الجيش الأميركي يعد ملفات حول صحافييه في أفغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: أفاد تقرير صحافي الاربعاء ان وزارة الدفاع الاميركية تعاقدت مع شركة خاصة للتحقيق حول صحافيين يطلبون مرافقة القوات الاميركية في افغانستان من اجل تحديد كيفية التأثير على تغطيتهم الاعلامية.
وكتبت صحيفة ستارز اند سترايبس التي يمولها البنتاغون غير انها تتمتع باستقلالية على صعيد التحرير ان مجموعة العلاقات العامة "راندون" تقوم بتقييم الصحافيين لحساب البنتاغون ووضع "ملفات" حولهم معدة للعسكريين. وتصنف هذه "الملفات" مقالات الصحافيين ما بين "ايجابية" و"سلبية" و"محايدة" وتعطي العسكريين ارشادات ونصائح حول كيفية التأثير على تغطيتهم.
ووصف احد هذه الملفات الذي اطلعت عليه الصحيفة تغطية احد الصحافيين بانها "محايدة الى ايجابية" لكنه اضاف ان المقالات السلبية "يمكن معالجتها" اذا حصل الصحافي على تصريحات من مسؤولين عسكريين. واعتبر ملف اخر ان احد الاعلاميين في التلفزيون يعتمد "زاوية غير موضوعية" لكنه نصح بان حضه على نقل "الوجه الايجابي لعملية ناجحة" قد "يؤدي الى تغطية مؤاتية".
وشدد المتحدث باسم البنتاغون براين ويتمان على ان وزارة الدفاع لا تصنف الصحافيين استنادا الى نوعية تغطيتهم. وقال "لا نقوم بمثل هذا الامر هنا". وكان المتحدث اعلن الاثنين تعليقا على مقال اول للصحيفة اتهم الجيش برفض طلبات بعض الصحافيين لمرافقة القوات في افغانستان "يمكنني ان اؤكد لكم ان المعيار الذي تعتمده وزارة الدفاع لتقييم مقال ما هو دقته". واضاف "يكون المقال جيدا حين يكون دقيقا ويكون سيئا اذا كان غير صحيح. هذا هو المعيار الوحيد الذي نعتمده هنا".
وترد هذه المعلومات في وقت تبدي واشنطن قلقا حيال تراجع التأييد الشعبي للحرب في افغانستان وقد اظهر استطلاع للرأي اجري اخيرا ان 51% من الاميركيين يعتبرون انه لا يجدر خوض هذا النزاع.
وندد الاتحاد الدولي للصحافيين الذي يتخذ مقرا له في بروكسل الاربعاء بمثل هذه الممارسات التي نقلتها الصحيفة. واعتبر ايدان وايت الامين العام للاتحاد الذي يؤكد انه يمثل 600 الف صحافي في 123 بلدا، في بيان ان "وضع ملفات بالصحافيين يضر باستقلالية الاعلام". وتابع "هذا ينفي اي ادعاء بان الجيش يسعى لمساعدة الصحافيين على العمل بحرية ويوحي بانه مهتم بالدعاية اكثر منه بالتقارير الصحافية النزيهة". ورأى ان "احلال الديموقراطية في افغانستان هو تحد هائل .. لكن تحقيقه لن يتم بمحاولة التلاعب بالاعلام او تشجيع الصحافيين على الانحياز للقوات".
وقد تعامل الصحافيون مع القوات العسكرية باشكال مختلفة غير ان الحاق صحافيين او مصورين بوحدة عسكرية في منطقة تشهد حربا هي ممارسة عمد اليها الجيش الاميركي في اجتياح العراق عام 2003.
ويؤكد مؤيدو هذا النوع من التغطية الاعلامية انه يسمح للصحافيين بان يطلعوا مباشرة على الاحداث ويتابعوا العمليات الجارية عن كثب، فيما يقول منتقدوه انه يجعل الصحافيين يتعاطفون مع القوات العسكرية الامر الذي لا يخدم موضوعية التغطية الميدانية اذ يطلب من الصحافيين توقيع وثائق تحدد ما يمكنهم نقله.