لتدريبات في معسكراتهم. وتأتي في مقدمة الخلايا، التي سيفتح القضاء المغربي ملفاتهم اليوم، مجموعة فاس والناظور، التي اتهمت بالتخطيط لاعتداءات إرهابية تستهدف مبنى البرلمان الأوروبي، الذي يطلق عليه "أكابريس دي ديوه"، وفندق شيراتون في بروكسيل في بلجيكا.

وسبق للمحكمة أن أصدرت في حق متهمي هذه المجموعة، المكونة من 11 شخصا ويتزعمها مغربي مقيم في بلجيكا، أحكاما تراوحت بين سنتين وثماني سنوات. ووجهت لهؤلاء، من بينهم المتهم الرئيس لحبيب (ب)، تهم "تكوين عصابة إجرامية للإعداد والقيام بأعمال إرهابية تهدف إلى المس الخطر بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف والمس بالمقدسات، والتحريض على القيام بأعمال إرهابية، وعقد اجتماعات عمومية بلا تصريح مسبق".

وانطلق رصد هذه الشبكة منذ سنة 2007، بعد أن توصلت السلطات الأمنية إلى معلومات دقيقة حصلت عليها من خلال التحقيق مع متهمين ينشطون في جماعات إرهابية تربطهم صلات وثيقة بتنظيمات متطرفة في الخارج، من بينها القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن. وتشير التحريات إلى أن لهذه الشبكة المفترضة علاقة بفروع لتجنيد متطوعين نحو العراق ومعسكرات " تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " في الجزائر، مشيرة إلى أنه حجز لدى بعض أفرادها أجهزة كومبيوتر ووثائق مزورة.

وذكرت أن عنصرين على الأقل من أفراد الخلية تلقيا في معسكرات تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" دروسا في تقنيات استعمال السلاح وتقنيات التجسس والاتصال فضلا عن تطوير تقنيات صنع القنابل، وذلك لتأهيلهما لتنفيذ أعمال إرهابية بالمغرب أوتسفيرهما إلى العراق، حيث كانت بعض العناصر من هذه الخلية تتسلل بين الفينة والأخرى عبر الحدود المغربية الجزائرية وكانت على اتصال مستمر بمقاتلي الجماعة السلفية للدعوة والقتال.

وفي الأسبوع المقبل، ستكون غرفة الجنايات مع ملفات إرهاب، تحمل الشيء الكثير، منهما قضية خلية "فتح الأندلس"، التي خططت لضرب ثكنة عسكرية في ضواحي مدينة مراكش جنوب البلاد، وموقع للمناورات العسكرية المغربية الأميركية في طانطان. وذكرت مصادر أن "فتح الأندلس" خططت لخطف سياح أجانب والمطالبة بفدية، على غرار العمليات التي يقوم بها تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". كما ينظر، في الأسبوع نفسه، في ملف شبكة خططت لمهاجمة مصالح يهودية في المملكة. ويتعلق الأمر بخلية "المرابطون الجدد"، التي تتكون من 8 أشخاص ينتمون إلى السلفية الجهادية، وكانوا يعدون أيضا لمهاجمة أجهزة الأمن المغربية.

من جهة أخرى، سيشرع قاضي التحقيق في ملحقة محكمة الاستئناف في استنطاق (تفصيليا) خلية "أبو ياسين"، التي تنشط بين إسبانيا والمغرب، والتي أودع 12 من الواردة أسماؤهم ضمنها السجن، من بينهم عميد شرطة وضابط ودركي، الذين توبعوا بتهم "التزوير في محرر رسمي، والارتشاء، وإفشاء السر المهني". وتشير التحقيقات إلى أن عناصر هذه الخلية، التي يترأسها الملقب بأبي ياسين، المحكوم بسنتين حبسا نافذا في إطار خلية ما يعرف بـ "أنصار المهدي" التي جرى تفكيكها سنة 2006 ، تضم ثلاثة إخوة يحملون الجنسية الإسبانية.

وذكرت أنهم كانوا يتعاطون تهريب المخدرات في اتجاه إسبانيا، وكذا تزوير وثائق السيارات التي كانوا يبيعونها في المغرب، والتي جرى حجز ثلاث منها مرقمة بسبتة المحتلة. وكان زعيم هذا التنظيم الإرهابي، أبو ياسين، يعمل منذ إطلاق سراحه في يوليو 2008 على تشكيل هذه الخلية بسبتة، واضعا رهن إشارة أعضائها تجربته كناشط إسلامي متمرس ومهرب سابق للمخدرات في إسبانيا.

أما ملف عبد القادر بليرج، المتهم بتزعم شبكة إرهابية وأدين بالمؤبد، فينتظر أن يدخل مرحلة الاستئناف. وقال عضو من هيئة دفاع المتهمين السياسيين الستة، المتابعين في القضية نفسها، "استأنفنا الحكم الصادر في حق موكلينا، ونتمنى أن تنصفهم هيئة الحكم، بعد العقوبات القاسية التي أدينوا بها ابتدائيا". وذكر العضو نفسه، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "المحامين ينتظرون تحديد تاريخ أول جلسة استئنافية في هذه القضية، ونتمنى أن يكون المسار مغايرا لما حدث في الجلسات الابتدائية".

وأظهرت التحريات الأولية أن هذه الشبكة المفترضة "ذات صلة بالفكر الجهادي"، وأنها نظمت ما بين سنتي 1992 و2001 عددا من عمليات السطو أو حاولت ذلك، كما قامت سنة 1996 بمحاولة اغتيال استهدفت مواطنا مغربيا معتنقا للديانة اليهودية في الدار البيضاء، وعملت على التخطيط لاغتيالات أخرى سنوات 1992 و1996 و2002 و2004 و2005، وأنها عملت أيضا على نسج علاقات مع مجموعات وتنظيمات إرهابية دولية، من ضمنها على الخصوص "القاعدة "، و"الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية" و"الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية"، التي غيرت اسمها إلى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف