إيران مقابل الاستيطان وصفقة شاليط في الصحف الإسرائيلية

نضال وتد من تل أبيب: ركّزت الصحف الإسرائيليّة في أعدادها الصادرة اليوم الأربعاء على موضوعين رئيسين، الأوّل هو الكشف عن التقدّم الذي أحرزته الوساطة الألمانيّة في قضية شاليط مع الحديث عن اقتراب إبرام صفقة شاليط، واعتراف "حماس" بالدور الألماني لإبرام الصفقة، وتعليق آمال على إنجازها قريبًا قبيل عيد رأس السنة العبريّة في أوائل تشرين الأول المقبل.

الموضوع الثاني هو ما نشرته "الغارديان" البريطانيّة بشأن التوصّل إلى تفاهم أميركي - إسرائيلي ينصّ على تشديد الولايات المتّحدة لموقفها في ملفّ إيران مقابل تنازلات إٍسرائيليّة في ملفّ الاستيطان والبناء في المستوطنات، مع الإشارة إلى تصريحات نتنياهو الأخيرة في لندن وعلى رأسها أنّ القدس خارج المفاوضات وخارج أيّ قيود على البناء الإسرائيلي فيها وأنّ حلّ قضية اللاجئين لن "يكون على حساب دولة إسرائيل".

إلى ذلك، نشرت الصحف تصريحات لوزير المخابرات الإسرائيلية، دان مريدور، اعتبر فيها أن لا أحد يتوقع من حكومة نتنياهو أن تقدّم تنازلات تفوق التنازلات التي قدّمتها حكومة أولمرت، وتاليًا فلن تكون عودة إلى حدود ما قبل الرابع من حزيران 67.

يسرائيل بوسط: تجميد الاستيطان مقابل خطوات شديدة ضدّ إيران

أبرزت الصحف الإسرائيليّة هذا الصباح تقرير "الغارديان" البريطانيّة ومفاده أنّ الرئيس الأميركي، باراك أوباما، سيتّخذ خطوات متشدّدة ضدّ ملفّ الذرّة الإيراني مقابل قيام إسرائيل بتجميد البناء الإسرائيلي في المستوطنات الإسرائيليّة في الضفّة الغربية. ونقلت الصحيفة عن مصدر بريطاني مقرّب من الطرفين (الأميركي والإسرائيلي) قوله: "إنّ الخطّة تهدف إلى نقل رسالة بأنّه خلافًا للمستوطنات، فإنّ إيران هي التهديد الوجودي الحقيقي لإسرائيل".

في المقابل قالت مصادر إسرائيلية وفلسطينية إنّ الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على وشك التوصّل إلى انطلاقة تمكّن استئناف المباحثات السياسيّة بين الطرفين، وقال أعضاء في حاشية المبعوث الأميركي، جورج ميتشل، الذي سيلتقي نتنياهو في لندناليوم، إنّه يتوقّع أن يعلن نتنياهو قبوله بغالبيّة المطالب الأميركيّة وأنّ "هناك تقدّمًا إيجابيًّا".

وتأتي هذه التصريحات المتفائلة في الوقت الذي نقلت فيه الصحيفة نفسها عن نتنياهو قوله، بعد لقائه نظيره البريطاني غوردون بروان: "إنّه لا يكفي وجود شريك فلسطيني، بل يجب أن يتوافر شريك فلسطيني شجاع". وبحسب نتنياهو، فإنّ إسرائيل لن تقبل بأيّ قيود على البناء الإسرائيلي في القدس فـ"القدس ليست مستوطنة وإسرائيل لن تقبل بقيود على سيادتها في القدس فنحن نبني في القدس منذ 3000 سنة".

وأضافت الصحيفة أنّ نتنياهو الذي سيلتقي ميتشل سيطالب الولايات المتحدة بعدم عرقلة البناء الإسرائيلي في القدس وأن تعمل عوضًا عن ذلك على دفع مسألة التطبيع بين إسرائيل والدول العربية حتى قبل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.

إلى ذلك نقلت الصحيفة عن وزير المخابرات الإسرائيلي، دان مريدور، قوله في مقابلة خاصّة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية: "إنّ إسرائيل لن تنسحب إلى حدود 1967، فلا أحد يتوقّع من رئيس الحكومة بينيامين نتنياهو أن يعرض على الفلسطينيين أكثر ممّا عرضه رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت على رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن". واعتبر مريدور مع ذلك أنّ مسألة ترسيم الحدود النهائية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تبقى خاضعة للمفاوضات ونتائجها.

يسرائيل هيوم: الوسيط الألماني يقوم بجولات مكّوكية لإتمام صفقة شاليط

أشارت يسرائيل هيوم في ملفّها الخاص، كغيرها من الصحف، حول الوساطة الألمانية، إلى أنّه تمّ إحراز تقدّم في المباحثات بين حماس وإسرائيل للإفراج عن جلعاد شاليط الموجود في الأسر منذ 1158 يومًا. ونقلت الصحيفة عن تقارير في الصحف العربيّة ومصادر في "حماس" أنّ الدور الألماني كان نافذًا في إحراز التقدّم في مسألة شاليط. فقد قال أيمن طه، أحد الناطقين باسم "حماس"، لوكالة رويترز إنّ "الوساطة الألمانية في ملف شاليط أحرزت تقدّمًا ملحوظًا، لكنّ هذا التقدّم ليس نقطة انطلاق جوهريّة.

ونقلت يسرائيل هيوم عن وكالة "معا" الفلسطينيّة أنّ وفدًا رفيع المستوى من "حماس" يضمّ أربعة أعضاء، وعلى رأسه محمود الزهّار قد توجّه إلى القاهرة. وبحسب مصادر مصريّة، فمن المتوقّع أن يناقش الوفد خلال تواجده في القاهرة شروط إتمام صفقة شاليط. واستذكرت الصحيفة أنّ "هآرتس" كانت قد أشارت في عددها أمس إلى بوادر لمرونة جديّة في مواقف "حماس"، قد تسهم في إتمام الصفقة.

يديعوت أحرونوت: إيران تحاول إحباط صفقة شاليط

من جهتها، فقد كشفت "يديعوت أحرونوت" في سياق تغطية مسألة شاليط والوساطة الألمانية، عن أنّ القيادة الإيرانيّة تمارس ضغوطًا على قيادات "حماس" في دمشق لثنيها عن إتمام الصفقة. وقالت الصحيفة إنّ رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل يتعرّض لضغوط إيرانيّة مكثّفة في هذا السياق، كاشفةً عن أنّ مشعل قامأخيرًا بزيارة سريّة إلى إيران التقى خلالها كبار مسؤولي المخابرات الإيرانية. وقد التزم هؤلاء تجاه مشعل بمواصلة تحويل الأموال والوسائل القتالية اللازمة لتنفيذ عمليات ضدّ إسرائيل، لكن بشرط ألاّ تتمّ قيادة "حماس" في دمشق صفقة شاليطفي القريب العاجل.