أخبار

القتال يمتد في اليمن ومدنيون يعيشون اسفل جسور

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: قالت الامم المتحدة ان صراعا دائرا منذ شهر بين قوات الحكومة اليمنية والمتمردين امتد لينقل معاناة المدنيين الى مستويات مثيرة للقلق حيث تقطعت السبل بالناس الجوعى في العراء وعلى جوانب الطرق وأسفل الجسور. غير أن نداء من المنظمة الدولية لجمع تمويل طاريء لمساعدة ما يصل الى 150 الف نازح في شمال افقر دولة عربية قوبل حتى الان بالصمت. وتفجرت موجة جديدة من القتال يطلق عليها "الحرب السادسة" في صراع متقطع عمره خمسة أعوام قبل شهر مضى في الشمال الجبلي بين متمردين شيعة وقوات حكومية تحاول فرض السلطة المركزية. وتقدر وكالات للامم المتحدة أن هذا أضاف ما يصل الى 50 الف شخص لمئة الف تقريبا شردوا بالفعل بسبب جولات سابقة من القتال. ومعظمهم نساء واطفال وانتقل كثير منهم للمرة الثانية او الثالثة مع اتساع نطاق القتال في انحاء محافظة صعدة ليصل الى منطقة عمران المجاورة.

وقالت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير تلقاه موقع اليرت نت AlertNet يوم الثلاثاء "وصل الوضع الانساني للمدنيين بمنطقة الصراع الى مستويات مثيرة للقلق ولم يسبق لها مثيل بعد شهر واحد بسبب انعدام الامن وقلة وصول المساعدات الانسانية والحظر الذي تفرضه الحكومة. "المجتمع الانساني نادى مرارا بفتح ممرات انسانية للسماح بالدخول وتوصيل مواد الاغاثة التي يحتاجها الناس احتياجا ماسا." وأضافت "محافظة صعدة عزلت عن بقية العالم لاكثر من شهر الان. ليست هناك مياه ولا كهرباء في مدينة صعدة منذ 12 اغسطس اب وبدأت احتياطيات الغذاء تنفد. "وتركت درجات الحرارة المرتفعة اثناء النهار والامطار الغزيرة اثناء الليل المدنيين ومعظمهم صائمون في شهر رمضان بحاجة ماسة الى المأوى والطعام والمياه النظيفة."

وكان الطريق من والى صعدة شديد الخطورة بسبب القتال الذي ليس هناك عدد للخسائر البشرية من جرائه يمكن الاعتماد عليه. وعزلت نقاط تفتيش متعددة وحواجز طرق وحالة طواريء وحظر تجول لمدة 12 ساعة المنطقة بدرجة اكبر. وقالت المفوضية "معظم النازحين تقطعت بهم السبل وهم عرضة لخطر القتال حيث انهم غير قادرين على الوصول الى مناطق أكثر أمنا. وأفادت تقارير بأن الالغام تعوق المرور الامن لمن يحاولون الفرار. وطريق الخروج الخلفي الوحيد عبر محافظة الجوف مغلق مما يعرض المدنيين لرحلات خطيرة في أنحاء الصحراء الجبلية."

وأرسلت وكالات اغاثة بعثة عبر السعودية المجاورة لتقييم كيفية مساعدة ما يصل الى 30 الف نازح فروا شمالا الى منطقة حدودية في باقم ليجدوا أن الصراع قد حاصر تلك المنطقة ايضا. وقالت المفوضية "تعيش مئات الاسر حاليا في مدارس او حتى في العراء على جوانب الطرق واسفل الجسور دون طعام يذكر ليقتاتوا به. "انهم في حاجة ماسة للمأوى والغذاء والماء. وعلى الرغم من استعداد المفوضية لارسال المساعدة اللازمة عند الاشارة الاولى فان السلطات لم تسمح بعد بدخول المنطقة في الوقت الحالي بسبب انعدام الامن." وقال بعض النازحين انهم شهدوا قتالا عنيفا وهجمات وغارات جوية كثيفة.

وقال التقرير "لقد قضوا ثلاثة الى خمسة ايام سائرين بالصحراء واجتازوا الطرق الجبلية على اقدامهم بسبب اغلاق الطرق الرئيسية قبل الوصول للمخيمات. وصلوا مصدومين ومنهكين. اغلبيتهم نساء." وقبل اخر موجة من القتال اضطر برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة الى خفض الحصص لليمنيين الذين نزحوا فيما سبق بسبب نقص التمويل. وفي الثاني من سبتمبر ايلول وجهت الامم المتحدة نداء طارئا لجمع 23.75 مليون دولار لمعالجة الوضع الانساني في اليمن. وقالت المفوضية عن مبلغ الخمسة ملايين دولار الذي طلبته كجزء من ذلك النداء "لم تخصص اموال حتى تاريخه." كما يواجه اليمن نزعة انفصالية في الجنوب وحملة جديدة لتنظيم القاعدة الذي شن هجمات مميتة على مدار الاعوام الثلاثة الماضية.

وأفادت تقارير صحفية ونازح بمخيم بدائي بحرف سفيان في مركز القتال بأن نحو 87 قتلوا في غارة للجيش على المخيم عصر يوم الاربعاء. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "المخيم فاجأه قصف القوة الجوية." وقال موقع نيوز يمن News Yemen المستقل على الانترنت ان 85 شخصا قتلوا. ونقل الموقع عن شهود قولهم ان "غارة جوية ضربتهم في المنطقة حين كانوا نائمين تحت اشجار ومظلات بلاستيكية." وقال الموقع ان القوة الجوية شنت بعد ذلك غارة ثانية على المخيم. وقال بيان للحكومة انه ليس هناك مخيم للنازحين بالمنطقة لكنه لم يؤكد او ينف الواقعة. وتقول الحكومة ان السكان العاديين هناك لا يدعمون عصيان المتمردين الذين يطلق عليهم الحوثيين نسبة لقبيلة زعمائهم. والناس في صعدة البلدة الرئيسية محاصرون بالقصف ومعارك الشوارع في منازلهم دون مياه او كهرباء او اتصالات. والطعام شحيح والاسعار تفوق قدرة الناس.

بان كي مون يحث الاطراف المتحاربة في اليمن على وقف القتال
الى ذلكحث السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون اليوم الاطراف المتحاربة في اليمن على وقف العمليات والاشتباكات المسلحة فورا والسماح للمساعدات الانسانية بالوصول الى المناطق المنكوبة واللاجئين المدنيين. واعرب بان في بيان له عن قلقه من الغارات الجوية التي يقوم بها الجيش اليمني ضد الحوثيين في شمال البلاد والتي تسببت بوقوع خسائر مدنية كبيرة. وقال ان الامم المتحدة ارسلت مناشدة عاجلة الى المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الضرورية العاجلة الى المدنيين المتضررين جراء القتال الحاصل بين قوات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين "والاستعداد الى تقديم المزيد من المساعدات اذا استدعى الامر لذلك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف