تنظيم القاعدة يبعد أنظاره عن بريطانيا لكن خطره ما زال قائما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إعداد عبدالاله مجيد: لم يمر عام خلال الفترة الواقعة بين 2003 و2006 دون ان تكون بريطانيا مستهدفة بمؤامرة خطيرة من تدبير "القاعدة". ولكن منذ احباط مؤامرة الطائرة المدنية في آب/اغسطس 2006 حلَّت فترة من الهدوء النسبي. وكانت الهجمات التي شهدناها مثل حادثة مطار غلاسكو كانت من صنع ناشطين منفردين أو معزولين.
كما ان ان بعض المعلقين بسبب خفض مستوى التهديد في بريطانيا مؤخرا من "شديد" الى "حرج" ، يذهبون الى ان الأسوأ أصبح وراءنا. وهذه نظرية لا يمكن ان نقتنع بها. لدى تقييم الخطر الناجم عن الارهاب ستركز السلطات على ما يدفع الأشخاص الى ممارسة نشاط ارهابي وسيلةً يعتزمون بواسطتها التعبير عن معتقداتهم وقدرتهم على شن هجوم.
كما ان ان بعض المعلقين بسبب خفض مستوى التهديد في بريطانيا مؤخرا من "شديد" الى "حرج" ، يذهبون الى ان الأسوأ أصبح وراءنا. وهذه نظرية لا يمكن ان نقتنع بها. لدى تقييم الخطر الناجم عن الارهاب ستركز السلطات على ما يدفع الأشخاص الى ممارسة نشاط ارهابي وسيلةً يعتزمون بواسطتها التعبير عن معتقداتهم وقدرتهم على شن هجوم.
ان مهمة تحديد مستوى التهديد على اساس الصورة الاستخباراتية الحالية بعيدة كل البعد عن حساب ما إذا كان من الممكن ان يخفف البلد درجة تحوطه دون مخاطرة أمنية. وان الخلط بين الاثنين يمكن ان تترتب عليه عواقب كارثية.
وقد نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية أمس تعليقا للكاتب اندي هايمن يتناول نشاط تنظيم "القاعدة" في الأراضي البريطانية عشية الذكرى الثامنة لهجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر التي تصادف يوم الجمعة. وجاء في التعليق:
تتيح التسجيلات الانتحارية لمنفذي هجمات السابع من تموز/يوليو والأشخاص الذين أُدينوا في مؤامرة الطائرة المدنية القاء نظرة فاحصة على الكراهية الموجهة ضد غير المسلمين. وهناك سمات مشتركة في كل مؤامرة داخل بريطانيا تشير الى ان من الجائز تماما ان هؤلاء الأفراد عندما غادروا بريطانيا للجهاد في باكستان ، كانوا في طريقهم الى التجذر.
كانت باكستان عند هؤلاء الرجال مدرسة لتخريج ارهابيين التقوا فيها محاربين قدماء وقادة من "القاعدة". وفي غضون فترة قصيرة تصلبت آراؤهم وأُبقي على الاتصال بهؤلاء الأشخاص لدى عودتهم الى بريطانيا.
يبدو ان الأحداث الأخيرة في باكستان عطلت طريقة تنظيم "القاعدة" في العمل من حيث استهداف بريطانيا بتهديده. ويذهب التقييم الاستخباراتي الى ان رشيد رؤوف ، حلقة الوصل ، وابو عبيدة المصري ، الخبير الأول في تصنيع العبوات ، لقيا مصرعهما. وان موتهما وسجن ابو هادي العراقي في معتقل غوانتانامو أبعد قادة نافذين وأعاق قدرة التنظيم على ادارة هجمات وتجنيد انتحاريين.
في غضون ذلك يركز حلفاء "القاعدة" من المتشددين على السيطرة على البلد بدلا من تخطيط هجمات ضد الغرب. ولكن ليس من حقيقة من هذه الحقائق يمكن ان توقف الترويج لأفكار متطرفة أو تمنع الخلايا غير المكتشَفة من حياكة مؤامرات جديدة.
ثمة اوجه شبه ينبغي استخلاصها من حلبة الجرائم الخطيرة. فإذا أُزيح رئيس العصابة عن الساحة تصبح العصابة ضامرة وإما تحل محلها عصابة أخرى أو تقيم تحالفات أو تنكفئ وتعيد تجميع قواها. لكن التهديد سيبقى. وستعود العصابة الى نشاطها لأن العقل الاجرامي مدفوع بحب المال. وعلى الغرار نفسه يبقى الارهابي مدفوعا بمعتقدات متطرفة. وبعد أن تلم بهما انتكاسة سيعمل الاثنان على تجديد القيادة والقدرات معا.
ثمة مؤشرات الى ان تنظيم "القاعدة" ربما كان يتطور بطريقة مماثلة. فإذا تلقت القيادة ضربات قصمت ظهرها واصبح العمل انطلاقا من باكستان أشد صعوبة ، سيبحث التنظيم عن مركز عصبي جديد. وثمة مخاوف حقيقية من ان تصبح الصومال موقعا أكبر أهمية. وكان منفذو تفجيرات 21 تموز/يوليو ينحدرون من القرن الافريقي وبين المشتبه بهم في مؤامرة معسكر التدريب في ملبورن افراد من الصومال.
في بريطانيا يشعر الصوماليون بالاغتراب وينظرون الى السلطات بعدم ثقة. ويعكس هذا الى حد ما الاحساس بالانفصام الذي انعكس لدى جماعات أخرى من المسلمين في انحاء بريطانيا بعد 11 ايلول/سبتمبر.
خُفض مستوى التهديد لأن المعلومات المتيسرة تقول للسلطات ان تنظيم "القاعدة" ليس بعنفوانه قبل سنوات. ولكن ينبغي النظر الى ذلك على انه موقف يُتخذ على المدى القريب ، وان هذه استراحة في العمليات القتالية وليس توقفها.