أخبار

مستوطنة عيليه تأكل بيوت الفلسطينيين في الساوية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الحكومة الإسرائيلية أبعد ما تكون عن الرد على مطالب الإدارة الاميركية والأسرة الدولية بتجميد الإستيطان واقتطاع أراضي السلطة الفلسطينية. وتأتي قصة هذه القرية ضمن مئات القصص الأخرى للإستيطان.

الساوية (فلسطين):يخشى سكان قرية الساوية شمال الضفة الغربية انهم ان يهدم الاسرائيلي عشرات من منازلهم التي رأت المحكمة العليا انها شيدت بدون ترخيص بينما لم يتوقف البناء في مستوطنة عيليه المجاورة يوما، على حد قولهم.

وكانت المحكمة الاسرائيلية العليا اصدرت مؤخرا قرارا يطلب من الجيش الاسرائيلي هدم نحو ستين منزلا لفلسطينيين في قريتي الساوية ويتما المجاورتين.

ويشمل القرار 47 منزلا في قرية الساوية و13 اخرى في قرية يتما المجاورة غالبيتها مأهولة بالعائلات الفلسطينية.

وتقول اسرائيل ان اصحاب هذه المنازل شيدوها بدون ترخيص في اراض واقعة ضمن المنطقة سي او جيم التي تخضع للسيطرة الاسرائيلية وفقا لاتفاق اوسلو.

ويرى اهالي الساوية في القرار الاسرائيلي "ظلما كبيرا لهم" خصوصا عندما يرون ان البناء في مستوطنة عيليه المجاورة التي تبعد عنهم اكثر من كيلومترين وتمتد على سبع تلال كانت ارضهم في الماضي لم يتوقف.

ويقولون ان "توسع عيليه وبناء مساكن اضافية جديدة فيها لم يتوقف يوما من الايام" والدليل انها "فرخت" ستة مواقع استيطانية خلال السنوات القليلة الماضية بينما لا يسمح للفلسطينيين ببناء اي منازل جديدة، على حد قولهم.

ويقول مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان الذي لجأ اليه اهالي القرية لمساعدتم في وقف قرار الهدم، ان القرار صدر عن المحكمة العليا الاسرائيلية في التاسع من ايلول/سبتمبر.

ويطلب القرار من الجيش الاسرائيلي تسريع اجراءات هدم المنازل في الساوية ويتما استجابة لالتماس تقدمت به جمعية استيطانية.

ويرى المركز ان الجهة التي تقدمت بالالتماس لا علاقة لها بالبناء في القريتين الذي يقوم على اراض خاصة خلافا للبناء في المستوطنات الذي يتم على اراض تم الاستيلاء عليها ويملكها فلسطينيون.

وبالاضافة لعيليه، تحيط مستوطنتان اخريان بالساوية هما راحيل ومعاليه ليبونة.

وقال علي عبد الجليل نائب رئيس المجلس القروي في الساوية الذي نظم جولة ميدانية الاربعاء لصحافيين ومسؤولين في السلطة الفلسطينية لاطلاعهم على الاضرار التي يمكن ان تلحق بالسكان اذا نفذ قرار الهدم، ان عيليه وحدها سيطرت على نحو اربعة آلاف دونم من اراضي القرية.

واضاف ان مجموع سكان قريته البالغ عددهم ثلاثة آلاف نسمة يسكنون فوق مساحة صغيرة لا تزيد عن 340 دونما في المنطقة باء ولا يسمح لهم بالبناء خارجها لان بقية اراضي القرية تقع ضمن السيطرة الاسرائيلية، اي في المنطقة جيم.

ويعمل سكان القرية التي تقع على بعد 20 كلم جنوب مدينة نابلس في الزراعة. وتشكل اشجار الزيتون واللوز مصدر الدخل الاساسي لعدد كبير منهم.

ويقول علي عبد الجليل ان "السكان اضطروا للبناء في اراضيهم التي تقع ضمن المنطقة جيم من دون الحصول على موافقة اسرائيلية لان الجانب الاسرائيلي يرفض رفضا قاطعا اعطاءهم تراخيص بناء".

وبحسب مركز القدس للمساعدة القانونية فان الجانب الاسرائيلي لم يعط اي رخصة بناء لاهالي الساوية منذ 1992 .

وقال عبد الجليل ان جذور المشكلة تعود الى 2005 عندما تلقى عدد من اصحاب المنازل اخطارات لوقف البناء رغم انها كانت مبنية ومسكونة.

وقد استعان الاهالي حينها بمركز القدس الذي نجح في الحصول على قرارات احترازية لوقف الهدم.

ويحاول المركز اليوم طمأنة السكان مؤكدا انه لا خطر وشيك لهدم منازلهم لان هناك اوامر احترازية بمنع الهدم.

ووصف عبد الجليل القرار الاسرائيلي بانه "ظالم وتعسفي هدفه تهجيرنا من ارضنا".

وقال عامل البناء جمعة صالح (42 عاما) "بعت مصاغ زوجتي وانفقت تحويشة العمر لبناء منزلي الذي اسكن فيه منذ سبع سنوات مع زوجتي وابنائي الاربعة ولن اسمح لاحد بهدمه لانه لا خيار اخر امامي".

واضاف "ورثت الارض عن والدي واملك كل الاوراق الثبوتية بينما يبني المستوطنون في الجوار وليس لهم اي شبر ارض هنا".

وتقع المنازل المهددة بالهدم في محيط القرية وهي ليست قريبة من المستوطنات او الطرق الالتفافية، لذلك يعتقد اهالي الساوية ان قرار الهدم ليس له اي بعد امني.

وقال مدير المركز عصام العاروي لفرانس برس ان القرار "سياسي" تريد اسرائيل من ورائه "المقايضة" اي تثبيت البناء في البؤر الاستيطانية العشوائية مقابل السماح للفلسطينيين بالبناء في المنطقة جيم.

واضاف ان هذا الموضوع "خطير" وعلى السلطة الفلسطينية "الا تقبل به".

وهذا ما يؤكده خضر نجار رئيس المجلس القروي في يتما، اذ يقول ان "الاسرائيليين يريدون ربط وقف هدم منازلنا بالسماح لهم بتوسيع مستوطناتهم" .

واشار الى ان القرار الاسرائيلي يقضي بهدم 13 منزلا في قريته بحجة انها بنيت في منطقة خاضعة للسيادة الاسرائيلية .

وطالب نجار بتحرك سياسي دولي للضغط على اسرائيل لوقف الهدم.

وكان عدد من اصحاب المنازل المهددة بالهدم فقدوا اراضي اخرى قبل سنوات بفعل الاستيطان.

ويقول نادر كيفية (44 عاما) الذي يعمل حاليا سائق سيارة اجرة ان عائلته فقدت 17 دونما مزروعة بالزيتون والعنب اصبحت الآن جزءا من مستوطنة عيليه.

من جهته، يؤكد اسماعيل فارس الشيخ وهو من مخيم بلاطة ويعمل ممرضا في الساوية منذ 1979 بانه حصل على قرض من البنك وباع مصاغ زوجته واشترى قطعة ارض في القرية ثم بنى عليها بيتا صغيرا في 1989.

وقال "لا اعرف ما هو الذنب الذي اقترفته حتى قرروا هدم بيتي والقاء اطفالي في الشارع".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف