أخبار

في إقليم لوغار طالبان هددت فامتنع الجميع عن التصويت

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بولي علام: لن ينسى سكان ولاية لوغار، معقل المتمردين القريب من كابول، يوم الانتخابات الرئاسية الافغانية في 20 آب/اغسطس، فقد احتموا في منازلهم مذعورين من زخات الصواريخ والتهديدات لتبقى صناديق الاقتراع فارغة. وقال صديق الله صاحب متجر لقطع غيار السيارات في بولي علام، كبرى مدن لوغار، "الحق يقال ان الانتخابات لم تجر في لوغار".

والولاية، التي لا تبعد سوى بضع كيلومترات عن كابول جنوبا، توصم منذ سنوات بانها وكر لعصابات اجرامية ولجماعات المتمردين الاسلاميين من عناصر جماعة طالبان وغيرها. واطلق هؤلاء حملة ترهيب لثني الناخبين عن الاقتراع وتقويض مصداقية الاستحقاق الذي يعتبرونه "خدعة من تدبير الولايات المتحدة".

ففي 10 آب/اغسطس، هاجموا مكاتب الحاكم والشرطة في بولي علام ما ادى الى مقتل شرطي واثارة الرعب في نفوس السكان المذعورين بالفعل من رسائل التهديد الليلية. لذا، صباح يوم الاستحقاق، عندما انهالت القذائف على الولاية "لزم الناس منازلهم"، بحسب صديق الله الواقف تحت اشعة الشمس الحارقة التي تكوي في شهر رمضان هذه المدينة الغبراء وسهلها القاحل الذي يتوسط جبالا داكنة.

وقال زميله اوكمران، وهو شاب اخضر العينين في ال27 ارسل لحيته "لم يكن الموضوع الامتناع عن الانتخاب، بقدر ما كان تجنب الموت". هنا انضم اليه زميله منصور ستانيكزاي من مشغله، بقميص تقليدية فستقية اللون تطبعها بقع من شحم المحركات. وهو متحدر من قرية بدخو-شانه "التي تحوي اكثر من ستة الاف نسمة" حيث لم يتم احصاء اكثر من سبعة اصوات.

واقر رئيس اللجنة الانتخابية في الولاية امين الله فضلي بان "المشاركة كانت ضئيلة". وقد دعي حوالى نصف سكان لوغار البالغ عددهم 400 الف الى الانتخاب. لكن اغلبية المكاتب ظلت شبه فارغة. وافاد مصدر مطلع في اللجنة ان "اكثرية الصناديق في لوغار عادت شبه فارغة، او مع خمسة او سبعة او عشرة اصوات فقط".

واضاف "غالبا ما اقتصر الناخبون على عناصر الشرطة والجيش الذين يحرسون المكاتب والتجار العاملين في محيطها". وباستثناء منطقة ازرا المكتظة والخاضعة لنفوذ عشيرة احمدزاي الباشتونية حيث انتخب اكثر من 70% من السكان، اتت النتائج كارثية، اذ غالبا ما كانت دون 10% او حتى 5% بحسب المصدر نفسه، الذي لم يبد متفاجئا لان "شطرا ضئيلا جدا من الولاية هو الذي تم ضمان امنه".

ومساء يوم الانتخابات، "اتى المتمردون الى القرى وانهالوا بالضرب على كل من انتخب" بحسب اوكامران الذي عمل في ماكينة الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي. ولفت محمد طاهر التاجر الذي يبلغ 29 عاما الى ان البعض اعتبر ان ضعف المشاركة كانت له فائدة واحدة هي تجنب الغش. وقال ان "تزوير اي صوت يفترض من الاساس وجود هذا الصوت".

لكن اوكامران ابتسم ساخرا عند سؤاله ما اذا حصلت عمليات حشو للصناديق وهو يجيب "نعم، بالطبع". وراى كثيرون انه كان من الاجدى ارجاء الانتخابات حتى تحسين المستوى الامني، كما تساءلوا حول تصريحات الحكومة وحلفائها الدوليين الذين اعتبروها "نجاحا".

وقال ستانيكزاي آسفا "يخال للمرء انهم لا يبالون باصوات الناس، وانهم نظموا العملية برمتها لمصلحتهم الخاصة". غير ان صديق الله يبدي المزيد من العقلانية فيقول "انتخابات كهذه لا تعني شيئا، لان مكاتب الانتخاب كانت فارغة. بالنسبة لي اذا لم يدخل احد متجري، اغلق ابوابه واغير مهنتي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف