أخبار خاصة

القاعدة والإنترنت... شبكتان غيرتا وجه العالم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نبيل شرف الدين من القاهرة: تسابقت الجماعات الإسلامية المتطرفة في فضاء "الإنترنت" حيث أصبح الحماس والسرعة في الدخول إلى الشبكة هما محك التقييم وأبرز عناصر المفاضلة بين تلك الجماعات، فاجتمعت في فضاء الشبكة جماعات إرهابية من شتى المشارب، وتيارات متطرفة من أقصى اليمين كالعنصريين البيض ممن باتوا يعرفون بالنازيين الجدد، ناهيك بالطبع عن الإسلاميين الأصوليين، كما يمكن للمرء أحيانًا أن يجد مواقع لحركات أو نشطاء من أقصى اليسار حتى تخوم الفوضوية. خلقت شبكة الانترنت حالة من التواصل لم تحدث من قبل في التاريخ الإنساني، فعبر الشبكة يمكن للمرء أن يلتقي أفاقين ومحتالين، ويتلقى رسائل من عصابات المافيا، وأيضاً أجهزة الأمن والاستخبارات، بجوار مراكز البحوث ومواقع الصحف، جميعهم تلتقيهم جنبًا لجنب مع من يصفون أنفسهم بالمجاهدين وغيرهم، يلتقون جميعًا عبر تلك الشبكة العنكبوتية التي غيرت وجه العالم، وتقاليد الحياة اليومية، لحد يمكن معه التأريخ لعهدين: ما قبل الإنترنت وما بعدها.

وبالطبع فإن شبكة الإنترنت لم تكن بمعزل عما جرى ويجري، بل كانت في بؤرة الحدث، بل هناك من يراها أيضاً "طرفا" في الموضوع، إذ هاجر الأصوليون جماعات وفرادى من كل فج عميق لشبكة الشبكات، والبريد الإلكتروني الذي سهل مسألة اتصالاتهم، التي كانت تخضع تقليديًا للمراقبة والمتابعة عبر وسائل الاتصالات التقليدية كالبريد العادي، أو المحادثات الهاتفية، أو الفاكس.

لا وجود للأصوليين على أرض الواقع

أما على صعيد الحركات الأصولية الإسلامية فيمكن التأكيد على أنه ليست هناك حركة أصولية واحدة لها وجود حقيقي على أرض الواقع، إلا ولها موقعها الإلكتروني على الشبكة، العكس هو الممكن، فهناك مواقع لحركات ليس لها وجود حقيقي ، فالأمر غير مكلف ابدا، مجرد جهاز كمبيوتر متصل بالشبكة، وهو ما لا تتجاوز كلفته ثمن جهاز تلفزيون.. وبضعة بيانات يجري بثها على الموقع وارسالها عبر البريد الالكتروني من خلال ما يعرف بالقوائم البريدية.

فكما هاجروا إلى أفغانستان، وحطت قواربهم في العراق، وحملتهم رؤوسهم إلى الشيشان، فضلاً عن الصومال والمغرب ومصر والسعودية وكل مكان يمكن أن تطاله رائحتهم، التي زكمت أنف العالم كله في مثل يومنا هذا لكن قبل ثمانية أعوام، وهو يوم لن تنساه البشرية قريباً، ليس فقط للهول الذي ضرب نفوس كل سكان المعمورة، بعد الهجمات الشهيرة، بل لأن هذا اليوم ما زالت تداعياته تتشكل في المشهد السياسي الراهن.

