حرب أعصاب تسبق إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأفغانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كابول: تواصلت حرب الاعصاب الاثنين عشية صدور النتائج الاولية للانتخابات الرئاسية الافغانية بين المرشحين الرئيسين، الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي، ووزير خارجيته السابق عبد الله عبد الله، اللذين يصر كل منهما على انه في الصدارة.
وقالت اللجنة الانتخابية الافغانية إنها ستعلن الثلاثاء النتائج الاولية الجزئية للانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس الماضي. ومنذ اليوم التالي للانتخابات، بدأ الفريق الانتخابي لكل من كرزاي وعبد الله الاعلان عن تصدره النتائج بالاستناد الى المعلومات التي قدمها كل فريق لمرشحه من مراكز الاقتراع في أنحاء البلاد.
ومنذ ذلك الحين والفريقان يخوضان حرب اعصاب، فقد اتهم عبد الله فريق كرزاي بالقيام بعمليات تزوير واسعة النطاق. اما الرئيس كرزاي فدعا الى "السلام والوحدة". وبدأ عبد الله يطرح نفسه كمنافس جدي بعد حملة ديناميكية ما يضع مسار الامور امام احتمالين.
الاحتمال الاول هو فوز كرزاي من الدورة الاولى، مع حصول عبد الله على نسبة جيدة من الاصوات تجعله في موقع المعارض الاقوى، وتفتح له احتمالات الفوز في الدورة الانتخابية المقبلة. اما الاحتمال الثاني فهو اجراء دورة ثانية بين الرجلين، وبحسب مصادر دبلوماسية وخبراء فان عبد الله قد لا يرغب في ذلك لما يمكن ان تجلبه الدورة الثانية من هزيمة أكبر له.
وتعتبر بعض المصادر ان الاتهامات بالتزوير وتدني نسبة المشاركة والنقص في المراقبين في بعض المناطق، كلها عوامل تدفع للتشكيك في مصداقية العملية الانتخابية وتدفع بالرجلين الى إجراء تسوية. وبحسب مصدر دبلوماسي غربي فان "الرجلين يبحثان عن اتفاق شرف".
غير ان الطرفين ينفيان رسميا وجود مفاوضات بينهما. وقال وحيد عمر المتحدث باسم حملة كرزاي "تم تعيين عبد الله رئيسا للويا جيرغا السلام الاقليمي (...) بمرسوم رئاسي" في العام الماضي، وهو مجلس يجمع الزعماء القبليين الافغان والباكستانيين بهدف التوصل الى حل للنزاع، واضاف "وبما انه لم يستقل رسميا من منصبه فهو ما زال فيه اذن".
ولكن فريق عبد الله ذهب أبعد من ذلك، اذ قال سيد آغا فاضل سانشراكي المتحدث باسم الحملة الانتخابية لعبد الله ان العمل في حكومة جديدة مع كرزاي "مضيعة للوقت ومشاركة في حكومة فاسدة".
غير ان دبلوماسيا غربيا قال ان "المفاوضات في الكواليس على قدم وساق من اجل ان يقبل عبد الله بالخسارة من الدورة الاولى"، واضاف ان قبول عبد الله بذلك "يرتبط بما سيحصل عليه في المقابل". وقد حث الغربيون الحكومة الافغانية منذ اشهر على استحداث منصب رئيس للوزراء. وكان عبد الله اكد لوكالة فرانس برس في الربيع ان كرزاي عرض عليه هذا المنصب في حال انسحابه من الانتخابات، واعتبر الدبلوماسي "ان النتائج الاولية (الجزئية) التي ستنشرها لجنة الانتخابات الثلاثاء ستعكس نتائج هذه المفاوضات".
الا ان اللجنة الانتخابية لم تعلن شيئا حتى اللحظة بما في ذلك نسبة المشاركة في الاقتراع التي يعتقد المراقبون أنها دون 50%، وفي حال انخفضت النسبة عن 40% فإن الحكومة الجديدة ستعاني أزمة في مصداقيتها بحسب بعض المراقبين.
هذا وتواجه اللجنة الانتخابية في افغانستان التي تستعد لاعلان النتائج الاولية للانتخابات الرئاسية، موجة من الانتقادات منذ الخميس اذ اتهمها مراقبون بالانحياز لكرزاي وبالتواطؤ والمشاركة في عمليات التزوير.
وبدأت الشكوك حول انحياز اللجنة مساء الخميس حين هنأ رئيس اللجنة، عزيز الله لودين، على المشاركة "الكثيفة" في عملية الانتخابات في الوقت الذي افادت فيه المعلومات بان المشاركة كانت متوسطة لا بل ضعيفة في الجنوب حيث لم تتخط ال10%.
واكد الخميس ناطق باسم اللجنة وهي الهيئة الافغانية الاولى المسؤولة عن ادارة الانتخابات منذ دخول القوات الدولية الى البلد في العام 2001، ان نسبة المشاركة بلغت 50%. وقال دبلوماسي غربي ان هذه "مزحة" من دون شك مؤكدا ان المشاركة كانت "ضعيفة في منطقة جنوب شرق البلاد" التي تعتبر معقل طالبان، علما ان هؤلاء هدّدوا بمهاجمة الناخبين.
لم تنشر اللجنة بعد الارقام المتعلقة بالمشاركة ولكن يفترض بها ان تعلن الثلاثاء النتائج الاولية للانتخابات، ويقول المحلل الافغاني هارون مير انه "كلما طالت النتائج بالظهور كلما ازدادت الشكوك بحصول تلاعب في النتائج".
ويؤكد عدد من الخبراء ان الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي بحاجة إلى عدد كبير من اصوات الجنوب، الذي يقع ضحية المتمردين، من اجل ضمان فوزه من الدورة الاولى للانتخابات. وكان معارضو كرزاي اشاروا الى التقارب بين الرئيس ولودين الذي كان مستشاره قبل أن يعين في قرار رسمي في الثالث من كانون الثاني/يناير 2007 رئيسا للجنة الانتخابية.
وحاولت المعارضة ان تقترح التصويت على هذا التعيين لكن كرزاي رفض رفضا قاطعا، وقبل العملية الانتخابية اشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الى ان لودين لديه "مواقف واضحة ضد بعض المرشحين من المعارضة".
وهذا ليس كل شيء، فمنذ الانتخابات تتهم اللجنة الانتخابية ورئيسها بالتلاعب بالنتائج لصالح كرزاي. ولا عجب في ان الانتقادات الاكثر حدة صدرت عن المنافس الابرز لكرزاي، وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله الذي اكد ان "رئيس اللجنة يعمل لصالح الرئيس المنتهية ولايته، هذا واضح".
وقدم فريق عبدالله "اكثر من مئة شكوى" على مخالفات حصلت في العملية الانتخابية، وجزء منها يتهم اللجنة بالوقوف وراءها. ولم تخف بعض الجهات المستقلة قلقها حيال الشهادات الكثيرة التي تشير الى تصرفات اللجنة المنحازة لكرزاي، ومن بين هذه الجهات ال"فيفا" المنظمة الابرز لمراقبي الانتخابات اذ نشرت حوالى سبعة آلاف مراقب يوم الاقتراع وبعثة المراقبة التابعة للاتحاد الاوروبي.
ويضيف الدبلوماسي "صحيح ان اللجنة منحازة لكن لعلها لم تقم بعمليات التزوير المزعومة على قدر ما هي شاهدة عليها او متواطئة". ويؤكد عبد الله ومرشح اخر هو اشرف غاني انه في بعض المناطق سمحت اللجنة لمناصري كرزاي المسلحين بادارة عملية الاقتراع في كابول وشمال البلاد، بشكل خاص.
الامم المتحدة تؤيد اجراء تحقيق في احتمال حدوث تزوير
الى ذلك، اعرب المبعوث الخاص للامم المتحدة في افغانستان كاي ايدي الاثنين عن تأييده الكامل لقيام لجنة الشكاوى الانتخابية بالتحقيق في معلومات عن حدوث عمليات تزوير في الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في افغانستان الاسبوع الماضي.
وتحدث العديد من المرشحين والمراقبين الافغان والدوليين للانتخابات اضافة الى ناخبين عن حدوث مخالفات كثيرة خلال ثاني انتخابات رئاسية ومحلية تشهدها البلاد في تاريخها جرت الخميس.
وقالت لجنة الشكاوى الانتخابية انها سجلت 225 مخالفة من بينها 35 مخالفة ذات اولوية عالية يمكن ان تؤثرفي نتائج الانتخابات.
وصرح ايدي للصحافيين عقب اجتماع لاعضاء اللجنة في العاصمة الافغانية ان "اللجنة تحظى بثقتي التامة"، واضاف انه لا شك في ان مخالفات حدثت، مؤكدا انه من المهم للعملية الانتخابية باكملها ان ترصد اللجنة مثل هذه المخالفات وتعالجها.
وقال "ليس من اختصاصي تحديد مدى خطورة وانتشار مثل هذا المخالفات" مؤكدا ان اللجنة ستلعب دورا حاسما في هذا المجال، ودعا ايدي كافة الاطراف الى الصبر ومنح اللجنة الوقت الكافي للتحقيق في كافة الشكاوى.