ذكرى أحداث 11 سبتمبر الثامنة... تشكيك بدور بوش وإدارته لمنع وقوع الكارثة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك، وكالات: يستعد سكان مدينة نيويورك الأميركية لإحياء الذكرى الثامنة اليوم لهجمات أيلول 2001 والتي أودت بحياة الآلاف إثر سقوط برجي التجارة العالمية وسوف يقام بالمناسبة حفل خاص في "الارض صفر" وهو الاسم الذي يطلق على الموقع الذي كان يقف عليه برجا مركز التجارة للتذكير باولئك الذين قتلوا في الهجمات. وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة سكريبس هاورد بالتعاون مع جامعة أوهايو أن 36% من الأشخاص يقولون "من المحتمل جداً" أو"من المحتمل نوعاً ما" أن يكون مسؤولون فدراليون قد شاركوا في الاعتداءات على برجيّ مركز التجارة العالمي والبنتاغون أو انهم لم يتخذوا أي إجراءات لمنعها "لأنهم أرادوا أن تخوض الولايات المتحدة حرباً في الشرق الأوسط". كما أشارت استطلاعات الرأي إلى أن موسوعة ويكيبيديا الالكترونية تحتوي على 27 صفحة عن نظريات تآمرية يصدقها ثلث الأميركيين.
وما زالت المباني التي كان من المفروض ان تحتل مكان المركز المنهار وهي خمس ناطحات سحاب جديدة اضافة الى متحف ونصب تذكاري قيد الانشاء، إذ تأخر تنفيذها بسبب الجدل السياسي والخلافات المالية والقانونية.
كما تفجر خلاف بين مالك الارض من جهة وشركة المقاولات التي فازت بعقد تنفيذ المباني من جهة اخرى حول شروط العقد بينما انهار سوق العقارات في جزيرة مانهاتن قلب نيويورك بفعل الازمة الاقتصادية العالمية. كل هذه العوامل جعلت الشكوك تحوم حول مستقبل المشروع برمته.
أوباما يحيي لاول مرة الذكرى كرئيس اميركي
ويحيي باراك اوباما الجمعة لاول مرة كرئيس للولايات المتحدة، ذكرى الاعتداءات، في حين لا تزال اعمال اعادة بناء موقع مركز التجارة مشلولة. ولن يتوجه اوباما الى الموقع السابق لبرجي مركز التجارة العالمي في اليوم الذي يتم فيه احياء ذكرى مقتل حوالى ثلاثة الاف شخص في هذه الاعتداءات.
وسيتوجه اوباما الى مقر البتاغون قرب واشنطن حيث قام سلفه جورج بوش العام الماضي بتدشين نصب تذكاري للضحايا ال184 لتحطم طائرة بوينغ التابعة لشركة اميريكان ايرلاينز. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس الخميس ان اوباما "سيرافق اسر ضحايا الى النصب التذكاري".
وخلال التجمع الذي يبدأ في الساعة 9,30 بالتوقيت المحلي (13,30 تغ) سيضع الرئيس ويرافقه وزير الدفاع روبرت غيتس اكليلا من الورود ويلقي كلمة للمناسبة. وذكر غيبس بالاحتفال بذكرى هذه الاعتداءات العام الماضي عندما كان اوباما مرشحا للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديموقراطي.
وقال غيبس ان الجمهوريين والديموقراطيين اصرا في حينها على "ابعاد السياسة عن ذكرى اعتداءات 11 ايلول/سبتبمر" والتركيز على "مقتل عدد كبير من الضحايا الابرياء". وقرر اوباما ارسال نائبه جو بايدن لتمثيله في نيويورك حيث ستتم تلاوة اسماء 2752 شخصا سقطوا في هذه الاعتداءات في تجمع ينظم في موقع مركز التجارة.
وسيقف الجميع دقائق صمت في الساعة التي تحطمت فيها اول طائرة على احد برجي مركز التجارة ثم في الساعة التي صدمت فيها الطائرة الثانية البرج الثاني ثم عند انهيار اول برج ثم الثاني.
وهذه السنة سيقرأ متطوعون واقارب الضحايا اسماءهم. وعند الغروب ستضاء سماء مانهاتن قرب الموقع السابق لمركز التجارة بعمودين من الضوء يرمزان الى البرجين. ولاحقا ستتم اضاءة 88 مصباحا ترمز الى عمليات الاغاثة. لكن هذا العام ايضا سيرخي الجدل حول اعادة بناء البرجين بظلاله على هذه الاحتفالات. وتعد سلطات المدينة بانتظام باعادة اعمار الموقع بموجب مشروع يقضي بتشييد خمسة ابراج ونصب تذكاري ومحطة للسكك الحديد.
لكن حتى الان لم ير هذا المشروع النور. وبحسب تحقيق اجرته جامعة كوينيبياك الاسبوع الماضي يرى ثلثا سكان نيويورك ان النصب التذكاري لن يكون جاهزا حتى في الذكرى العاشرة للاعتداءات في 2011.
وبحسب موريس كارول الذي يشرف على معهد الاستطلاعات في الجامعة فان سكان نيويورك لا يؤمنون بوعود سلطة مرفأ نيويورك صاحبة قطعة الارض التي هي على خلاف مع لاري سيلفرشتاين المتعهد الذي استأجر مركز التجارة قبل ستة اسابيع من وقوع الاعتداءات وتقاضى اربعة مليارات دولار من شركات التأمين. والشهر الماضي كشفت الصحف المحلية ان التأخير في تطبيق المشروع اهم مما كان مرتقبا وانه لم يبق من مشروع بناء خمسة ابراج سوى تشييد برجين بحلول 2036.
قصص من متطوعين مع بن لادن
الى ذلك خصصت صحيفة "الغارديان" البريطانية مجموعة من التقارير والشهادات حول تنظيم القاعدة وزعيمه اسامة بن لادن. وفي تقرير طويل جاء تحت عنوان "القاعدة: قصص من متطوعين مع بن لادن"، كتب جيسون بورك وايان بلاك ما قص عليهما 6 متطوعين في القاعدة من فرنسا وبلجيكا. ويشير التقرير الى ان المتطوعين وجميعهم من المهاجرين بدأوا في المرحلة الاولى بمشاهدة الافلام العسكرية المصورة "لمجاهدي القاعدة" والموضوعة على شبكة الانترنت، يتدربون على السلاح وينفذون عمليات وكمائن، بالاضافة الى خطب بن لادن.
بعد ذلك، قضى هؤلاء عدة اشهر في باكستان وتحديدا في المناطق الحدودية تدربوا خلالها على الاسلحة الخفيفة واجروا بعض التمارين الرياضية وحضروا العديد من حلقات التعليم الديني. ولكنهم بعد فترة، شعروا بانهم خذلوا، فاشتكوا لمدربهم السوري الذي اجابهم بأن "افلام الفيديو التي شاهدوها ليست الا خدعة تهدف من ناحية الى اخافة العدو من جهة وجذب المزيد من المتطوعين من ناحية اخرى".
وتقول "الغارديان" ان هذا الكلام ورد في التحقيقات مع المتطوعين الستة، وجميعهم الآن يخضعون للمحاكمة في كل من فرنسا وبلجيكا حيث اعتقلوا لدى عودتهم. ويتابع التقرير باعطاء المزيد من التفاصيل حول اعترافات الموقوفين وخيبتهم بالاضافة الى استمرار خطر تنظيم القاعدة على المدن الاوروبية وبخاصة في ظل استمرار اعتقال واتهام ومحاكمة العديدين من مخططي العمليات وآخرهم 3 بريطانيين من اصل باكستاني حاولوا تنفيذ عملية ضد طائرات مدنية عام 2006.
ولكن الخيبة التي اصابت المتطوعين حسب التقرير هي استحالة مقابلة بن لادن، وقول المسؤولين في القاعدة لهم ان لا حاجة اليهم في القتال الحالي في افغانستان وان التدريب على السلاح كان يتضمن القليل من المناورات بالذخيرة الحية. وفي خاتمة التقرير الطويل تقول الصحيفة ان "قيادة القاعدة تواجه حتما اليوم رهانات كبيرة وصعبة، الا ان ايديولوجية هذا التنظيم لا تزال تشكل خطرا كبيرا وبخاصة في البلدان الفقيرة في العالم الاسلامي".
تشكيك...تحليلات واستنتاجات
وزعم مسؤول بريطاني كان عضواً في حكومة طوني بلير حتى حزيران/يونيو 2003 أنه يعلم أن الولايات المتحدة فشلت في منع هذه الاعتداءات عن قصد،فيما قال آخر أن تقرير لجنة 11 أيلول "مركب لدعم كذبة واحدة، وهي أن القصة الرسمية لـ9/11 حقيقية". ويظن 16% من الأميركيين أن متفجرات زرعت سراً، وليس الطائرات المخطوفة ،هي السبب الرئيس الكامن خلف تهاوي البرجين مثل بيت من أوراق اللعب، ويظن 12% منهم أن صواريخ من طراز كروز هي التي أصابت البنتاغون وليس طائرة مخطوفة تقلّ إرهابيين.
كما يعتقد كثيرون أن إدارة بوش استندت إلى أدلة مزورة وكذبت حيال تورط صدام حسين مع القاعدة بغية تبرير غزو العراق عام 2003، كما أن أحداث 11 أيلول ما كانت إلا مؤامرة لتعبيد الطريق أمام غزو أفغانستان. غير أن معظم المتحمّسين لنظريات المؤامرات لم يكونوا من قراء الصحف العاديين بل من المداومين على تصفح الانترنت، فقد كان أحد المواقع الذي يروج لنظرية المؤامرة يستقبل عشرات الآلاف من الزوار يومياً.
كما أن معظم من لم يصدق القصة الرسمية كان يؤمن بنظريات تآمرية أخرى، فـ40% منهم يظنون أن مسؤولين فدراليين يقفون مباشرةً خلف اغتيال الرئيس الأميركي الأسبق جون كنيدي، وأنهم مسؤولون عن "إخفاء أدلة تثبت وجود مخلوقات ذكية على كواكب أخرى".
وشكل المشككون النسبة الأكبر من الرأي العام خارج الولايات المتحدة، ففي موسكو مثلاً، عُرض فيلم وثائقي إيطالي بعنوان "صفر" لمناسبة الذكرى السابعة لأحداث 11 أيلول، حضره حشد كبير من المسؤولين الروس.
وكان الرئيس السابق للاستخبارات الباكستانية، حميد غول، الذي يكره الولايات المتحدة أول من أطلق نظرية تورط القوات الجوية الأميركية في أحداث 11 أيلول، حيث قال لأحد الصحفيين بعد أقل من شهر على الاعتداءات،إن المقاتلات الجوية الأميركية لم تكن على عجلة من أمرها لمنع الطائرات المخطوفة من الوصول إلى أهدافها المحددة.
وصرخ مسؤول باكستاني رفيع المستوى قائلاً "كلنا نظن ذلك" تعليقاً منه على خبر يفيد أن الصحافيين المرافقين لرئيس الوزراء الباكستاني في زيارته إلى الولايات المتحدة يؤمنون أن ادارة بوش تآمرت من اجل تنفيذ أحداث 11 أيلول لتبرير غزو أفغانستان، جارة باكستان النووية. وبالطبع لم يكن ينسب آراءه إلى الآخرين ،غير أن ردة فعله الإنفصامية والارتيابية تعكس إلى حد بعيد رأي هذه الدولة الحليفة غير العضو بحلف شمال الأطلسي.
من الواضح أن باكستان بحاجة إلى حليف كالولايات المتحدة، إذ تعتمد بشكل أساسي على المساعدات العسكرية والاقتصادية الأميركية، غير أن أهدافهما في أفغانستان مختلفة جداً، فواشنطن تريد تخليص أفغانستان من حركة "طالبان" وشريكتها "القاعدة"،وباكستان تريد التخلص من عناصر "طالبان" المتشددين المنتشرين على أراضيها،ولن تكون مستاءة من قيام حكومة إصلاحية لطالبان في أفغانستان.
ويقرّ صناع القرار الباكستانيون بأن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي تعبوا من الصراع المفتوح في أفغانستان، وعاجلاً أم آجلاً سيقومون بإجراء مفاوضات تسوية مع عناصر معتدلة من طالبان، وهذا ما يدفع بإتجاهه الرئيس الأفغاني حميد كرزاي،..ربما ليخفف من آثار ما يبدو كأنه إعادة انتخاب مهزوز .