السياسة في صلب زيارات ولي عهد البحرين الرمضانية

المنامة: باشر ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة زيارات شبه يومية للمجالس الرمضانية، فيما اعتبر مسؤولون ومراقبون ان هذه الزيارات تجاوزت تقاليد التواصل الاجتماعي لتكتسب طابعا سياسيا. ومن بين زيارات عدة، اكتسبت الزيارة التي قام بها الثلاثاء الى مجلس الشيخ عيسى قاسم، احد كبار رجال الدين الشيعة في البحرين، ومن قبلها زيارة الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية (التيار الشيعي الرئيسي)، اهمية اضافية.

وحرص ولي العهد على ايصال رسائل سياسية واقتصادية في زياراته حيث دعا لدى لقائه الشيخ عيسى قاسم الى "عدم السماح لاي كان داخل المملكة للاستجابة لما يجري خارجها"، معتبرا ان "تجربة البحرين تجربة فريدة في الأصالة والتنوع"، وفق ما نشرته الصحف البحرينية الاربعاء. وقال الشيخ سلمان "ان البحرين رغم التقلبات الراهنة في المنطقة والأحداث التي عصفت بمكوناتها وكياناتها، قد احتفظت بتقاليد موروثة حمت وحدتها التاريخية وصانت بنيتها المتماسكة".

من جهته، قال الشيخ عيسى قاسم "آن الاوان لكل بحريني ان يفهم ان لا علاقة للخلافات التي تجري حولنا بوحدتنا وان علينا رغم صغر مساحة البحرين ان نكون نموذجا يحتذى لمعنى الاسرة الواحدة الذي اطلقه سموكم في هذا الشهر المبارك". وفي مجلس احمد منصور العالي، احد كبار رجال الأعمال الشيعة في البحرين، شدد الشيخ سلمان على "ان تبادل الثقة بين القطاع الخاص والقطاع العام هو الذي يحمي الاقتصاد ويضمن له الازدهار والتقدم"، في اشارة على ما يبدو الى الشكاوى في اوساط رجال الاعمال من التدابير التي فرضتها الحكومة في سوق العمل وخصوصا رسوم العمالة الاجنبية وقرار حرية انتقال العامل.

وفي 30 اب/اغسطس، شدد ولي العهد لدى زيارته لمجلس عائلة كانو (احدى كبار العائلات التجارية في البحرين)، على "ان الاطار الذي يحمي التنمية ويصونها هو اطار الحرية". وفي الليلة نفسها، زار الامين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيخ علي سلمان (نائب في البرلمان) في مقر الجمعية وشدد على ضرورة "ان يظل الاختلاف في اطار الأسرة الواحدة لانه اختلاف مقبول في حال صلحت النوايا وكانت صافية".

وقال مسؤول بحريني لوكالة فرانس برس ان ولي العهد "يقوم بزيارة المجالس كل عام لكن ضمن تقاليد التواصل الاجتماعي. لكن زياراته هذا العام اكتسبت طابعا سياسيا واقتصاديا مهما". وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الافصاح عن هويته ان "لدى سموه رسائل سياسية واقتصادية يريد توصيلها" و"هو يحمل هموما كبيرة وعلى راسها الهم الاقتصادي" و"من المهم بالنسبة له ان يوصل وجهات نظره للمعنيين".

واعتبر هذا المسؤول ان "زيارات ولي العهد سيكون لها اثر ايجابي في المزيد من التفهم للتغييرات التي ستتخذها الحكومة خصوصا في الميدان الاقتصادي"، موضحا ان "التواصل والنقاش يسهل الأمور ويزيد من امكانيات التفهم لدى الناس". من جانبه اعتبر استاذ علم الاجتماع في جامعة البحرين باقر النجار في تصريح لوكالة فرانس برس، ان زيارتي ولي العهد للشيخ عيسى قاسم ولجمعية الوفاق "لهما مغزاهما السياسي لانهما تزامنتا مع ظرف تعيشه البحرين والمنطقة".

واوضح النجار ان "الأوضاع في العراق وايران لها انعكاسات بالتأكيد على البحرين (..) اعتقد ان زيارات ولي العهد تأتي في سياق السعي الدائم لتجنب اية آثار سلبية على البحرين لما يجري في المنطقة". واشار الى ان "الاقتصاد يمثل هما رئيسيا لولي العهد" الذي يرأس ايضا مجلس البحرين للتنمية الاقتصادية، موضحا "ان الشيخ سلمان يريد بهذا التواصل ان يعطي دفعة سياسية للخطط الاقتصادية لكي يتلافى ايضا اي قصور في توصيل الرؤية واحداث نوع من النقاش حولها".

لكن على الرغم من الانطباعات الايجابية التي تركتها زيارة الشيخ سلمان لجمعية الوفاق (الشيعية)، انتقدت جمعية الاصالة (سلفيون سنة) ظهور علم جمعية الوفاق بجانب علم البحرين في اللقاء وفق ما نشرته صحيفة "الايام" البحرينية الاربعاء. وبعد ان اشادت جمعية الاصالة بزيارة الشيخ سلمان لجمعية الوفاق، اكدت "ان العلم البحريني هو المظلة الجامعة المانعة للمجتمع البحريني" و"يجب نبذ اتخاذ الرايات المنفردة والتوجه للراية الوطنية الجامعة والمعبرة عن البيت الجامع لافراد الشعب مهما كانت مشاربهم وتوجهاتهم".

واضافت "لقد برز العلم البحريني الى جوار سمو ولي العهد اثناء زيارته الكريمة لجمعية الوفاق الاسلامية وظهرت راية اخرى للجمعية الى جوار امينها العام (..) وقد كان اولى بالجمعية ان تترك الشعارات والرموز لتجري في المكاتبات والاوراق وهو مكانها الطبيعي فمن غير المناسب اظهار الشعار على هيئة علم آخر".