وتعتبر جماعات أقصى اليمين من العنصريين البيض، والجماعات الأصولية الإسلامية هما المجموعتان الرئيستان في فضاء الإنترنت، ذات الطبيعية العالمية، التي تخطت كل الحدود الوطنية، وتركز جماعات أقصى اليمين نشاطها في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن بالمقارنة مع جذورها الإيديولوجية في العشرينيات والثلاثينيات فهي تستهدف الآن توحيد "الأصول الأنغلوساكسونية البيضاء"، أما الجماعات الأصولية الإسلامية فهي تعيش في شتى أنحاء العالم وتسعى إلى العودة لفرض حكم ما يسمى "دولة الخلافة الإسلامية"، تتجاوز الحدود القومية المتعارف عليها الآن، ورفع "راية الإسلام" في كل حدب وصوب. وفي ظل صعوبة وجود مواقع آمنة للاجتماعات واللقاءات أمام أعضاء المنظمات الإرهابية، فقد استخدموا طريقة "الاجتماعات افتراضية" من خلال غرف الدردشة ومواقع الإنترنت لنشر دعايتهم واتصالاتهم.

القصة بدأت مع بزوغ شمس الشبكة في تسعينات القرن الماضي، وبدأت في منطقتنا العربية حكرًا على الأجهزة السيادية المهمة، كدواوين الرئاسة والملكية وأجهزة الأمن والجيوش وغيرها، ثم اتسعت الدائرة لتشمل كافة الدواوين الحكومية ومنازل النخبة عبر "كابلات خاصة"، ولم يمر وقت طويل حتى انتشرت الخدمة على نطاق جماهيري واسع، خاصة بعد استخدام خطوط (DSL) التي سهلت الاتصال بالإنترنت بسرعات كبيرة، وها هي الآن يمكن توفيرها في أي مكان من خلال بطاقات "المودم" التي تعمل عبر شبكات الهواتف النقالة.

جهاد الإنترنت..الدين وخطب الجمعة

لم تكن الحركات والمنظمات الإسلامية يومًا بعيدة عن استخدام "الإنترنت"، بل لعلها سبقت الجميع حتى الحكومات في التمدد عبر فضاء الشبكة، وقد أيدهم في ذلك كتّاب كبار، ومشايخ يتمتعون بنجومية تنافس الفنانين ولاعبي كرة القدم، فوفقاً لما نشرته مجلة "الوعي الإسلامي" الكويتية يقول الكاتب الإسلامي فهمي هويدي: "الإنترنت جسر للتواصل والتبليغ، مفتوح للأبرار بقدر ما هو متاح للفجار وإقبال الآخرين إلى استخدامه ينبغي ألا يكون سببًا لعزوف الأولين عنه، وإذا استسلموا لذلك العزوف فهم واقعون لا ريب في الخطأ وآثمون أيضًا، وأن المسلمين لا ينبغي أن يفوتهم القطار وان يثبتوا حضورهم في الحلبة قبل فوات الأوان"، على حد قوله.

أما الشيخ يوسف القرضاوي فيتحدث عما يطلق عليه "القيمة الدعوية للإنترنت" قائلاً: "الحقيقة أن الإنترنت هذا منبر عالمي، يعني يستطيع أن يصل إلى كل الناس في كافة أنحاء العالم، ففي لحظات يصل صوتك وكلامك إلى كل واحد عبر هذه الوسيلة، وبعض الأخوة في اليابان قالوا: نحن نحتار في خطبة الجمعة في أي موضوع نخطب فلما أسست موقعي الإلكتروني متضمنًا خطب الجمعة، أصبحت مددًا لنا نستطيع أن نتخير من هذه الخطب ما ينفعنا وتحدثت مرة عن مشروع إسلامي وطلبت إلى المشاهدين أن يتبرعوا له فاتصل بي الإخوة في اليابان وقالوا: أنت طلبت التبرع لكنك لم تذكر رقم حساب، فهكذا وصل الإنترنت إلى أقصى مكان في الأرض وسيلة سريعة الوصول سرعة التأثير " وفق رواية القرضاوي.

لكن الأمر لم يتوقف عند حدود "خطب الجمعة"، فهناك أنشطة أخرى، نقلتها جانباً منها شبكة CNN الإخبارية الأميركية في تقرير موسع لها قالت فيه: "إن مراقبي أنشطة تنظيم القاعدة أكدوا ازدهار عمليات الخطف والتفجيرات في العراق ودول أخرى ينشط فيها الجهاديون، في أعقاب نشر بيانات معينة من تنظيم القاعدة على مواقع بعينها على الإنترنت، لافتة إلى أنه في ظل الحرب الأميركية ضد الإرهاب وبعد إغلاق العديد من معسكرات تدريب العناصر الإرهابية، فإن هذه العناصر اتجهت إلى استخدام شبكة الإنترنت للتواصل في ما بينها.

