أخبار

منتظر الزيدي يثير الاعجاب والسخط لدى العراقيين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: يثير الصحافي العراقي منتطر الزيدي الذي رشق الرئيس الاميركي السابق جورج بوش بحذائه خلال زيارته الوداعية الى بغداد الاعجاب والسخط في الوقت ذاته نظرا لانقسام العراقيين بين مؤيد ومعارض لما فعله. وذاع صيت الزيدي في 14 كانون الاول/ديسمبر 2008، خلال مؤتمر صحافي للرئيس الاميركي ورئيس الوزراء نوري المالكي، اثناء زيارة اخيرة قام بها بوش الى بغداد ففوجئ الحاضرون بالزيدي يقذف حذائه باتجاه بوش، صارخا "هذه قبلة الوداع يا كلب".

وتفادى بوش الحذاء، وصرح ان "كل ما استطيع قوله ان مقاسهما عشرة (...) انها وسيلة يقوم بها الناس للفت الانتباه لا اعرف مشكلة هذا الرجل، لكنني لم اشعر باي تهديد حقيقي". وفي حين دانت الحكومة العراقية بشدة ما فعله الزيدي واعتبرته خروجا عن القانون ووصفته بالعمل "الهمجي" و"المشين"، رحب العديد في العالم العربي ب"جراته" و"شجاعته" مشيدين بمواقفه "الوطنية".

اما في العراق، فقد اثارت القضية ضجة في الاوساط الاعلامية. وبالنسبة للراي العام، فقد انقسم بين مرحب بحذر ومعارض بشدة لخطوة الزيدي خصوصا وان التقاليد الاجتماعية تمنع اهانة الضيف، فضلا عن اعتبار كثيرين انه لم يحقق شيئا سوى الحاق العار بالعراقيين.

ويرى رجل الدين صلاح العبيدي المتحدث باسم التيار الصدري ان الزيدي "رجل شجاع في التعبير عن رايه والاسلوب الذي تبناه، رغم الملاحظات عليه ونعتبر اطلاق سراحه انتصارا لكل من رفض الاحتلال ووقف بوجهه". اما سماح يوسف محمد (21 عاما) الطالبة الجامعية فتقول، "ما فعله الزيدي يعتبر مخزيا بكل معايير الادب والاخلاقيات كما ان رفع الحذاء بوجه الضيف هو الاسوا في تقاليدنا التي تنص على معاقبة من يفعل ذلك".

وتابعت "لو قام الزيدي بفعلته ابان النظام السابق، لما كان فكر احد بالافراج عنه لكن الاوضاع الجديدة واجواء الحرية في البلد اتاحت له ذلك (...) لقد استغل مهنته الصحافية لارتكاب عمله الهمجي الذي لا يمت للبطولة باي صلة".

بدوره، يقول عبد الجبار هاشم (52 عاما) الموظف في شركة مقاولات "تكريم الضيف واجب، فمن يزورني في منزلي هو ضيفي حتى لو كان عدوي ولا اضربه بالحذاء، واذا صادفت الزيدي في الشارع بعد الافراج عنه فلن اصافحه". ويتابع "كان من المفروض ان يضرب السياسيين العراقيين الذين سرقوا البلد وليس بوش الذي حررنا من صدام حسين".

وبعد الحادثة بثلاثة ايام، مثل الزيدي امام القضاء. واكد طارق حرب الخبير القضائي ان الصحافي بعث برسالة اعتذار للمالكي عما حدث، موضحا ان "الرسالة لقيت ترحيبا من قبل الحكومة". وحوكم الزيدي امام المحكمة الجنائية المركزية التي تنظر في قضايا الامن والارهاب.

وفي 11 اذار/مارس 2009، حكمت المحكمة بالسجن ثلاث سنوات قابلة للتمييز، لكن محكمة الاستئناف خفضت العقوبة الى سنة واحدة.

ووعد عدد من الزعماء العرب ورجال الاعمال بتقديم هدايا بينها اموال وسيارات وذهب وفضة وشقة. ولد الزيدي (30 عاما)، المسلم الشيعي المتحدر من الناصرية في مدينة الصدر احدى الضواحي الفقيرة للعاصمة العراقية وتخرج من كلية الاعلام في جامعة بغداد، وهو عازب يعيش في احد مباني شارع الرشيد وسط بغداد، وله ثلاثة اشقاء وثلاث شقيقات.

ويقول عارفوه انه معروف برفضه الاحتلال الاميركي للعراق من خلال التقارير التي يرسلها الى قناة "البغدادية" التي يعمل مراسلا لها منذ تاسيسها عام 2005 مشيرين الى اعتباره الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة "تشريعا للاحتلال". كان عضوا في اتحاد طلاب العراق وحزب العمال الشيوعي قبل ان يحل هذا الحزب نفسه ويندمج مع الحزب الشيوعي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف