مخاوف من عمليات تطهير تستهدف الجامعات الإيرانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إعداد عبدالاله مجيد: نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الصادر اليوم الاربعاء تعليقا يتناول الحملات التي شنها القادة الايرانيون مؤخرا ضد مناهج العلوم الانسانية في الجامعات الايرانية مشيرة الى انها قد تكون ايذانا بانطلاق عمليات تطهير في الجامعات الايرانية. وجاء في التعليق: فيما تستعد الجامعات الايرانية لاستقبال العام الدراسي الجديد ثمة مخاوف متزايدة في الاوساط الاكاديمية من قيام الحكومة بعمليات تطهير في اقسام العلوم السياسية والاجتماعية تستهدف الاساتذة والمناهج التي تُعد "لا اسلامية" ، بحسب اكاديميين ومحللين سياسيين داخل ايران وخارجها.
وتزايدت هذه المخاوف بعد خطابات المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس محمود احمدي نجاد فضلا عن اعترافات معتقلين سياسيين تشير الى ان تدريس مواضيع وافكار علمانية حوَّل الجامعات الى حاضنات للغليان السياسي الذي انفجر بعد الانتخابات الرئاسية المطعون بها في حزيران/يونيو.
قال آية الله خامنئي هذا الاسبوع ان دراسة العلوم الاجتماعية "تزرع الشكوك واللايقين" ، ودعا "المدافعين الأشاوس عن الاسلام" الى مراجعة العلوم الانسانية التي تُدرَّس في الجامعات الايرانية قائلا انها "تروج العلمانية" ، بحسب وسائل اعلام ايرانية.
وكان المحافظون الايرانيون ينظرون منذ سنين بعين الريبة الى دراسة مواضيع مثل الفلسفة والسوسيولوجيا. وفي الايام الاولى من الثورة الاسلامية أقدم قادة ايران على غلق جامعات وحاولوا تغيير المناهج بما ينسجم مع ايديولوجيتهم الثورية الاسلامية. وقد باءت محاولاتهم بالفشل في نهاية المطاف بتأثير قوى أكثر برغماتية تحرص على الارتباط بالاقتصادات الغربية ، وجمهور طلابي متعطش الى الافكار العصرية والتواصل مع الغرب.
ولكن الفشل لم يعالج قط الخلافات الايديولوجية التي جعلت من المتعذر على البلاد ومؤسساتها المنتخبة والدينية الهجينة ان تتفق على نهج واحد ، بل ولا حتى على هوية واحدة. وفي السنوات الأخيرة كثيرا ما تعرض اكاديميون حضروا مؤتمرات في الخارج أو شاركوا في برامج تبادل ثقافي الى التنديد في الداخل أو صاروا موضع شبهة. واعتُقل البعض بتهمة السعي الى تنظيم "ثورة ناعمة".
تشير الخطابات الأخيرة التي القاها قادة ايران الى انهم قد لا يكونون مستعدين بعد الآن للسكوت على مثل هذا الالتباس بعد اشهر من المحاولات الفاشلة لاخماد الأزمة السياسية والاجتماعية التي فجرتها الانتخابات.
كان تجدد اهتمام الدولة بقطاع التعليم احتل مركز الصدارة الاسبوع الماضي عندما بث التلفزيون الايراني اعترافات اصلاحي بارز هو سعيد هاجريان الذي يعتبر منظِّر الحركة الاصلاحية.
الاعترافات التي رفضها القادة الاصلاحيون بوصفها تعكس آراء سجاني هاجريان تضمنت نقدا مستفيضا للعلوم الانسانية ، وخاصة السوسيولوجيا والعلوم السياسية. كما تناولت تطبيق السيد هاجريان للنظريات السياسية على عمله. وقال في اعترافانه: "اطلب مغفرة الشعب الايراني عن هذه التأويلات غير الجديرة التي اصبحت سببا للكثير من الأفعال اللااخلاقية".