الجيش الإسرائيلي يقفل إذاعة فلسطينية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيت لحم، غزة، لندن: اعلنت اذاعة "بيت لحم 2000" الشعبية الفلسطينية الاربعاء ان الجيش الاسرائيلي اقفلها بعد مصادرته معدات الارسال التابعة لها.
واعلنت ادارة هذه الاذاعة الخاصة في بيان ان قوة تابعة للجيش الاسرائيلي فككت معدات الارسال قبل مصادرتها اثناء مداهمة ليل الثلاثاء في بلدة بيت جالا المحاذية لبيت لحم في الضفة الغربية.
واكد تقني يعمل في الاذاعة كان حاضرا، ان الجنود الاسرائيليين "حذروه من استئناف بث" الاذاعة، بحسب البيان الذي ندد بالعملية واعتبرها بمثابة "اعتداء" اسرائيلي ضد حرية الصحافة.
واذاعة "بيت لحم 2000" التي أسست في العام 1996، هي احدى الاذاعات الفلسطينية الخاصة الاكثر شعبية في الضفة الغربية.
وتعذر الحصول على الفور على اي تعليق من الجيش الاسرائيلي بشان العملية.
إبتزاز للصيادين بهدف التعامل
على صعيد متصل يشكو صيادو غزة من تعرضهم لدى خروجهم الى البحر لممارسة مهنتهم "للابتزاز" من جانب القوات الاسرائيلية التي يتهمونها باعتقالهم تحت ذرائع واهية ومحاولة اغرائهم بالمال كي يتجسسوا لصالحها.
ويروي الصياد حسن السلطان (37 عاما) الذي لجأ الى الصيد بعد ان حرمه الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع من العمل في اسرائيل "لقد خرجت للصيد مع مجموعة من الصيادين في السادسة صباحا في 28 آب/اغسطس 2008 وبعد ان رمينا الشباك في الماء توجهت نحونا الزوارق الاسرائيلية".
ويتابع لوكالة فرانس برس وهو يجلس مع مجموعة من الصيادين على شاطئ غزة غرب بلدة بيت لاهيا "امرونا بالتجديف شمالا حتى وصلنا للمناطق غير المسموح لنا الصيد فيها، حينها قال لنا الضابط +انتم تصطادون في الممنوع+. هكذا يحصلون على ذريعة لاعتقالنا".
ويضيف الرجل وهو اب لاربعة ابناء "لقد اطلقوا النار قربنا واجبرونا على خلع ملابسنا والسباحة حتى وصلنا الى الزورق الحربي الكبير وصعدنا اليه فقيدونا ووضعوا عصبة على اعيننا وتوجهوا بنا الى ميناء اشدود".
ويكمل "في اشدود حققوا مع كل منا على انفراد، رفعوا العصبة عن عيني وادخلوني الى غرفة التحقيق حيث كان هناك ضابطان ومجندة، وعرضوا علي النقود وشراء مركب جديد لي مقابل التعاون معهم ومساعدتهم بتزويدهم بمعلومات عن حماس والمقاومة لكنني اجبته بانني مليونير ولن اتعاون معه مهما فعل".
ويضيف "الموساد الاسرائيلي يبتزنا في مصدر رزقنا لانهم يعلمون اننا لا نملك غيره".
ويؤكد المحامي محمد جبارين من عرب اسرائيل وهو المكلف من قبل مركز الميزان لحقوق الانسان بالترافع عن المعتقلين اذا ما تجاوز احتجازهم اكثر من 24 ساعة بان "صيادي قطاع غزة يعتقلون من البحر ويتم نقلهم الى ميناء اشدود للتحقيق معهم ويتعرضون لضغط نفسي حيث يتم اطلاق النار بالقرب منهم في البحر ويجبرون على خلع كافة ملابسهم".
ويتابع "بعد انتهاء التحقيق معهم تتم اعادتهم الى القطاع عن طريق معبر ايريز، وتعيدهم اسرائيل قبل مرور 24 ساعة على احتجازهم ما يحول دون وصول القضية الى المحكمة بحسب القانون".
