أعمال الشغب مؤشر على مزيد من الاضطرابات قبل انتخابات اوغندا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نيروبي: تشير موجة من أعمال العنف القبلي في اوغندا الى ازدياد الاضطرابات قبل انتخابات عام 2011 وتكشف عن اصرار الرئيس يوويري موسيفيني على التشبث بالسلطة في ثالث اكبر اقتصاد بالمنطقة.
وأشيد باوغندا لاستقرارها ونموها الاقتصادي منذ استولى المتمرد السابق على الحكم عام 1986 منهيا احلك ايام الامة ظلاما في عهدي عيدي امين وميلتون اوبوتي.
لكن منتقدين ومنهم بعض المانحين الغربيين يتهمون موسيفيني بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان والقمع السياسي لخصومه السياسيين وغض الطرف عن الفساد الموجود على مستوى عال وينددون بأسلوبه الاستبدادي في القيادة.
وتفجرت أعمال العنف الاخيرة بينما ازداد اهتمام المستثمرين بالبلاد بعدما اكتشفت شركات تنقيب من بينها تالو اويل المسجلة في بورصة لندن ما يقدر بملياري برميل من النفط الخام قرب الحدود الغربية النائية مع الكونجو.
وتراقب شركات الطاقة التي تأمل في استغلال هذه الاحتياطيات الساحة السياسية في كمبالا قبل انتخابات عام 2011 .
وقال دبلوماسي غربي لرويترز "الشركات هنا سيسعدها أنتهاء اعمال العنف التي وقعت الاسبوع الماضي بسرعة نوعا ما. لكن اي شيء يؤثر على العاصمة ووقف وسائل النقل واغلاق الطرق ولو لفترة وجيزة يثير قدرا من القلق."
وتأجج صراع ممتد منذ فترة طويلة على الارض والسلطة بين حكومة موسيفيني وقبيلة بوغندا وهي واحدة من الممالك الاربع القديمة المكونة لاوغندا الواقعة في شرق أفريقيا على مدار الاسبوع الماضي.
ومنعت الشرطة الاوغندية ملك بوغندا المعروف باسم (كاباكا) من زيارة بلدة مضطربة الى الشرق من العاصمة كمبالا داخل أراض تطالب بها مملكته. هذه الاحداث الى جانب شائعات باعتقال زعماء قبيلة بوغندا أثارت أعمال شغب في كمبالا وعدة بلدات بوسط البلاد.
وقتل 15 شخصا على الاقل واعتقل المئات.
وقال المحلل المستقل ليفي اوتشيينج لرويترز من كمبالا "نتوقع حدوث المزيد من هذا مع انتقالنا للانتخابات القادمة لان (بوغندا) تستخدم في الوقت الحالي كأداة لتحشد المعارضة التأييد السياسي."
وأضاف "المعارضة تفتقر الى القيادة الموحدة...لكن استغلال (بوغندا) سهل لانه ينطوي على مشاعر متصلة بقيادة الملك. انها توحد الناس حول الكاباكا وهي احدى نقاط الضعف التي تستطيع المعارضة في اوغندا استغلالها بسهولة."
وفي مؤشر محتمل على ما يمكن توقعه قبل الانتخابات القادمة قال محللون ان موسيفيني استخدم توليفة من القوة السياسية والحكمة السياسية لنزع فتيل اشتباكات بوغندا في الوقت الحالي.
وقال دانييل كاليناكي مدير تحرير صحيفة (ديلي مونيتور) المستقلة باوغندا يوم الاثنين ان الحكومة فوجئت بالسرعة التي انتشرت بها الاحتجاجات.
لكن الرئيس سارع الى اتخاذ اجراءات. وقطعت السلطات ارسال اذاعة (سي.بي.اس) التابعة للمملكة واتهمتها بالتحريض على الكراهية واستدعي نواب بوغندا من المنطقة الوسطى بالبلاد لمقر الرئاسة للاجتماع مع موسيفيني.
وكتب كالينكاي يقول ان هذا قطع الصلة بين زعماء المملكة والاعضاء العاديين في الشوارع الذين كان يفترض أن يكونوا درعا بشريا اثناء زيارة الكاباكا يوم السبت.
وأضاف "بدون رسالة متماسكة من الوسط أصبحت أعمال الشغب محلية وجرمت كالعصابات...وتحولت الى أعمال عنف ونهب بلا تمييز وحولت الكثير من الناس الذين كانوا سيدعمون الزيارة في ظروف اخرى الى ضحاياها."
وفي خطوة أخرى نددت بها جماعات الدفاع عن حقوق وسائل الاعلام أغلقت الحكومة ايضا ثلاث محطات اذاعية محلية ووجهت اتهامات لمذيع احد البرامج الحوارية الناجحة باثارة الفتنة واذكاء العنف.
وكان التعامل دائما مع زعماء بوغندا الذين يريدون الحصول على حكم ذاتي لوسط اوغندا البالغ مساحته 23 الف كيلومتر مربع يعتبرونه ارضهم قضية سياسية شائكة بالنسبة لموسيفيني.
وساعدت اصوات بوغندا موسيفيني على الفوز في اخر ثلاث انتخابات لكن يبدو أن هذا الدعم محل شك الان.
وكان اوبوتي زعيم اوغندا السابق قد الغى الممالك التاريخية الاربع عام 1966 . وفي أوائل التسعينات اشيد بموسيفيني على مستوى البلاد لاعادته السلطات الثقافية والمراسم للزعماء التقليديين الذين يجلهم رعاياهم.
لكن مراقبين يقولون ان العلاقات القانونية بين الممالك وادارة كمبالا المركزية لم تكن محددة المعالم بوضوح قط.
وممالك اوغندا الثلاث الاصغر هي بوسوجا في الشرق ومملكتان في الغرب هما بونيورو وتورو التي يحكمها اصغر ملك في العالم وهو الملك اويو البالغ من العمر 17 عاما.