ومضت قائلة إن تدريبات "القاعدة" انتقلت من ميدان المعركة ليتم بثها عبر الإنترنت حيث بدأ التنظيم في استخدام الشبكة لعرض أجندته والارتقاء بمستوى خططه في إطار الدمج بين مبادئه الأساسية وبين التكنولوجيا المتطورة، بالإضافة إلى نشر معلومات عن المخطوفين وبث صور لهم، كما استخدمت الإنترنت في الاتصالات وتجنيد المقاتلين الجدد، وايضًا في الدعوة لزيادة التمويل الذي توجه اليه كما يستخدمها في التفاوض إذا اقتضى الأمر ذلك.

وأوضحت أن موقع تنظيم القاعدة على الإنترنت الآن ينشر صحيفة باسم "معسكر البتار"، أي السيف القاطع، تستخدم في الترهيب والدعوة للجهاد، وأضافت أن مواد الصحيفة التي تصدر بشكل غير دوري، تركز على تناول موضوع واحد يشتمل على عدة مهارات كطرق تنظيف الأسلحة والعناية بها واستخدامها والاغتيالات وكيفية استهداف المواقع الموجودة داخل المدن فضلا عن عمليات الاختطاف التي تشهد جدلاً مؤخرًا علي الساحة الدولية.

و"معسكر البتار"، ليس في كهوف أفغانستان، بل هو موقع إليكتروني شهير ينشره ما يسمى الجيش العسكري للقاعدة في شبه جزيرة العرب الذي يستهدف تجنيد الشباب المسلم، غير أن الموقع الذي يحل محل ميدان المعركة محدود المساحة يستطيع نقل أية رسالة بشأن أساسيات التدريب الإرهابي، وأن تجد هذه الرسالة طريقها إلى الملايين. ووفقاً لتسريبات أمنية فقد رصد مراقبو أنشطة تنظيم القاعدة منذ سبعة أعوام إنشاء 12 موقعا على شبكة الإنترنت، مشيرة إلى أن هذا العدد ارتفع الآن إلى ما يزيد على أربعة آلاف موقع، يؤكد الخبراء أنه لا يوجد هناك سبيل لغلقها، وأن الإدارة الأميركية ربما لا ترغب في غلق هذه المواقع لأهداف استخباراتية حيث أنها تمد المحللين بمعلومات بشأن التنظيمات الإرهابية وطريقة عملها.

تكنولوجيا الاتصالات أتاحت الوصول لمعلومات الخصوم

تضاعف القلق العالمي حول هذا الإرهاب الجديد نتيجة القلق حيال توظيف تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الجديدة ICT كوسيط جديد للاتصال والسيطرة من قبل المتطرفين والإرهابيين وتتيح لهم الوصول لمخازن معلومات الخصوم والتجسس على عملياتهم واتصالاتهم، ويقال إن أسامة بن لادن، الذي أصبح "أيقونة الإرهاب" ورمز الإرهابيين الجدد في الألفية الثانية، ينتقل بين كهوف جبال أفغانستان ومعه كمبيوتر محمول لا يفارقه ويصدر أوامره إلى اتباعه من خلال البريد الإلكتروني ووسائل الاتصال الأخرى في شتى أنحاء العالم .

