الصحف الإسرائيلية: وفاة الضابط رامون وحدت المجتمع

الصفحة الاولى لجريدة معاريف الصادرة اليوم

نضال وتد من تل أبيب:أفسحت غالبية الصحافة الإسرائيلية، هذا الصباح وخصصتها لفاجعة عائلة رامون، بعد مصرع ولدها الضابط في سلاح الجو، وخلت الصحف من الأنباء الأخرى تقريبا، باستثناء الإشارة إلى محادثات نتنياهو في القاهرة مع الرئيس مبارك والتأكيد على أن زيارة نتنياهو كانت لتنسيق المواقف بين الطرفين عشية انعقاد الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتجند مبارك لصالح إتمام صفقة شاليط، وأشارت الصحف أيضا إلى القلق الإسرائيلي والترقب لتقرير لجنة تقصي الحقائق عن جرائم الحرب خلال عملية الرصاص المصبوب، الذي ينتظر أن ينشر اليوم، خصوصا وأن إسرائيل قاطعت أعمال اللجنة.

عندما حبس العالم أنفاسه قبل ستة أعوام ونصف قلقا على المكوك الفضائي الأميركي كولمبيا وهو يتحطم في طريقه إلى الأرض، كانت إسرائيل تندب حظها وهي تبكي أول رائد فضاء إسرائيلي، إيلان رامون، بعد أن أخذ معه إلى الفضاء مزامير داوود وكتاب التوراة. وبالأمس بكت إسرائيل ما اعتبرته الفاجعة المزدوجة والأليمة لأسرة رائد الفضاء إيلان رامون، عندما تحطمت مقاتلة سلاح الجو الإسرائيلي من طراز F16، التي كان يقودها نجل إيلان رامون، الضابط المتفوق في سلاح الجو أساف رامون. بكت إسرائيل مرة ثانية فاجعة نجل رائد الفضاء الذي أراد أن يسير على خطى والده، وتدرب في نفس المقاتلة، رقم 140، كما كشفت الصحف، التي عاد فيها والده عام 1981 من قصف مفاعل تموز النووي في العراق.

رامون الأب والابن.. مصير واحد
اختزل العنوان الرئيسي أعلاه الذي اختارته معاريف لصفحتها الأولى فوق صورتين للضابط أساف رامون، من اليمين، ووالده رائد الفضاء الإسرائيلي إيلان رامون مع صورة في الخلفية للوالدة، حكاية مصرع الضابط الإسرائيلي، الذي أصبح رمزا إسرائيليا آخر، في وفاته، سار على خطى والده في كتب الأساطير والرموز الإسرائيلية. وامتلأت الصحيفة، كغيرها من الصحف الإسرائيلية "بقصص" الضابط أساف رامون الذي كان "الولد الذي أراد أن يحلق في السماء" في طائرات ومقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي، تماما كما فعل والده، الذي كان قاد إحدى مقاتلات F16، الإسرائيلية في قصف مفاعل تموز في العراق، ليشاء القدر أن يسقط ولده إلى موته من أجواء إسرائيل، في نفس الطائرة التي قادها والده، بعد ستة سنوات ونصف السنة من سقوط والده من الفضاء الخارجي على متن المكوك الأميركي كولومبيا إلى موته. مصير واحد وظروف وفاة متشابهة جعلت معاريف وغيرها من الصحف تتوج الضابط المقتول أميرا إسرائيليا، وإسرائيل البلد الذي لا أمراء فيه ولا ملوك.

... ويديعوت أحرنوت

أسطورة أساف رامون، حياته وسيره على نفس خطى والده، ومقتله في ظروف مشابهة، حدت برئيس حكومة إسرائيل، بينيامين نتنياهو إلى القول إن "الشعب في إسرائيل غارق في الحزن والأسى".

وذهبت صحيفة الجيروزاليم بوست إلى وضع افتتاحية خاصة تتحدث فيها عن الرموز التي توحد إسرائيل لتعتبر أن "حادثة الوفاة المأساوية للضابط أساف رامون وحدت المجتمع الإسرائيلي، في حزن واحد ومأتم مشترك تماما كما حدث في نفس اليوم، قبل ستة سنوات ونصف السنة عندما وحد مصرع والده، أول رائد فضاء إسرائيلي، إسرائيل، مع تحطم المكوك الأميركي كولمبيا".

