واصل أبو يوسف: إذا فشل الحوار سيحل الدمار على القضية الفلسطينية

رومل السويطي من رام الله: أكد أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف أن جبهته تعرف جيدا الدور الكبير الذي تلعبه القيادة المصرية لرأب الصدع الفلسطيني الداخلي، وأعرب عن أمله في أن لا يفشل الحوار الفلسطيني لما في ذلك من دمار سيحل على مجمل القضية الفلسطينية، كما أكد في سياق لقاء خاص مع "ايلاف" أن جبهة التحرير الفلسطينيةما زالت على نهج أمينها العام الراحل "أبو العباس"، وأنها تلعب دورا رياديا كتنظيم أساسي من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية .

وفي ما يلي نص الحوار:

- السؤال الأهم الذي يرغب الجميع بمعرفة جوابه هو: إلى أين وصلت المصالحة الفلسطينية؟
الجهود والمساعي المصرية متواصلة في سبيل المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام والانفصال الخطر في الوضع الفلسطيني الذي لا يستفيد من بقائه أو محاولات تكريسه سوى الاحتلال ، والجميع يثمن الدور المصري في سبيل ذلك من خلال التئام جلسة نهائية للحوار الوطني الشامل ، وبحضور الجميع للإعلان عن التوافق الوطني لحل الخلافات ، خاصة التي برزت من خلال جولات الحوار السابقة ، لهذا الأمر الإخوة في القيادة المصرية اتصلوا بالجميع وسلموهم ورقة تعكس رؤية مصر في حل الخلاف ، تمهيدا لعقد الجولة الأخيرة من الحوار الوطني الشامل المزمع عقده بعد عيد الفطر والتي ركزت على إمكانية التوافق على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة في النصف الاول من العام القادم ، وهم بانتظار ردود التنظيمات المشاركة في الحوار تمهيدا لامكانية نجاح هذه الجولة وتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني .

- في حال فشلت جولة الحوار الأخيرة المقررة بعد العيد، هل سيبقى الوضع على حاله، ام أن هناك خطوات قد يتخذها الرئيس؟
نأمل ان لا تفشل جلسة الحوار الشامل القادمة المزمع عقدها بعد عيد الفطر ، وخاصة ان التحضيرات لإنجاح هذه الجولة تتم بجهود استثنائية وباهتمام خاص من القيادة المصرية ، التي قدمت لنا ولجميع التنظيمات ورقة تعكس وجهة نظر من القيادة المصرية للحل ، وتركز على ضرورة التوافق الوطني لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة في النصف الأول من العام القادم وبإشراف عربي مباشر كمدخل رئيس للحل .

- من منطلق المثل القائل:"مصائب قوم عند قوم فوائد"، يقول البعض إنّ الفصائل الفلسطينية الصغيرة استفادت من الخلاف القائم بين حماس وفتح، ما هو ردكم؟
لا ، بالتأكيد، الجميع يخسر من الخلاف الفلسطيني ، المستفيد الوحيد من هذا الخلاف ومحاولات إبقائه او تكريسه هو الاحتلال وعكس ذلك تماما شعبنا الفلسطيني وفصائله تستفيد من الوحدة الوطنية وتعزيزها وبلورة استراتيجية واضحة تتمسك بحقوق وثوابت شعبنا ، وتقاوم الاستيطان والجدار والاحتلال ، وخاصة نحن في مرحلة تحرر الوطني تحتاج الى تضافر كل الجهود في سبيل استمرار المقاومة والكفاح الوطني حتى نيل شعبنا لحقوقه .

- باعتقادك، ما هي المشاكل التي تعيشها الفصائل الفلسطينية الصغيرة، خاصة بعد غياب الأنظمة التي كانت تمولها مثل النظام العراقي السابق ؟
لا شك أن انحسار الدعم العربي والظروف التي نمر بها ، شكلت عائقا امام تنفيذ البرامج المقرة للتنظيمات وحدت إمكانية التوسع والانتشار في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني .

- كيف تقيم وضع اليسار الفلسطيني في هذه المرحلة؟
بالطبع لم يرتق اليسار الفلسطيني الى الدور والمستوى المطلوب لأسباب عديدة ، ولكن نحن في مرحلة تحرر وطني وهذه المرحلة تحتاج إلى الجميع للمشاركة في معركة الصمود والتصدي للاحتلال .

- هل تجرون اتصالات مع حماس سواء بالضفة أو غزة، وهل لديكم قنوات اتصال مع حكومة حماس في غزة؟ وما هو الهدف من هذه الاتصالات إن وجدت؟
لا لم نجر اتصالات ثنائية ، ولكن جرت في إطار الحوارات الوطنية من اجل التوصل الى تفاهمات تنهي حالة الخلاف والانقسام الفلسطيني وفي قطاع غزة مكاتب الجبهة وقياداتها تعمل وتمارس دورها الوطني .

- كيف تقيّم علاقتكم مع حكومة د. سلام فياض؟
نحن في الجبهة ننظر الى حكومة سلام فياض على أنها حكومة تصريف أعمال للسلطة الوطنية الفلسطينية ، وهي حكومة شرعية تعمل لحين التوصل الى اتفاق حول حكومة التوافق الوطني الانتقالية الموقتة ، التي اتفق عليها في حوارات القاهرة وحكومة د . سلام فياض نجحت في إنجاز العديد من المهمات الموكلة لها سواء في ادارة الوضع الاقتصادي او خدمة ابناء شعبنا .

- بعد رحيل الأمين العام السابق لجبهة التحرير الفلسطينية "أبو العباس" في السجون الأميركية في العراق، هل تغير نهج الجبهة نحو الأطروحات السلمية والعمل السياسي فقط، وما هي أبرز نشاطاتكم؟
جبهة التحرير الفلسطينية لم تغير نهجها او برنامجها بعد استشهاد أمينها العام وقائدها ابو العباس في السجون الاميركية في العراق ، بل بالعكس من ذلك هي اكثر تمسكا بالبرامج النضالية للجبهة وبما جسده القائد أبو العباس كرمز لهذه الجبهة وكما هو معروف فان للجبهة دورا رياديا كتنظيم أساسي من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية .

- بات واضحا أن حماس تقوم بمحاولات الاتصال مع المجتمع الدولي لمنافسة حكومة فياض، باعتقادك "كقائد ومحلل سياسي" هل سيكون لهذه المحاولات تأثير سلبي على حكومة د.فياض؟
المجتمع الدولي يتعامل مع حكومة د . سلام فياض وهي الحكومة الشرعية للسلطة الوطنية الفلسطينية وهي الحكومة التي شكلها الرئيس محمود عباس ، لذلك لا نرى إمكانية عملية لمنافسة هذه الحكومة من الحكومة المقالة في قطاع غزة .

- يتساءل بعض المراقبينعن طبيعة نشاط جبهتكم العسكري؟
جبهة التحرير الفلسطينية شاركت بفعالية في كل مفاصل النضال الوطني الفلسطيني وقدمت العديد من قياداتها وكادراتها على درب الحرية والانتصار ، وبالتأكيد يعرف الجميع أن للجبهة جناحا عسكريا هي كتائب الشهيد أبو العباس .