الهوات كثيرة بعد عام على مفاوضات توحيد قبرص
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيقوسيا: اكد الرئيس القبرصي ديمتري خريستوفياس الاربعاء بعد مرور عام على بدء المفاوضات المباشرة بين القادة القبارصة اليونانيين والاتراك ان توحيد الجزيرة المقسمة منذ 1974 لا يزال يصطدم "بالكثير من الهوات التي لا تزال بحاجة الى الردم".
وفي حين انه من المقرر ان تستأنف المرحلة الثانية من المفاوضات في الثالث من ايلول/سبتمبر، فان الخلافات لا تزال مستحكمة بين الطرفين على عدد من المواضيع المهمة رغم الاجتماعات ال40 بين خريستوفياس ومحمد علي طلعت زعيم "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من جانب واحد والتي لم يعترف بها الا انقرة.
وقال خريستوفياس في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لقد احرزنا تقدما ولكن ليس ذاك الذي كنت انتظره"، مشيرا الى استمرار الخلاف حول مواضيع عدة مثل تقاسم السلطة ومصير الاراضي والملكيات المصادرة منذ الاجتياح التركي للجزيرة المتوسطية.
وفضلا عن اتفاقهما على فتح معبرين اضافيين بين شطري الجزيرة الشمالي والجنوبي، فقد نجح الطرفان ايضا في الاتفاق على مبدأ "فدرالية ثنائية القومية"، بحسب ما اكد خريستوفياس الذي جدد رفضه ان تتمكن قومية "من فرض ارادتها على الاخرى".
ويقترح الطرف القبرصي اليوناني خصوصا ان يتم بواسطة الاقتراع العام المباشر انتخاب رئيس قبرصي يوناني ونائب رئيس قبرصي تركي، لمدة ستة اعوام، على ان يتبادل الرجلان منصبيهما بعد اربع سنوات.
اضافة الى هذا يقترح القبارصة اليونانيون منح الاقلية التركية حق الاعتراض على القرارات المهمة بحيث لا يمر اي من هذه القرارات ما لم يحز على صوت واحد على الاقل من اصوات الوزراء القبارصة الاتراك الثلاثة في حكومة ما بعد الوحدة.
وشدد خريستوفياس على ان "هذه مشاركة عادلة تأخذ في الحسبان ديموغرافية الجزيرة"، حيث يمثل القبارصة اليونانيون 80% من سكان الجزيرة بحسب الرئيس الذي اعرب عن اسفه لعدم تقديم الطرف الآخر "اي شيء في المقابل".
واكد الرئيس القبرصي استعداده للقبول ب"تسوية صعبة ولكن بشرط ان تكون صالحة للتطبيق ومقبولة من الجميع"، مشيرا الى انه "لا تزال هناك الكثير من الهوات الواجب ردمها"، لافتا خصوصا الى مسائل الملكيات والامن والانتهاكات التي ارتكبتها "جمهورية شمال قبرص التركية" حيال القانون الاوروبي كون الجزيرة اصبحت منذ ايار/مايو 2004 عضوا في الاتحاد الاوروبي.
واضاف خريستوفياس "نحن نريد ونحن بحاجة الى حل"، حتى وان كان فشل المفاوضات الراهنة لا يعني بالنسبة اليه "نهاية قبرص".
واعتبر الرئيس القبرصي ان احراز تقدم في القضية القبرصية يستدعي من الاتحاد الاوروبي اقناع تركيا ب"تغيير سلوكها". ولا تزال تركيا تحتفظ بعشرات الاف الجنود في قواعد عدة منتشرة في شتى انحاء الشطر الشمالي الذي تبلغ مساحته 37% من الجزيرة.
واضاف "انتظر من فرنسا ومن شركائنا الاوروبيين دعما مستندا الى قيم الاتحاد الاوروبي ومبادئه"، عند تقييم ملف ترشح تركيا الى عضوية الاتحاد الاوروبي في كانون الاول/ديسمبر، علما ان خريستوفياس سيلتقي نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس في 2 ايلول/سبتمبر.
وتابع خريستوفياس "نطلب من الاتحاد الاوروبي ان يقول لتركيا بوضوح ان احتلال قبرص وعدم الاعتراف بها امر مرفوض، وانها اذا لم تغير (موقفها هذا) لا يمكنها ان تصبح عضوا في الاتحاد".
ولا تزال انقرة ترفض فتح مطاراتها وموانئها امام الطائرات والسفن القبرصية اليونانية رغم توقيعها اتفاقية وحدة جمركية مع الاتحاد الاوروبي. وادى هذا الخلاف الى تجميد البحث في ثمانية فصول من اصل 35 فصلا في المفاوضات الجارية لانضمام تركيا الى الكتلة الاوروبية.
واضاف خريستوفياس "اظن ان هناك ارادة لدى الاتحاد الاوروبي لعدم ممارسة الضغط على تركيا بل افهامها ان ترشحها الى عضوية الاتحاد مرتبط بالوحدة القبرصية".
واكد خريستوفياس، الذي يؤيد انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، انه لن يدعو الى فرض عقوبات اوروبية على تركيا اذا لم تتزحزح عن مواقفها هذه. وقال "هدفنا ليس معاقبة تركيا".