طهران تتّهم صحفًا عربية بالتحول إلى ناطق باسم المعارضين

طهران، وكالات: إستؤنفت اليوم الجلسة العلنية الخامسة لمحاكمة المتورطين في "أحداث الشغب" التي أعقبت الإنتخابات الرئاسية في إيران في يونيو/حزيران الماضي. وبدأت جلسة المحاكمة صباح اليوم في محكمة الثورة الاسلامية في طهران برئاسة القاضي صلواتي. وكان مؤيدو التيار الإصلاحي قد هبّوا في تظاهرات عمّت طهران إحتجاجًا على اعلان فوز الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بولاية رئاسية. وكان قد نوه رئيس حزب الحياة الحرة الكردي الإيراني (بيجاك) عبد الرحمن حاجي أحمدي إلى ما سماه "الفجوة الكبيرة" التي تفصل الشعب عن السلطات في إيران بعد الأحداث التي عقبت الانتخابات.

فجوة كبيرة بين السلطة والجماهير

وقال حاجي أحمدي في تصريح عبر الهاتف لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة برز على الساحة جيل جديد أكثر وعيًا بحقوقه الديمقراطية، فبعد ثلاثين سنة من القمع والاضطهاد على يد النظام الإسلامي، وبعد أن غض المجتمع الدولي الطرف عنها لأسباب تتعلق بمصالح بعض الدول الاقتصادية، فالآن نضح الإناء بما فيه، ولم يعد الشعب قادرًا على التحمل أكثر من ذلك، لهذا ليس غريبًا أن يرتدي طلاب الجامعات أكفانهم في التظاهرات، وأن يرفع المواطن الإيراني لافتة تتساءل عن مصير صوته الانتخابي، فهناك فجوة كبيرة حدثت بين السلطة والجماهير" في الجمهورية الإسلامية.

وعزا زعيم حزب الحياة الحرة غياب حزب معترف به متعاطف مع القضية الكردية على غرار حزب المجتمع الديمقراطي الكردي في البرلمان التركي، إلى "أن هناك العديد من الأحزاب الإيرانية المعارضة، ولكنها للأسف مشتتة"، معربا عن اعتقاده بأن "هناك أياد للنظام الإيراني تدفع باتجاه تشرذم هذه الأحزاب وإدامة الخلافات بينها". وتابع قائلاً "لقد حاولنا كثيرًا من خلال اتصالاتنا مع الأحزاب والقوى الكردية الأخرى إلى توحيد الصف ضد الدكتاتورية اٍلاسلامية، ولكن للأسف لم نتلق أية ردود إيجابية منها، ويبدو لنا أن هذه الأحزاب ما زالت ملتزمة بالتعهدات التي قطعتها للنظام الإسلامي بعدم استخدام السلاح ضدها، والأنكى من ذلك فأنها تعادي كل حزب يرفع السلاح بوجه هذا النظام الدكتاتوري"، على حد زعمه.

وقال رئيس الحزب الكردي الإيراني المحظور " نحن في الحقيقة بحاجة إلى ثورتين، الأولى لإسقاط النظام الدكتاتوري الحالي، والثانية لبناء دولة ديمقراطية حقيقية، فمن دون بناء دولة ديمقراطية سيأتي دكتاتور آخر ليحكم" في إيران.

ونوه رئيس الحزب الكردي المحظور في إيران بأنّ حل القضية الكردية في تركيا لن يؤثر على استمرار ما سماه "نضال بيجاك في كردستان الشرقية". وأردف "في حال نجحت الحكومة التركية في مساعيها الراهنة لحل القضية الكردية هناك، فهذا سوف يفرحنا بلا شك، ولكن لا يعني أن نتخلى عن نضالنا المشروع ونتوقف عن مطالبة حقوق شعبنا، فالمسيرة ستتواصل بالتأكيد إلى حين تحقيق تلك المطالب، فلكل جزء من كردستان ظروفه الخاصة"، على حد وصفه. ونفى رئيس حزب بيجاك وجود أي اتصالات أو محاولات للتفاوض مع السلطات الإيرانية في الوقت الراهن.

طهران تهاجم الصحف العربية

الى ذلك اتهمت إيران اليوم الاثنين صحفًا عربيّة لم يسمها بالتحول الى ناطق رسمي باسم المعارضين. ونقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية شبه الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي قوله ان "بعض الصحف العربية في المنطقة تحولت الى ناطق رسمي باسم المعارضين الإيرانيين، وإننا نواجه تسيبًا إعلاميًا يقوم فقط بتأجيج نار الحقد والنفاق".

وردًا على سؤال عما ينشر في بعض وسائل الإعلام عما تشهده إيران منذ الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران الماضي قال قشقاوي "ان الجهاز الدبلوماسي ليس من سياسته الصمت، وإننا قبل كل شيء نرصد كل المواضيع، وان جميع التطورات تتم متابعتها بوجود خبراء محنكين ومسؤولين مخضرمين، إلا ان الحقيقة هي ان معظم هذه الأخبار ذات مصدر صهيوني وعادة ما تقوم بنشرها صحيفتا صندي تلغراف وديلي تلغراف" البريطانيتان . وأضاف" ان صمتنا في هذه الحالات هو صمت مدروس، لاننا لا نريد ان ندخل في بعض "الضجيج المثار.

وكان قشقاوي قد قال في وقت سابق ان الحوار مع الغرب سيجري على أساس المقترحات الإيرانية ،مجددا التأكيد على ان طهران لن تتفاوض على حقوقها القانونية "المؤكدة". ونقل "تلفزيون العالم" الإيراني عن قشقاوي قوله في مؤتمره الصحافي الأسبوعي اليوم " ان الحوار المقرر مع الغرب سيجري على أساس المقترحات الإيرانية". وأضاف" ان الرأي العام العالمي يتطلع الى مفاوضات تخدم الإنسانية والمصالح العالمية"، مؤكدًا "ضرورة معالجة جميع القضايا من خلال الحوار والصداقة والتفاهم". وجدد المتحدث تأكيد بلاده الدعوة الى إزالة على جميع أسلحة الدمار الشامل. وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قد سلم ممثلي الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا) الأسبوع الماضي رزمة مقترحات لحل مسألة ملفها النووي .

وتطرق قشقاوي الى محادثات وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مع المسؤولين الإيرانيين في طهران مؤخرًا، موضحًا ان اوغلو نفى استعداد بلاده استضافة اجتماع إيران مع مجموعة الدول الست. وحول الاشتباكات المتواصلة بين القوات اليمنية والمتمردين الحوثيين، قال قشقاوي" نأمل ان تحل الأزمة اليمنية عبر التدبير والحوار ونوصي بوقف سفك الدماء"، مشددًا على ان "سفك الدماء في هذا البلد لا يحقق حلاً للازمة".

وقال ان كل ما أثير عن تدخل إيران في أحداث صعدة باليمن هي محاولات "إعلامية يائسة لبث الأحقاد بينها وبين اليمن"، وأضاف" ليس من الواقعية التعليق على ما تثيره وسائل الإعلام الصهيونية". وحول علاقة إيران مع مصر قال قشقاوي" ان لمصر ثقافة وحضارة عريقة ويجب تعزيز العلاقات بين بلدان العالم الإسلامي".

مقتل 9 مهربين باشتباك مع الشرطة الإيرانية

ميدانيًا قتل تسعة مهربين وشرطي إيراني باشتباك في منطقة تايباد الحدودية مع أفغانستان. ونسبت وكالة "مهر" الى مساعد قائد عمليات قوى الأمن الداخلي في إيران العميد حسين ساجدي نيا قوله اليوم الاثنين انه قتل تسعة من وصفهم ب"الأشرار المسلحين، واستشهاد أحد عناصر قوى الأمن الداخلي في منطقة تايباد الحدودية."

وقال إن قوات الشرطة في منطقة تايباد الحدودية اعترضت أمس الاحد قافلة من "الأشرار المسلحين" وهم في طريقهم لدخول الاراضي الايرانية، وقامت بالسيطرة على الحدود المشتركة بين ايران وافغانستان في هذه المنطقة. واردف "ان عناصر قوات الشرطة تمكنوا من رصد هذه القافلة عبر كمين جرى الإعداد له في وقت سابق على مرتفعات مدينة تايباد ".

واشار الى ان" قوات الشرطة كانت ت تسعى الى القبض على المهربين الا ان المهربين المسلحين قاموا بإطلاق النار باتجاه الشرطة، حيث اسفر الاشتباك عن مقتل تسعة من الاشرار المسلحين واستشهاد شرطي واحد ". واشار الى ان الشرطة عثرت على كميات من الأسلحة والعتاد بالإضافة الى 122 كيلوغرامًا من المخدرات من نوع الأفيون كانت بحوزة المهربين.