ساعة الحقيقة تقترب بالنسبة لآمال باراك أوباما حول السلام في الشرق الاوسط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: قد يكون الرئيس الاميركي باراك أوباما نجح خلال بضعة اشهر في وضع اسس للسلام في الشرق الاوسط واعتمد منهجا لذلك لكن اطراف النزاع اصبحوا ينتظرون منه الان قرارات ملموسة والا فانه يجازف بفقدان مصداقيته في هذا الملف، كما يرى محللون. واحتمال عقد لقاء ثلاثي بين أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس يشكل احد ابرز الامال المعقودة على الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع المقبل، غير انه يبقى ايضا احد ابرز العوامل المجهولة فيها.
وقال دانيال كرتزر السفير الاميركي السابق في اسرائيل ومصر لوكالة الأنباء الفرنسية ان على أوباما ان يقدم الان "مقاربة متكاملة اكثر ومفصلة" حتى ولو فشل مبعوثه الخاص الى المنطقة جورج ميتشل في الحصول على تجميد للاستيطان من قبل حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي.
واضاف ان أوباما وصل الى نقطة حيث يتوجب عليها اما ان يحدد رؤيته للسلام او الاكتفاء بهدف اكثر تواضعا في مساعيه لحل النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني. وقال كرتزر لوكالة فرانس برس "لقد اثار آمالا بان عملية السلام ستكون مهمة بالنسبة اليه، ولقد آن الاوان للرئيس لكي يحدد لنا ما يريد القيام به وكيفية ذلك".
وحول خيارات الرئيس الاميركي اعتبر كرتزر ان أوباما يمكنه ان يطلق عملية السلام رسميا خلال قمة ثلاثية تجمعه مع نتانياهو وعباس على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة او يمكنه ان يختار مؤتمرا اوسع مثل مؤتمري مدريد عام 1991 وانابوليس عام 2007 او ان يلقي "خطابا يطلق فيه شيئا ما" خلال الجمعية العامة. وحول ما يمكن للرئيس الاميركي فعله قال كرترز "قبل كل شيء عليه ان يحدد اطارا للمفاوضات. واذا لم تقم اميركا بذلك فسيواجه الطرفان صعوبة كبرى في القيام به".
من جهتها قالت مارينا اوتاواي من معهد كارنيغي للابحاث ان باراك أوباما اثار منذ تنصيبه "توقعات قوية" عبر اعطاء الاولوية لهذا الملف "وتوجيه اشارات" في هذا الصدد. واكدت خصوصا على اهمية تعيين جورج ميتشل مبعوثا خاصا في المنطقة. واعتبرت ان عدم الكشف عن خطة حتى الان سببه ان الادارة لا يمكنها ان تجازف بمشروع لا يحظى بدعم الاطراف والا فان "ايا من الطرفين لن يتقدم نحو اتفاق".
وتابعت "من الواضح ان لا شيء مقبول بالنسبة للدول العربية بدون تجميد للاستيطان" اليهودي. وفي ما يتعلق بالاسرائيليين قالت "يقولون ان التفاوض حول اتفاق سيستغرق عدة اسابيع". من جهته قال شبلي تلحمي المتخصص في شؤون الشرق الاوسط من جامعة ماريلاند ان "اتفاقا حول المستوطنات هو الشرط المسبق الحتمي" ولذلك تعتبر المفاوضات التي يفترض ان تستانف الجمعة بين ميتشل ونتانياهو "هي فعلا مفتاح" الحل.
ورغم كل شيء يعتبر تلحمي ان فرص عقد لقاء ثلاثي في نيويورك قوية وان مثل هذه المحادثات مع ما ترتديه من رمزية كبرى قد تعيد احياء عملية السلام على الاقل. واعتبر ان "الاسبوعين المقبلين حاسمان" ليس فقط مع اقتراب الجمعية العامة ولكن لان فريق أوباما يشعر "بانه لا يمكنه الاستمرار الى ما لا نهاية" بالتفاوض حول تسوية غامضة بغض النظر عن اهميتها.
وقال ان على الرئيس ومستشاريه ان يقرروا الخطوة المقبلة. واعتبر كرتزر من جهته ان استئناف الحوار في الشرق الاوسط في اطار الامم المتحدة محتمل. وقال ان أوباما يجب الا يبقى بعد الان "رهينة" مسالة الاستيطان. وفي مطلق الاحوال قال هذا الدبلوماسي السابق ان اجتماع ابرز قادة العالم في نيويورك سيشكل افضل فرصة لاتخاذ مبادرة قوية.
وستلتقي وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في موازاة ذلك في الامم المتحدة الاعضاء الاخرين في اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط التي تضم ابرز الاطراف الفاعلة في الشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة). ويقول الباحث ان فريق أوباما "يجب ان يعرف الان ما اذا ادت جهوده الى نتيجة. ويكون الامر اما النجاح او الانتقال الى مرحلة اخرى".