اما رمضان السلطان الذي اعتقل في نفس اليوم ايضا مع قريبه حسن فيقول لفرانس برس "قال لي الضابط بوضوح +اريد ان تعمل معنا وتساعدنا بمعلومات عن المقاومين، انت انسان جيد ليس لك مشاكل مع اسرائيل ولا تنتمي لحماس او غيرها من التنظيمات الارهابية+".
ويشرح رمضان الذي يعمل في الصيد من عشرين عاما "لقد حاول ان يغريني بالمال كما هددني قائلا +اذا لم تتعاون معنا سوف نمنعك من الصيد+، لكني رفضت طبعا ولم يقل لي شيئا آخر".
ويعمل حوالي 3600 مواطن من قطاع غزة في الصيد على طول اربعين كيلومترا من ساحل القطاع الذي تفرض عليه اسرائيل حصارا تاما منذ سيطرة حركة حماس عليه منتصف يونيو/حزيران 2007، بحسب نقابة الصيادين.
بدوره يؤكد اسحق زايد انه اعتقل وابنه سليم اواخر حزيران/يونيو الماضي، ويقول ان الضابط الاسرائيلي "نادى من فوق قاربنا وامرنا بخلع ملابسنا والنزول في الماء حتى نصل الى الطراد الاسرائيلي ونصعد اليه، ثم توجهوا بنا الى اشدود".
ويضيف "بدأ الضابط في الضغط علي وابتزازي قال لي +كنت تجني من عملك في اسرائيل 250 شيقل يوميا اما الان فانت لا تجني اكثر من 30 شيقل، تعاون معنا وسنعطيك اكثر مما كنت تحصل عليه في اسرائيل+".
ويتابع "قال لي +سنزوج ابنك سليم وسنسمح لك بالصيد في كل مكان وعلى اي مسافة وسنعطيك ما تريد من المال+ لكني رفضت".
ويوضح زايد الذي بدا عليه الاستياء "ضربني الضابط الاخر على كتفي حينما سألتهم متى سيعيدون لي قاربي، وقال لي +اعمل معنا حتى نعيد لك قاربك و نعطيك قاربا آخر اكبر، متى ستفهم؟ انها مجرد معلومات+".
ويؤكد المحامي الجبارين ان اسرائيل "تماطل في اعادة القوراب للصيادين واصبحت تصر في الفترة الاخيرة على ان يتعهد الصياد بعدم الصيد مقابل اعادة قاربه، لكننا نرفض".
ولا يخفي الشاب فهمي ابو ياسين (19 عاما) الذي اعتقل في اذار/مارس الفائت انه خاف من "الرفض صراحة، اكتفيت بالتهرب من الاجابة وهو (الضابط الاسرائيلي) يعرض علي ان يزوجني وان يبني لي بيتا وان يعطيني قاربا كبيرا".
ويضيف "قلت له لو تعاونت معك سيقتلونني في غزة".
واستنكر نزار عياش نقيب الصيادين لوكالة فرانس برس ما يتعرض له صيادو غزة "من ممارسات الاحتلال الاسرائيلي وملاحقته لهم وابتزازهم للتعاون معه وتقليص المسافة المسموح الصيد فيها من 20 ميلا الى ميلين".
وخلال السنوات الاخيرة وثق مركز الميزان لحقوق الانسان مئات حالات اعتقال الصيادين بدافع "ابتزازهم" للتعاون مع الدولة العبرية، بحسب سمير زقوت منسق وحدة البحث الميداني في المركز.
نتنياهو
من جهته اتفق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مع المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل اليوم الاربعاء على ضرورة بدء محادثات "مفيدة" مع الفلسطينيين، الا انه لا يوجد مؤشر على تحقيق تقدم بشان مسالة المستوطنات خلال اللقاء بين المسؤولين.
وفي بيان مشترك مع ميتشل، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي المتشدد ان مسؤولين اسرائيليين واميركيين سيلتقون مجددا الاسبوع المقبل في الولايات المتحدة لمتابعة جهود انعاش عملية السلام المتوقفة.
وجاء في البيان الصادر باللغة العبرية ان "رئيس الوزراء وجورج ميتشل اتفقا على ضرورة بدء مفاوضات مفيدة بين اسرائيل والفلسطينيين من اجل التقدم نحو التوصل الى اتفاق سلام في المنطقة".
وقال البيان الذي صدر بعد اربع ساعات من المفاوضات، ان الجانبين اتفقا "على ان على كافة الاطراف اتخاذ خطوات عملية لدفع السلام"، مضيفا ان "المسؤولين الاسرائيليين سيلتقون جورج ميتشل مرة اخرى الاسبوع المقبل في الولايات المتحدة".
لكن عقب المحادثات التي جرت في لندن وسعى خلالها نتانياهو الى تخفيف الضغوط الدولية، لم يبرز اي مؤشر فوري على حصول تقدم بشان الطلب الاميركي بتجميد النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وجاء البيان في نهاية زيارة نتانياهو الى لندن والتي التقى خلالها رئيس الوزراء غوردن براون قبيل مغادرته الى برلين حيث سيلتقي المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
وعند بدء المحادثات مع ميتشل المعروف بدوره في التوسط في عملية السلام في ايرلندا الشمالية، قال نتانياهو انه يامل في "محادثات عادية" مع الفلسطينيين بحسب ما اعلن المتحدث باسمه مارك ريغيف.
وضغط ميتشل على نتانياهو لتجميد بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية حيث يرغب الفلسطينيون في اقامة دولتهم.
ويدعم المجتمع الدولي الطلب الاميركي ليجد نتانياهو نفسه مضطرا الى تهدئة الضغوط الدبلوماسية وفي الوقت ذاته المحافظة على ائتلافه الحكومي اليميني.
وقال نتانياهو للصحافيين الذين يرافقونه في رحلته ان "مسألة المستوطنات مشكلة، ولكن المشكلة الاساسية هي رفض (الفلسطينيين) الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية".
وفي بداية لقائه مع ميتشل، قال نتانياهو ان المحادثات "تحرز تقدما"، واضاف "نامل في ان نتمكن بعد فترة قصيرة من استئناف المحادثات العادية" مع الفلسطينيين، مؤكدا ان "الهدف المشترك" هو انهاء النزاع العربي الاسرائيلي والتوصل الى سلام في المنطقة.
ومن المقرر ان تعقد قمة ثلاثية يشارك فيها الرئيس الاميركي باراك اوباما ونتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة لتكون مؤشرا على استئناف محادثات السلام.
وكانت محادثات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية انطلقت العام 1993، وتوقفت اخر جولة من هذه المحادثات في كانون الاول/ديسمبر بعد ان شنت اسرائيل هجوما على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
ويطالب الفلسطينيون بالتجميد التام للنشاطات الاستيطانية الاسرائيلية كشرط لاستئناف المحادثات.
ورفض نتانياهو التجميد التام للمستوطنات، مشددا على ضرورة ضمان "الحياة العادية" في المستوطنات التي يعيش فيها نحو 500 الف اسرائيلي.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية الاربعاء ان اسرائيل تقترب من الموافقة على تجميد جزئي لبناء المستوطنات مقابل تشديد العقوبات الدولية المفروضة على ايران بسبب برنامجها النووي.
وعقب لقائه براون، قال نتانياهو انه يرغب في ان يعثر مع ميتشل على "صيغة تسوية تمكننا من الاطلاق الفوري لعملية (سلام) وفي الوقت ذاته تمكن سكان (المستوطنات) من مواصلة حياة عادية".
وقال انه يسعى كذلك الى وضع الكرة في ملعب الفلسطينيين، مشيرا الى انه اتخذ خطوات باتجاه الحل القائم على دولتين وتحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية للفلسطينيين.
واضاف ان "الصيغة الرابحة" ستكون اذا وافق الفلسطينيون على اقامة دولة منزوعة السلاح والاعتراف باسرائيل دولة يهودية.
ويحاول ميتشل الضغط على الدول العربية لاتخاذ بعض المبادرات تجاه اسرائيل.
وطبقا لمسؤولين، يرغب نتانياهو من السعودية ان تفتح مجالها الجوي للطائرات الاسرائيلية واقامة علاقات دبلوماسية على مستوى منخفض.
واكد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ان السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب، تعتزم اقامة دولتها خلال عامين بغض النظر عن عملية السلام.