شيمون بيريز سياسي مخضرم مساره استثنائي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: شيمون بيريز الذي اصيب بوعكة صحية عابرة على ما يبدو مساء السبت هو احد آخر الآباء المؤسسين لاسرائيل وينشط على الساحة السياسية في اسرائيل منذ اكثر من نصف قرن. واغمي على بيريز حائز نوبل للسلام، لثوان خلال مؤتمر مخصص "للجيل الجديد من القادة الاسرائيليين" لكنه استعاد وعيه بسرعة. وقد نقل الى المستشفى حيث اخضع للمراقبة.
وقال طبيبه ومكتبه انه سيغادر المستشفى اليوم ويشعلا انه بصحة جيدة ويمكنه حتى استئناف عمله صباح الاحد. واسر بيريز الذي يعتني بصحته وحافظ على نشاطه رغم تقدمه في السن، مرة ان سر عمله المديد يكمن في ممارسة الرياضة يوميا وتناول كمية قليلة من الطعام وشرب كأسين من النبيذ يوميا. ومع ان منصبه الجديد بروتوكولي اساسا، فانه يضطلع منذ بضعة اشهر بدور مهم كممثل للحكومة اليمينية التي يقودها بنيامين نتانياهو، مستفيدا من مكانته على الساحة الدولية.
ويتمتع بيريز بمكانة دولية ظهرت جلية عند احتفاله ببلوغ الثمانين حيث حضرت مجموعة من الشخصيات المرموقة بينها الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الذي عزف له مقطوعة موسيقية على الساكسوفون. وبيريز من الشخصيات التاريخية في حزب العمل، الحزب المؤسس لدولة اسرائيل، غير انه لم يتردد في التخلي عن هذا الحزب للانضمام الى كاديما الذي اسسه ارييل شارون موضحا ان الحزب الجديد الوسطي يهدف الى تشجيع السلام وهو هدف حياته على ما يؤكد.
واغتنم بيريز تلك الفرصة لتكريم ذكرى ديفيد بن غوريون مؤسس الدولة العبرية الذي التقاه في الخامسة والعشرين من العمر عندما استوقفه ليقله في سيارته ورعاه واطلقه في السياسة. وقال وقد بات في خريف حياته مبررا انتقاله من صفوف العماليين الى الحزب الوسطي الجديد "تعلمت من استاذي ديفيد بن غوريون ان افضل الدولة دوما على الحزب".
وشيمون بيريز هو احد القادة الاخيرين المتبقين من جيل من القياديين الذين بدأوا نشاطهم مع قيام اسرائيل عام 1948. وتولى بيريز المسؤول الثاني حاليا في حكومة ايهود اولمرت، جميع الحقائب الوزارية تقريبا خلال حياة سياسية مهمة من الخارجية والدفاع والمالية والاعلام والمواصلات والاندماج وغيرها.
كما عين مرتين رئيسا للوزراء. وقد صنف من بين "صقور" حزب العمل، ووافق حين كان وزيرا للدفاع في السبعينات على بناء اولى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة عندما كان وزيرا للدفاع في السبعينات.
غير انه انتقل فيما بعد الى صفوف "الحمائم" ولعب دورا حاسما في ابرام اتفاقات اوسلو مع الزعيم الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات في 1993، فيما كان اسحق رابين رئيس الوزراء آنذاك يشكك بقوة في العملية. وتكريما لدوره هذا، منح بيريز الذي دعا لفترة طويلة الى "شرق اوسط جديد" يعمه السلام والازدهار، جائزة نوبل للسلام في 1994 بالاشتراك مع رابين وعرفات.
وبرهن بيريز خلال حياته على صمود سياسي في مواجهة كل محنة. وقد سجل رقما قياسيا في الهزائم في الانتخابات التشريعية في 1977 و1981 و1984 و1988 و1996، ما جعله يوصف ب"الخاسر الابدي". غير انه نهض بعد كل هزيمة مؤكدا في كل مرة انه ما زال في وسعه خط فصول جديدة في سجله الحافل.
ولد بيريز في فيشنيفا في بولندا في الثاني من اب/اغسطس 1923 وهاجر الى فلسطين وهو في الحادية عشرة. وبعد اعلان دولة اسرائيل، عين وهو في التاسعة والعشرين مديرا عاما لوزارة الدفاع بعد لقائه بن غوريون. ويقول خبراء اجانب انه "مؤسس" البرنامج النووي الاسرائيلي الذي جعل الدولة العبرية القوة النووية السادسة في العالم. وشيمون بيريز متزوج من صونيا وجد لعدة احفاد.