إندونيسيا ستسلم جثة نور الدين توب إلى ماليزيا

جاكرتا: أعلنت اندونيسيا اليوم الجمعة انها ستسلم جثة الإسلامي المتطرف الماليزي نور الدين توب الذي قتل الخميس في عملية شنتها الشرطة، خلال الايام المقبلة الى ماليزيا. وقال المتحدث باسم الشرطة الاندونيسية نانا سويكارنا لوكالة الأنباء الفرنسية ان "الحكومة الماليزية وعائلة نور الدين محمد توب طالبا بالجثة ليتم دفنها في ماليزيا وبالتالي فاننا سنسلمها اليهما".

ومن المفترض قبل ذلك ان تنجز الشرطة الجمعة تحاليل الحمض الريبي النووي للتثبت من ان القتيل هو فعلا نور الدين توب الذي يعتبر من مدبري العديد من الاعتداءات الدامية التي شهدتها اندونيسيا في السنوات الاخيرة. وقتل نور الدين توب (41 عاما) مع ثلاثة مقربين منه في منزل بوسط جزيرة جاوا هاجمته الشرطة ليل الاربعاء الخميس.

وابدى مسؤولون دينيون ومعلقون اسفهم لعدم تمكن قوات مكافحة الارهاب من القبض على الرجال الاربعة احياء. وانتقد نائب رئيس "نهضة العلماء" كبرى المنظمات الاسلامية الاندونيسية "الاسراف" في استخدام القوة الذي ادى الى "مقتل اشخاص كان يمكن تفاديه". وبررت الشرطة عمليتها متذرعة بالدفاع عن النفس وقال سويكارنا "كنا نريد فعلا القبض على نور الدين حيا وطلبنا منهم تسليم انفسهم لكنهم رفضوا والواقع انهم بادروا بانفسهم الى اطلاق النار".

واثنت الصحافة بمجملها الجمعة على عملية الشرطة محذرة في الوقت نفسه من استمرار الخطر الارهابي الذي "لن يزول مع نور الدين"، بحسب عنوان صحيفة جاكرتا غلوب. ويشتبه بان نور الدين توب دبر الاعتداءات التي وقعت بين 2002 و2005 في بالي وجاكرتا والعمليتين الانتحاريتين المتزامنيتن اللتين استهدفتا فندقين فخمين في العاصمة الاندونيسية في 17 تموز/يوليو واوقعتا تسعة قتلى.

رئيس وزراء استراليا يحث إندونيسا على عدم التهاون بمكافحة المتشددين

إلى ذلك قال رئيس الوزراء الاسترالي كيفين رود اليوم ان قتل أبرز المتشددين المطلوبين في اندونيسيا خطوة للامام في المعركة ضد التطرف في المنطقة لكنه حذر جاكرتا من ارخاء حملتها. وأبلغ رود الاذاعة الاسترالية "هذا الرجل كان سفاحا. كان مسؤولا عن قتل استراليين.. وأنا اهنيء الاندونيسيين على نجاحهم."

واضاف قائلا "لكن هذا لا يجعلنا في موقف نشعر فيه بالاطمئنان للمستقبل. الجماعة الاسلامية (شبكة المتشددين في المنطقة) على قيد الحياة وبعافية وتنظيم القاعدة ما زال على قيد الحياة ومعاف." وكان توب يعتبر العقل المدبر لهجمات بالقنابل على فندقين فاخرين في جاكرتا في يوليو تموز وهجمات اخرى في بالي وجاكرتا قتل فيها عشرات الغربيين والاندونيسيين بمن فيهم 95 استراليا.

لكن خبراء في مكافحة الارهاب حذروا من ان الجماعات المتشددة في اندونيسيا ستتعافى سريعا بعد وفاته التي أزالت تهديدا أمنيا رئيسيا قبل زيارة مقررة للرئيس الاميركي باراك اوباما. وقال رود ان السلطات الاسترالية -بما في الشرطة التي تقدم المشورة لقوات مكافحة الارهاب الاندونيسية- ستحث جاكرتا على تعزيز حملتها لمكافحة التشدد في اعقاب وفاة توب. واضاف قائلا "لا يمكننا ان نتحمل تبعة أي تهاون وأعتقد ان الاندونيسيين انفسهم يدركون ويقبلون ذلك تماما بالنظر الى خبرتهم مؤخرا."