اطباء بلا حدود: العنف يتصاعد في جنوب السودان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم: اكدت منظمة اطباء بلا حدود التي تعمل في مجال الاغاثة الانسانية الخميس ان "العنف يتصاعد بشكل كبير" في جنوب السودان منذ مطلع العام الجاري، في وقت اعلن حزب الامة السوداني انه سيحترم خيار الجنوب اذا قرر الانفصال.
وقال رئيس المنظمة في جنوب السودان جوناثان ويتول في بيان "اننا نلاحظ هذا العام تصعيدا كبيرا للعنف في جميع مناطق جنوب السودان" مشيرا الى الهجمات التي يشنها جيش الرب للمقاومة (متمردون اوغنديون) في اقصى جنوب السودان والى المعارك التي تشهدها ولايات جونقلي واعالي النيل وبحر الغزال.
واوضحت منظمة اطباء بلا حدود ان المعارك تختلف هذا العام عن الاشتباكات المعتادة التي كانت تقع بين قبائل تتنازع على الماشية والمراعي. وقال البيان ان "النساء والاطفال الذين كان يتم عادة تجنبهم يتم استهدافهم الان بشكل عمدي وعدد القتلى اكبر من عدد الجرحى".
ومنذ مطلع العام، قتل قرابة 2000 شخص في معارك قبلية او اشتباكات بين ميليشيات في جنوب السودان.
وخلال الاشتباكات في منطقتي اعالي النيل وجونقلي، حيث قامت اطباء بلا حدود بعلاج عدد من الاشخاص، تم احصاء 1057 قتيلا و259 جريحا.
واعتبر ويتول ان هناك "ظاهرة جديدة وهي مهاجمة القرى بنية القتل والنتيجة هي ان السكان يعيشون في خوف دائم".
واوقعت معارك بين رجال مسلحين والجيش الشعبي لتحرير السودان (الجناح العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان التي تمثل المتمردين الجنوبيين السابقين) الجمعة الماضي 34 قتيلا في منطقة جونقلي، بحسب ما قال مسؤول عسكري نهاية الاسبوع الماضي.
وتقول منظمة اطباء بلا حدود انه بحسب احصاءات السلطات في اقليم جونقلي فان عدد النازحين بسبب اعمال العنف بلغ 24 الف شخص.وقال مسؤول في الامم المتحدة الخميس ان المعارك ادت الى نزوح "عدة الاف" من دون ان يخدد عدد الاشخاص الذين فروا من قراهم هربا من المعارك.
حزب الامة السوداني سيحترم خيار الجنوب اذا قرر الانفصال
على صعيد متصل، دعا رئيس حزب الامة السوداني الصادق المهدي في وقت سابق الخميس الى بقاء السودان موحدا ولكنه قال انه سيحترم خيار الجنوب اذا ما قرر الانفصال.
وقال المهدي في تصريحات للصحافيين في مطار جوبا "جئنا الى هنا اليوم ومعنا برنامج محدد من اجل ان نناقش مع الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون جنوبيون سابقون) كيفية وجود سودان يسوده العدل ويكون قادرا على جذب تأييد اخواننا واخواتنا في الجنوب الى خيار الوحدة".
وتهدف زيارة المهدي الى جوبا، عاصمة اقليم جنوب السودان الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي، الى التوقيع مع الحركة الشعبية لتحرير السودان على اتفاق بشأن الانتخابات السودانية المقبلة المقرر اجراؤها في نيسان/ابريل المقبل.
ولكن المهدي، الذي ترأس اخر حكومة انتخبت ديموقراطيا في السودان في العام 1996 قبل ان يطيح بها الرئيس عمر البشير بعد ذلك بعامين، اكد انه سيحترم خيار الجنوبيين اذا ما فضلوا الانفصال خلال الاستفتاء المقرر اجراؤه في العام 2011 في الجنوب بموجب اتفاق السلام الشامل الذي وقع في العام 2005 وانهى حربا اهلية دامت 21 عاما بين الشمال والجنوب.
واوضح انه "سيناقش شروط التعايش وفي حالة ما اذا اختار اخواننا واخواتنا في الجنوب الاستقلال العام فماذا ستكون طبيعى العلاقة الاخوية والخاصة التي ستنشأ بين دولتينا".