وإذا كانت قوة ورفعة الدولة الحديثة صارت تكمن في مدى الاعتماد على تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، فإن نقطة القوة هذه هي في الوقت نفسه نقطة ضعف خطيرة في الدول الحديثة، ولعل المثال الأبرز على ذلك هجوم الثلاثاء الأسود بالطائرات المدنية على برجي التجارة العالمية بنيويورك ومبنى البنتاغون بواشنطن وقتل حوالي 3 آلاف، فضلاً عن آلاف الجرحى، والسؤال كيف حدث ذلك في أقوى دولة في العالم، تملك أحدث تكنولوجيات المعلومات والاتصالات؟

كما ان هناك معلومات سربت من أجهزة استخبارات غربية، وصرح بها كبار المسؤولين ومنهم مثلاً رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية اوغست هانينغ، الذي نقل عنه قوله خلال ندوة حول "الحرب المعلوماتية" "إن الحروب ستدور من الآن فصاعدا في مجال المعلوماتية وخصوصا الإنترنت". ومضى هانينغ قائلاً إن "أجهزة الاستخبارات تهتم بالتكنولوجيات الجديدة، والجيوش تدرب الجنود على القرصنة المعلوماتية"، مشيرًا إلى أن كل دولة تقوم بإعداد فيروسات لشل أنظمة دول أخرى أو للتجسس عليها"، مؤكدا أن "الفيروسات المعلوماتية ستصبح أكثر عناصر النزاعات بين الأمم في المدى القريب" مضيفا أن الهجمات المعلوماتية أصبحت مشكلة عالمية في السياسة الخارجية والأمنية .

ثمة شهادة أخرى وردت على لسان المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي أثناء الحرب في كوسوفو الجنرال الألماني "والتر جيرتز"، قال فيها إن "التلاعب في البيانات والمعلومات باستخدام الشبكات أصبح وسيلة للحرب النفسية"، وكانت حرب كوسوفو اول نزاع دار في مجال الإنترنت، ففي بداية تلك الحرب أرسلت الدعاية الصربية 10 آلاف بريد الكتروني عبر كمبيوتر الحلف الأطلسي" لشل نظامه "وخلال ساعات عدة لم نستطع استخدام الإنترنت، ولم نتمكن من العمل على الشبكة"، على حد قوله.

وفي هذا السياق يقول الدكتور أحمد محمد صالح خبير المعلوماتية إن أهمية حرب المعلومات ترجع إلى الأسباب التالية:

1 ـ تقنيات وأساليب حرب المعلومات يمكن استخدامها في ترويع وإرهاب الخصم وردعه عن التفكير في خوض الحرب، وإيصاله إلى الإحباط دون التعرض لأي خسائر مادية في قواته أو قوات الجهة التي تشن حرب المعلومات، فمن خلال تعريض الخصم لتعطيل وإرباك شبكات اتصالاته، ومراكز معلوماته لفترة مؤقتة يتم إفهامه أي مصير ينتظره فيما لو اندلعت الحرب فعلاً، ولذلك فحرب المعلومات ستستخدم في المستقبل كسلاح ردع استراتيجي فعّال.

2 ـ التكلفة البسيطة التي تتطلبها حرب المعلومات، خلافاً للنفقات الضخمة التي تتطلبها عملية تطوير الأسلحة الحديثة القادرة على تحقيق أهداف الحرب مثل طائرات الشبح والصواريخ الجوالة، والقذائف دقيقة التوجيه وغيرها .

3 ـ مرونة استخدام أدوات حرب المعلومات بهدف التأثير النفسي في الصراعات، وإمكانية تطويرها وتصعيدها لتشكل هجمة معلوماتية تصيب الخصم بالشلل والإرباك عند الحاجة .

تحذيرات زائفة لهجمات وشيكة

وبالإضافة إلى شرائط الفيديو.. تظهر رسائل القاعدة والجماعات المرتبطة بها أو المتوافقة معها بصورة متكررة على مواقع معينة وتشمل تحذيرات للدول باحتمال شن هجمات وشيكة، بالتأكيد أن بعض هذه التحذيرات زائفة، غير أن بعضها حقيقي وجاد، ويعتقد الخبراء إنه يتم نشر بعض الرسائل لتحقيق أهداف إستراتيجية واسعة المدى، أو لاستهداف شخصيات وأماكن معينة ينبغي الهجوم عليهم عبر الإغراق بالفيروسات والبرمجيات المدمرة للبيانات والمعلومات .

وفيروسات الكمبيوتر تمثل شكلاً من أشكال الإرهاب، ولكنه إرهاب إلكتروني تفوق خسائره خسائر أشد الأسلحة فتكًا، بالنظر إلى الخسائر المالية البالغة الناجمة عنه، وذلك لعدم الحاجة في تنفيذه إلى تفجيرات نووية أو أسلحة كيماوية وبيولوجية، وأوضح دكتور ليونارد أدلمان أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة "سوثرن الأميركية" الذي درس فيروسات الكمبيوتر لمدة عشرين عاماً قوله "إن خطورة الفيروسات لا يمكن القضاء عليها أو الحد منها بالتقنيات الفنية الحالية، ولكن بنفس الأسلوب الإبداعي لصانع هذا الفيروس"، وأضاف: "إن العالم لم يشهد بعد فيروسات خطيرة أو شديدة الضرر حتى الآن، وقال إنه لم يعرف حتى الآن أية استعدادات تعوق انتشار أي من الفيروسات الخطيرة التي قد تلوح في المدى المنظور.

وأوضح أدلمان أن برامج مقاومة الفيروسات تستطيع فقط اقتفاء أثر الفيروسات المعروفة والمدرجة داخل نسيج برامج مقاومة الفيروسات مؤكداً ضرورة إشعار العالم الإلكتروني بالرهبة والخوف من المستقبل، كما أكد أنه يبدو أن معظم وأهم نظم الكمبيوتر مثل نظم الكمبيوتر في البنوك لديها مناعة خاصة ضد الفيروسات التي تأتي عن طريق البريد الإلكتروني مثل فيروس (مليسا) وفيروس (الحب) الذي تم إرساله وانتشاره كملف ملحق مع رسالة البريد الإلكتروني، الأمر لم يتوقف عند حدود الفيروسات، بل يمتد بالطبع للتبشير ومحاولة تجنيد العناصر، وتسهيل الدعم اللوجيستي لعمليات إرهابية، وعلى سبيل المثال هناك شخص يدعى (أبو ميسرة العراقي) استخدم الإنترنت كمحور لنقل المعلومات للانتحاريين في العراق، وتناولت وسائل الإعلام الأميركية كيفية استخدام (أبو ميسرة) لتكنولوجيا متطورة ومشروعة، تم إنتاجها في سان فرانسيسكو لنقل رسائل المقاتلين إلى العالم الخارجي، فقد اكتشف أبو ميسرة وسيلة تكنولوجية ذهبية تسمى (You Sendit) طورها ثلاثة مبرمجين في وادي السليكون بالولايات المتحدة .. ويسمح هذا البرنامج للمراسلين بإنشاء روابط (Links) متعددة ترتبط بملف كبير، كي يستطيع أكبر عدد من زوار الإنترنت مشاهدته ومتابعته، ويقوم المستخدم بكتابة العناوين الإليكترونية، ثم تحميل الملف، وبعد ذلك يقوم برنامج (You Sendit) بإنشاء صفحة إنترنت مجانية وغير معروفة المصدر أو الهوية.

ولعلنا نتذكر اعتقال السلطات الباكستانية لخبير الكومبيوتر بتنظيم القاعدة (محمد نعيم نور خان)، وقد كشفت تلك العملية عن قضية تجسس إليكتروني فائقة التطور، وتناولها وزير الأمن الداخلي الأميركي السابق قائلا: لم نشهد مطلقًا هذا الكم الهائل من المعلومات، حتى أن الخبراء المتخصصين في هذا المجال لم يتمكنوا من فك شفراتها بعد. وأخيرًا فإنه وبغض النظر عن الحقائق والأوهام في مدى اعتبار الإنترنت قاعدة اتصالات ومعلومات لشبكة (القاعدة)، فإن الشبكة العنكبوتية ذاتها أصبحت بلا شك تؤدي أدوارًا بالغة الخطورة والتنوع .. وربما إلى درجة لم يكن يتخيلها أحد لدى انطلاقة شبكة الشبكات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
!
خالد الحسيني -

أحييك أستاذ نبيل على هذا المقال .