أخبار

طالبان تطالب بالتحقيق في غارة الاطلسي على قندوز

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كابول: طالبت حركة طالبان في بيان الاثنين المجتمع الدولي بفتح تحقيق لكشف ملابسات "الجريمة" التي ارتكبت في ولاية قندوز في شمال افغانستان حيث اسفرت غارة جوية للحلف الاطلسي الجمعة عن مقتل العشرات، بينهم مدنيون.

ولا تزال حصيلة القتلى الذين سقطوا في هذه الغارة غامضة بانتظار جلاء نتائج التحقيقات المختلفة التي يجريها كل من الحلف الاطلسي والحكومة الافغانية والامم المتحدة. واجمعت المصادر الرسمية على التأكيد ان غالبية قتلى هذه الغارة هم من طالبان.

وتضمن البيان الذي نشرته طالبان عبر البريد الالكتروني، لائحة اسمية بالضحايا المدنيين الذين سقطوا في الغارة ومهنة كل منهم، والذين تقول ان عددهم بلغ 79، علما انها تحدثت في بيان سابق عن مقتل 150 مدنيا في الغارة.

وقالت الحركة في بيانها انه "مما لا شك فيه ان جريمة كبرى ارتكبت في ولاية قندوز (...) تم خلالها استداف مدنيين. ان القوانين الدولية وشرعة الامم المتحدة ومعاهدة جنيف واضحة بشأن هكذا جرائم".

واضافت طالبان "اذا كانت الامم المتحدة ومنظمة العفو الدولية ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان (...) تعترف بحقوق الانسان او توليها اولوية، عندئذ سيتم تبيان الحقيقة من الاكاذيب في هذه القضية".

وناشدت الحركة "القضاة الدوليين" في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التحرك، محذرة اياهم من انهم "اذا لم يحققوا مع مجرمي الحرب في حادث قندوز او، على الاقل، لم يتحركوا ضد هؤلاء المجرمين، فسيلحق العار بهم".

وخلص بيان الحركة الى القول "بالنسبة لنا سيظهر حادث قندوز ما اذا كانت الادعاءات الدولية بالدفاع عن حقوق الانسان حقيقية ام مجرد خدعة".

وكانت طائرات تابعة للاطلسي قصفت الجمعة شاحنات صهاريج استولى عليها مقاتلو طالبان في ولاية قندوز بينما كان عشرات المدنيين متجمعين قرب هذه الشاحنات بغرض الحصول على كميات من الوقود قدمتها لهم طالبان، على ما افاد شهود.

وامر الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي الحكومة الافغانية بفتح تحقيق في الحادث، واعلن في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية الاثنين ان "اكثر من 90 قتيلا" سقطوا في هذه الغارة الناجمة برأيه عن "سوء تقدير"، في حين اكدت حكومة ولاية قندوز الاحد مقتل 48 من طالبان وستة مدنيين فقط في الغارة.

وبغض النظر عن عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا في هذه الغارة، فقد اثار نبأ مقتل المدنيين مشاعر غضب في العواصم الغربية التي عمد الكثير من قادتها، ولا سيما في فرنسا وايطاليا ولوكسمبورغ، الى توجيه نقد علني للضربة الجوية، في حين اعلن الحلف الاطلسي عن استراتيجية جديدة لحماية المدنيين وكسب تعاطف السكان.

غيتس: سقوط مدنيين في أفغانستان يطرح مشكلة

من جهة أخرى، اقر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية أن سقوط ضحايا مدنيين في أفغانستان بات يطرح "مشكلة حقيقية". وتأتي تصريحات غيتس، التي تبث الاثنين على قناة الجزيرة العربية، في خضم جدال بشأن غارة نفذها حلف شمال الأطلسي بطلب من القوات الألمانية، وخلفت عدداً كبيراً من القتلى فجر الجمعة في ولاية قندوز، شمال أفغانستان.

وقال غيتس "أعتقد انها مشكلة حقيقية، والجنرال ماكريستال يعتقد ايضا انها مشكلة حقيقية". ويقود الجنرال ستانلي ماكريستال القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان.

وقال غيتس، وفق نص المقابلة التي نشرتها الجزيرة نصها على موقعها على الانترنت، ان الطالبان يستهدفون المدنيين او يقصدون تعريضهم للخطر بطرق اخرى.

واضاف "ولكننا نعمل على وضع خطط تكيتية جديدة تقلل من هذا. ولكن الامر يشكل تحديا".

وقال غيتس ان "الاساس في نجاح الدول الاثنتين والاربعين التي تعمل علىمساعدة الشعب والحكومة الافغانية في هذه المرحلة هو ان يواصل الشعب الافغاني اعتبارنا اصدقاء لهم، وشركاء لهم، واننا هنا لنساعدهم".

واضاف "ولذلك فان الضحايا المدنيين يشكلون مشكلة بالنسبة لنا ونحن نفعل كل ما هو ممكن لتفادي ذلك".

وقتل 54 شخصا على الاقل الجمعة عندما امر قائد الماني في قندوز بشن غارة على صهريجين للبنزين سرقهما متمردو طالبان.

وافادت تقارير ان مدنيين كانوا بين القتلى ما اثار موجة من الانتقادات وخصوصا لحكومة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي اصرت ان القتلى من مقاتلي طالبان.

وانطلق الجدال في المانيا التي تشارك في مهمات عسكرية دولية منذ عشر سنوات فقط، قبل عشرين يوما من الانتخابات وفي حين لا يحظى نشر قوات في افغانستان سوى بشعبية متدنية.

كما غذت الغارة الجدال في واشنطن حول حجم وهدف الالتزام الاميركي في افغانستان والذي انتقده الكونغرس الاميركي في وقت يتوقع ان يطلب القادة العسكريون مزيدا من القوات مع تراجع الوضع الامني.

وقال غيتس انه قلق بشأن ارسال مزيد من القوات الى افغانستان خشية ان يعتبرهم الافغانيون في وقت ما بمثابة محتلين.

واوضح ان "وجهة نظر الجنرال ماكريستال، والتي لها اساس قوي باعتقادي، هي التالية: ان كيفية استخدام هذ القوات وكيفية تفاعلها مع الشعب الافغاني، هي التي تحدد فعليا كيف ينظر الافغان الى هذه القوات".

واضاف "واعتقد ان النهج الذي اعتمده في ما يتعلق بالشراكة مع افغان والتفاعل مع الشعب الافغاني وتقديم الدعم لهم، قلل من المخاوف التي كنت اشعر بها".

وردا على تعليق للمبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك الذي طلب منه تحديد النجاح في افغانستان فقال "سنعرف عندما نراه"، قال غيتس "كنت على الارجح ساجيب على السؤال بطريقة مختلفة".

"جوابي كان سيكون: اعتقد ان النجاح او التقدم سيتحقق عندما نرى قوات الامن الافغانية، الشرطة والجيش، تضطلع بدور اكبر فاكبر في العمليات الامنية لحماية افغانستان والشعب الافغاني، بحيث يتراجع دورنا الى تقديم المشورة، ومن ثم المغادرة".

rlm;

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف