موراتينوس بحث مع مبارك وساطة أوروبية بين العراق وسوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نبيل شرف الدين من القاهرة: في ختام المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الإسباني ميغيل موراتينوس مع الرئيس حسني مبارك يوم الثلاثاء في القاهرة، قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري إنها تركزت على التطورات الراهنة في القضية الفلسطينية وسبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن موراتينوس سيتوجه إلى دمشق للاجتماع بالرئيس السوري بشار الأسد في إطار جولة شرق أوسطية، تقوده أيضاً إلى إسرائيل ورام الله، وهي الجولة التي أشار مراقبون إلى أنها تستهدف تشجيع دمشق على ممارسة الضغوط على حركة "حماس"، لإنجاز الحوار الوطني الفلسطيني، من أجل تهيئة الأجواء لاستئناف عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأوضح أبو الغيط أن لقاء الرئيس مبارك ووزير خارجية أسبانيا تطرق إلى عدد من المسائل على رأسها السلام في الشرق الأوسط وكيف يمكن لأسبانيا ومصر المساهمة في تحقيق بدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما تطرق الحديث إلى الوضع العربي بصفة عامة خاصة المسألة الشائكة بين سورية والعراق وكيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يساهم في هذا الصدد.
وعما إذا كان وقف الاستيطان يقابله التطبيع مع إسرائيل قال أبو الغيط "الإجابة الأكيدة هي (لا)، لكن علينا التفكير في كيفية التعامل مع الوضع الذي نواجهه الآن فهناك عمليات مستمرة للاستيطان على الأراضي الفلسطينية وعمليات تآكل لهذه الأراضي وعدم التوصل لعملية تسوية والانقسام الفلسطيني الواضح، واحتمال بزوغ كيانين فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة"، على حد تعبيره.
ووصف أبو الغيط محادثات مبارك - موراتينوس، بأنها كانت "مثمرة وستفتح طريق التعاون المثمر مع أوروبا، والذي سيكون أكثر اتساعا في ظل رئاسة أسبانيا للاتحاد الأوروبي وله تأثير كبير"، اعتبارا من كانون الثاني (يناير) المقبل، وقال"إن زيارة موراتينوس للقاهرة تعكس أهمية العلاقات بين الجانبين.
وأضاف: "دار نقاش حول الاتحاد من اجل المتوسط خاصة وان اسبانيا ستتولى رئاسة الاتحاد بدءا من منتصف العام القادم حيث تم الاتفاق على عقد القمة الثانية للاتحاد منتصف العام المقبل في مدينة برشلونة برئاسة مصرية ـ أسبانية ـ فرنسية، لافتاً إلى الاتفاق على عقد لقاء قمة بين الرئيس مبارك والترويكا الأوروبية في أسبانيا على هامش قمة الاتحاد من أجل المتوسط.
وساطة أوروبية
من جانبه قال وزير الخارجية الأسباني ميغيل موراتينوس "إن زيارتي للقاهرة تأتي في إطار دعم مساعي السلام وتسوية مشكلة الشرق الأوسط، وأشار إلى أنه التقى المبعوث الأميركي جورج ميتشل يوم "الأحد" الماضي حيث أطلعه ميتشل على الجهود والمساعي الحالية لدفع عملية السلام خاصة ما يتعلق بالتزام إسرائيل بتجميد المستوطنات، وأعرب عن ثقته في أن تدفع هذه الجهود المبذولة عملية السلام الى الأمام بشكل جيد.
وأضاف: إن زيارته تندرج أيضا في إطار الترتيبات للإعداد للزيارة المقبلة التي يقوم بها رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس ثاباتيرو للقاهرة في الخريف المقبل، كما أشار إلى أن أسبانيا ترغب في ان تكون لاعبا جيدا وإيجابيا في عملية السلام بالتعاون مع مصر والدول الأخرى الداعمة لعملية السلام..وأوضح انه ستوجه من مصر لزيارة سورية والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، وأنه يأمل في انطلاقة جديدة لعملية السلام برعاية الرئيس الأميركي بارك أوباما.
ولفت موراتينوس إلى أن زيارته لمصر تأتي أيضا في إطار التنسيق بين أسبانيا باعتبارها الرئيس القادم للاتحاد الأوروبي ، وقال "نرغب في العمل مع مصر لدفع التعاون في إطار دول الاتحاد في قمته الثانية التي تعقد في برشلونة".
وردا على سؤال حول الحديث المتكرر في دول الاتحاد الأوروبي عن ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي دون أن تتخذ أي خطوات فعلية على الأرض، قال الوزير الأسباني إنه جرى خلال الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تأكيد الرغبة في دعم مساعي مبعوث السلام الأميركي من أجل تجميد بناء المستوطنات، وأضاف أنه في حالة التزام إسرائيل بهذا الأمر فإننا نرغب في أن يكون هناك اتجاه من الدول العربية بشأن تحسين علاقاتها مع إسرائيل.
نهاية الطريق
وأكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري أن بلاده ترى ضرورة الحاجة لبدء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس مفاهيم واضحة وأرضية متفق عليها تعيدنا إلى الوضع قبل عام 2000، حيث كانت هناك مكاتب لبعض الدول العربية في إسرائيل ومكاتب تجارية لإسرائيل في عدد من الدول العربية أن المطلوب الآن هو موقف عربي يصمم على توقف إسرائيل بالكامل عن عمليات الاستيطان والبدء الفوري في المفاوضات على أساس خطة "خارطة الطريق" للسلام ومفهوم الدولة الفلسطينية الموحدة المستقلة.
كما شدد أبو الغيط على أن مصر تطالب بنهاية للطريق وليس بخريطة الطريق فقط فالهدف المصري نهاية الطريق وان يأتي هذا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي كموقف واضح يتعلق بالتسوية النهائية التي يمكن ان تتم عليها المفاوضات.
وقال: "انه إذا ما تحركت إسرائيل بخطوة كبيرة تجاه الفلسطينيين تعكس مصداقية الموقف الإسرائيلي واستعدادا إسرائيليا للتفاوض الجاد والحقيقي بما يقودنا إلى نهاية الطريق أو الهدف النهائي الذي يريده الفلسطينيون في الدولة فعندئذ، إذا ما تحركت بعض الأطراف العربية من وجهة نظرها وطبقا لقدراتها وإيقاع الموقف فلن نستطيع أن نختلف معها..مشيرا إلى أن هذا الموقف لن يكون غريبا حيث إن الجامعة العربية وفي الاجتماع الوزاري الأخير أقر الوزراء استعداد الدول العربية للنظر والبحث في الإجراءات التي يمكن أن تتخذها هذه الدول العربية في مواجهة خطوات إسرائيلية في هذا الصدد. واختتم الوزير المصري تصريحاته بالقول إن الدول العربية والجامعة العربية ومصر مطالة بالعمل على الإمساك بالموقف أكثر من أي وقت مضي والسعي لتحقيق هدف الدولة الفلسطينية المستقلة.