تشافيز يطلب سلاحاً من روسيا وميدفيديف يوافق

موسكو: قال الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز اليوم الخميس إنه ليس لدى بلاده نوايا عدوانية إلاّ انها ستعزز قدراتها الدفاعية، معرباً عن الرغبة في شراء أسلحة من روسيا، وهو أمر لقي تجاوباً من نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف. ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن تشافيز قوله، في مؤتمر صحافي مشترك عقده في ختام محادثاته مع نظيره الفنزويلي في موسكو اليوم، "إننا بحاجة إلى تنمية قدراتنا الدفاعية، إذ يطبق علينا طوق الحصار". وأضاف إن وجود القواعد الأميركية السبع في كولومبيا يعكس "الطموح الأميركي الواضح للسيطرة على العالم".

وأوضح تشافيز رغبة فنزويلا في شراء عدد كبير من الدبابات الروسية، وهو ما لقي استجابة من ميدفيديف الذي قال إن روسيا جاهزة لتزويد فنزويلا بالدبابات وغيرها من الأسلحة. وأضاف ميدفيديف ان "التعاون العسكري والتقني عامل أساسي في ثبات علاقتنا. وسأكون صريحاً معك سيتم التوقيع على هذه العقود علناً". وسبق أن أعلن مسؤول رفيع المستوى في المجمع الصناعي الحربي الروسي لـ"نوفوستي" أنه سيوقع إبان زيارة تشافيز إلى موسكو، عقداً لتزويد فنزويلا بما يقارب 100 دبابة من طرازي "تي ـ 72" و"تي ـ 90" بحواليد 500 مليون دولار.

وقد اشترت الحكومة الفنزويلية منذ عام 2005 أسلحة روسية، بينها مروحيات وطائرات حربية ورشاشات كلاشنيكوف بقيمة 4 مليارات دولار. من جهة أخرى، أعلن ميدفيديف أن البنك الروسي ـ الفنزويلي المشترك سينشأ قبل نهاية العام الحالي. وذكر دميتري بانكين، نائب وزير المالية الروسي، في وقت سابق أن رأسمال البنك التأسيسي سيبلغ 4 مليارات دولار، مضيفاً أن بنوكاً روسية مثل بنك التجارة الخارجية و"غازبروم بنك" ستمتلك 51% من أسهمه. وأبلغ الرئيس الفنزويلي نظيره الروسي بأنه ينتظره في كاراكاس من جديد.

وقال تشافيز "إننا نعزز اليوم التحالف الاستراتيجي، الذي سيبقى دائماً، وأنا واثق من هذا"، وأضاف "لن ننسى أبداً زيارتكم لنا في كاراكاس، وننتظركم هناك". ووقعت روسيا وفنزويلا نتيجة محادثات رئيسي الدولتين على عدد من الاتفاقيات في إطار مشروع تطوير البنية التحتية لمنطقة "حزام نهر أورينوكو" النفطية، والتي يصل مخزونها إلى حوالي 235 مليار برميل من النفط الثقيل وما فوق الثقيل. ووقعت شركة "بي دي في أس إي" الفنزويلية الحكومية للنفط والغاز مذكرات تفاهم في هذا الإطار مع "كونسورتيوم النفط الوطني" الروسي، الذي تأسس من كبرى الشركات النفطية للعمل خصيصاً في فنزويلا، وشركة "ترانس نفط" الروسية لمد خطوط الأنابيب النفطية، فضلاً عن كبرى الشركات النفطية الروسية "روس نفط".

وقال مصدر في وزارة الدفاع الروسية إن وزارتي دفاع روسيا وفنزويلا وقعتا اليوم أيضاً اتفاقية تعاون في المجال العسكري. ووقع وزير العدل الروسي ونظيره الفنزويلي اتفاقية بين حكومتي البلدين حول حماية الملكية الفكرية في سياق التعاون الثنائي التقني العسكري. وأعلن مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو في وقت سابق للصحافيين،أن الاتفاقية المعقودة بين الجهات العسكرية الروسية والفنزويلية تحمل طابعاً إطارياً وتشمل مسائل تأهيل وتدريب الكوادر، وتبادل الوفود والمعلومات بين الجانبين. كما لم يستبعد بريخودكو احتمال تقديم قرض لتمويل عقد توريد التقنيات العسكرية الروسية لفنزويلا.

وكان الرئيس الفنزويلي أعلن خلال اجتماعه في الكرملين مع نظيره الروسي أن علاقات بلاده مع روسيا ستكون بمثابة شراكة استراتيجية. وقال تشافيز "أنا أرفع علاقاتنا في كافة الميادين إلى مصاف الشراكة الإستراتيجية". وأضاف متوجهاً إلى ميدفيديف بالقول "شكراً على صداقتك. سنوقع اليوم وثائق مهمة". وأشار الى أنه قال خلال لقاء مع القيادة الروسية قبل بضع سنين، إن العالم يجب أن يكون متعدد الأقطاب، وأضاف "كنا نحلم ونتحدث عن العالم المتعدد الأقطاب. وها هو العالم الأحادي القطب قد انهار". وتابع أن "روسيا تعتبر حاليا دولة عظمى. وروسيا صامدة برغم الأزمة"، مشيرا إلى أن فنزويلا بدورها تعتبر قطب قوة في أميركا اللاتينية.

كما أعلن الرئيس الفنزويلي أن بلاده تعترف باستقلال إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا المنشقين عن جورجيا. وقال الرئيس الروسي إن "روسيا لا تطلب من الدول الأخرى أن تعترف باستقلال هاتين الدولتين ولكنها تكون ممتنة لأية دولة أخرى تقرر الاعتراف باستقلال الدولتين اللتين توليهما (روسيا) جل اهتمامها". وأضاف ميدفيديف أنه يشكر الرئيس الفنزويلي على قراره. واعترفت دولتان فقط باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا حتى الآن، وهما روسيا ونيكاراغوا. يشار الى أن اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا سعتا للانفصال عن جورجيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في تسعينيات القرن الماضي، وأعلنتا استقلالهما العام الماضي، حيث سارعت روسيا الى الاعتراف بهما وإقامة علاقات دبلوماسية معهما.