ومع أن التحقيقات في أولها، إلا أن المعلومات الأولية التي نشرتها الصحف الإسرائيلية تشير إلى أن أساف رامون، قد هوى في طائرته المقاتلة خلال تدريب عادي وغير معقد، وأنه يعتقد أنه أصيب خلال التدريب بإغماء أو ما يمسى عند الطيارين، بنوبة ظلمة سوداء، هوت مقاتلته بعدها وخلال 30 ثانية إلى مصرعه.

يديعوت أحرونوت: استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بعد 10 أيام
نقلت يديعوت أحرونوت، صباح اليوم عن مصادر سياسية رفيعة المستوى تقديرها أن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين ستستأنف خلال الأسابيع القادمة في سياق لقاء قمة ثلاث مشترك لكل من الرئيس الأميركي، براك أوباما، ورئيس الحكومة الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس. ومن القرر أن يعقد اللقاء على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

وقالت الصحيفة إن نتنياهو الذي زار أمس القاهرة اجتمع بالرئيس مبارك وحثه على إقناع الفلسطينيين للانضمام للمفاوضات بدون شروط مسبقة وفي مقدمها الشروط التي أعلنها الجانب الفلسطيني بخصوص التجميد المطلق لكل نشاط استيطاني في الضفة الغربية. كما يتوقع نتنياهو من مصر إقناع العالم العربي بتقديم "مساهمته" لإعادة تحريك المباحثات مع الفلسطينيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الزعيمين بحثا مسألة شاليط، اذ نقل الوزير الإسرائيلي، إيلي يشاي الذي رافق نتنياهو للقاهرة، رسالة خاصة من الزعيم الروحي لحركة شاس إلى الرئيس مبارك مطالبا إياه العمل لتسريع إنجاز صفقة شاليط، وكتاب مزامير داوود للجانب المصري على أساس نقلها لآسري شاليط خلال عيد رأس السنة العبرية بعد أيام. ولفتت الصحيفة إلى أنه كان من المقرر أن يلتقي نتنياهو اليوم بالمبعوث الأميركي، جورج ميتشيل إلا أنه طلب تأجيل اللقاء ليوم غد، بسبب قرار نتنياهو المشاركة في مراسم تشييع أساف رامون، نجل أول رائد فضاء إسرائيلي.

معاريف: ترقب عشية إصدار التقرير الدولي عن جرائم إسرائيل في غزة
من جهتها قالت معاريف إن وزارة الخارجية الإسرائيلية تترقب اليوم صدور تقرير اللجنة الدولية للتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية، خلال عملية الرصاص المصبوب. وعقدت إدارة وزارة الخارجية أمس جلسة خاصة لكبار المسئولين والعاملين في الوزارة للاستعداد للرد على معطيات التقرير على اعتبار أن التقرير سيكون "شديد اللهجة ومعاديا لإسرائيل".

ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل كانت اعترضت على كتاب التعيين الرسمي للجنة الذي نص على أن اللجنة: "ستفحص جرائم إسرائيل في غزة"، مما حدا بها في نهاية المطاف إلى مقاطعة عمل اللجنة ورفض التعاون مع المحققين بصورة رسمية.

وبحسب الصحيفة فإن إسرائيل اعتبرت أن اللجنة كانت توصلت لنتائجها حتى قبل أن تباشر عملها، وأنها أدانت إسرائيل بلجوئها لاستخدام تعبير جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة. لكن إسرائيل مع ذلك تابعت وراقبت من وراء الكواليس عمل اللجنة ومحققيها، وقد هاجمت وزارة الخارجية الإسرائيلية رئيس اللجنة القاضي ريتشارد غولدستون( 71 عاما) اليهودية الديانة، وادعى مسئولون في الخارجية الإسرائيلية أن غولدستون هو ورقة تين لا أكثر للجنة كل هدفها هو تشويه صورة إسرائيل.