محاكمة الإصلاحيين أجرأ محاولات تثبيت السلطة وسحق المعارضة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أشرف أبوجلالة من القاهرة: مع بدء الجلسة الرابعة في إيران لمحاكمة أفراد من التيّار الإصلاحي الذينتمّ توقيفهم منذ أسابيع بعد اتّهامهم بإثارة الاضطرابات في الفترة التي تلت الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة، ترصد اليوم مجموعة من الصحف ووسائل الإعلام الأميركية في تقارير لها قراءات تحليلية استنادًا إلى آراء خبراء ومحلّلين في تلك التطوّرات المتلاحقة الإيقاع في الوقت الحاضر والمستقبل. من جانبها، وفي مستهلّ تعليقها على ما تشهد البلاد من أحداث متصاعدة، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إنّ استمرار استهداف القضاء الإيراني لكبار خصوم الحكومة لهو أجرأ محاولات النّظام المتشدّد تثبيت دعائم السلطة وسحق المعارضة.
وتنقل الصحيفة في هذا الإطار عن محلّلين تأكيدهم على أنّ حكومة الرئيس أحمدي نجاد تقوم بتوسيع نطاق قضيّتها ضدّ خصومها، كما تقوم باتّخاذ تدابير قانونيّة بغية التأكّد من أنّ الإصلاحيين سيتمّ منعهم رسميًّا من المشاركة في العملية السياسية مستقبلاً. وستتمثّل الخطوة الأولى في تتبّع خطر الأحزاب السياسيّة المعارضة، مثلما اقتُرح في جلسة المحكمة يوم الثلاثاء، إضافةً إلى منع زعمائها المعروفين من الترشّح لأيّ من المناصب. هذا وقد نوّهت الصحيفة من جانبها أيضًابما قاله هؤلاء الأشخاص الذين أدلَوا بشهاداتهم أمام المحكمة عن أنّ المرشّح المعارض مير حسين موسوي والرئيس السابق محمد خاتمي هما من دبّرا لتلك الفوضى السياسيّة وأعمال العنف التي شهدتها شوارع إيران وكذلك المواجهة مع النّظام.
في حين علّقت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" بالقول إنّ أنصار الرئيس أحمدي نجاد المتشدّدين قاموا بتوظيف نظام البلاد القضائي ضدّ اثنين من الأحزاب الرئيسة المعتدلة في أجرأ محاولة لاستئصال الحركة الإصلاحيّة في إيران من المشهد السياسي. وأشارت الصحيفة إلى قيام ممثّل الادّعاء بالجلسة الرابعة لهذا الإجراء القانوني، الذي سخر منه خبراء القانون الدوليّون والمحليّون بعدما اعتبروها "محاكمة صورية"، بوضع أحد الزّعماء الإصلاحيّين المصاب بإعاقة شديدةسعيد حجاريان أمام المحاكمة، كما طالب بتوقيع "أقصى عقوبة" على حجاريان المتّهم بالإضرار بالأمن القومي وهي تهمة عقوبتها الإعدام في إيران. ودعا القاضي إلى تجريم جبهة المشاركة الإسلامية الإصلاحية ومنظّمة مجاهدي الثورة الإسلامية، ركيزتي الحركة الإصلاحية التي سيطرت على الرئاسة والبرلمان في البلاد خلال تلك الحقبة الليبرالية التي بدأت في أواخر تسعينات القرن الماضي وانتهت في وقت سابق من هذا العقد.
كما أشارت الصحيفة في محور آخر مهمّ إلى أنّ الاستمرار في محاكمة القادة الإصلاحيّين من الممكن أن يُلحق الضّرر بقدرات التيّار الإصلاحي على العمل بشكل قانوني، ويعرقل جهود الزعيم المعارض مير حسين موسوي وآخرين لتحويل حركة الاحتجاج إلى قوّة سياسيّة شرعيّة. وتشير الصحيفة هنا إلى أنّ الحركة الإصلاحيّة ظلّت لفترة طويلة مثل الشوكة في خاصرة المتشدّدين الذين يسعون إلى المحافظة على القيم والأجواء الخاصّة بالسنوات الأولى من الثورة في مجتمع إيراني متزايد الحداثة.
من جانبها، أعدّت مجلة "التايم" الأميركيّة تقريرًا مطوّلاً تحدّثت فيه عن المرشّح المعارض مهدي كروبي، الذي قالت عنه إنّه نَسِل من الصفوف الخلفية (بعدما حلّ أخيرًا في السباق الانتخابي الأخير) ليظهر في الواجهة وهو يحاول نهج سياسة أكثر تشدّدًا ضدّ الحكومة. حيث تشير المجلة إلى أنّ كروبي، يختلف عن شخصيات أكثر إصلاحًا منه، من حيث أنّه يواجه الحكومة بتهم معينة كما أنّه يعتلي منبرًا سياسيًّا واضحًا، الأمر الذي يجعله سببًا للانتقادات من داخل النظام. كما تؤكّد الصحيفة على أنّ نهج المواجهة المتشدّد الذي يتبعه كروبي سوف يُسفر عن نتائج ضد حكومة على استعداد لنشر قوة كبيرة من أجل المحافظة على إحكام قبضتها على السلطة.
وفي محور آخر متعلّق بطموحات إيران النووية وبرنامج تخصيبها لليورانيوم المثير للجدل، تنقل اليوم صحيفة "يو إسآي توداي" الأميركية نقلاً عن مجموعة من الدبلوماسيين تأكيدهم على أنّناتج إيران من اليورانيوم المخصّب في حالة ركود،الأمر الذي يشير إلى أنّ طهران قد ينفذ ما لديها من المواد اللازمة لإنتاج الوقود النووي أو الجوهر الانشطاري للرؤوس الحربية. بينما قالت صحيفة "آشيا تايمز" المتخصّصة في رصد الشؤون الدولية وتحليلها، من جانبها إنّه الوقت الذي يشهد فيه الملفّ النووي الإيراني الآن حالة من الهدوء الموقّت، وتُبيِّن جميع المؤشّرات أنّ الأزمة النووية الإيرانية ستلوح في الأفق من جديد خلال الخريف المقبل، وذلك بالتزامن مع تأهّب الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة لإصدار تقريرها الجديد بشأن برنامج طهران النووي هذا الأسبوع، قبيل الموعد النهائي الذي حدّدته إدارة أوباما في سبتمبر/أيلول تحسّبًا لفرض المزيد من العقوبات المتعدّدة على إيران.